‘);
}

في العالم الحديث اليوم تشكل الدولة المفصل الأساسي والأكثر أهمية في رعاية شؤون الفرد والمجتمع، وتعمل على إقامة الحياة الكريمة للفرد العادي المتواجد بين ضفتي المجتمع، وأيضا تقديم الخدمات العامة التي تفيد المجتمع بشكل عام، وللخدمات التي تقدمها الدولة ميزة خاصة حيث تنبع دائما من العلاقة المتأصلة بين حاجات الأفراد الحاملين لجنسية الدولة، وبين عادات الدولة وتقاليد مجتمعها، حيث لا تقدم الدولة من الخدمات ما يتعارض مع المتعارف عليه في مجتمعها تجنبا لأزمات الرأي والاحتقان الداخلي بين الجمهور في الدولة، وتتنوع الخدمات التي تقدمها الدولة بين الخدمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والشؤون الخاصة بالفرد والاسرة، ولا ننسى الخدمات القضائية، ولتفصيل ذلك بالتوالي نقول الآتي

تقدم الدولة من ضمن خدماتها السياسية نظاما سياسيا قادرا على حفظ الحقوق للأفراد المتواجدين فيه، وكذلك حفظ حقوق الدولة وقيمتها الاعتبارية في المجتمع الدولي بتقديم نظام سياسي قادر على التناغم مع المجتمعات العالمية، ولا ينسى من الخدمات السياسية المهمة ما تقدمه الدولة لحفظ حقوق الترشح والانتخاب، وادارة الانتخابات وحفظ إرادة الشعوب وتقديمها على إرادة الجميع لحفظ الحقوق وتيسير الأعمال العامة والخاصة داخل الدولة.

ومن الخدمات الاقتصادية التي تقدمها الدولة إصدار العملة الخاصة بالدولة والمجتمع والحفاظ على قوتها، وكذلك صناعة نظام اقتصادي يحفظ العدل والتناغم بين أطياف المجتمع من الناحية الاقتصادية، ويجعل تلكم العملة قادرة على المنافسة بين العملات الأخرى مما يحفظ حقوق التبادل التجاري والاقتصادي بينها وبين دول العالم، وتقدم أيضا الخدمات الاقتصادية التي تسهل الاستثمار وتشجعه وتعمل على رفع دخول الأفراد ودخول المجتمع بطريقة سليمة لا تسمح بالاحتكار لأحد ولا تعمل على إفساد العلاقات الاقتصادية الخاصة فيما بين الأطراف المتواجدة داخل الدولة وخارجها.