فرح عطيات

عمان – أظهر تقرير للبنك الدولي أن “المخاوف بشأن نظافة الغذاء بسبب فيروس كورونا، يمكن أن تزيد من كمية استخدام البلاستيك، بما في ذلك الإمدادات الطبية ومواد التغليف ذات الاستخدام الواحد”.
ولفت التقرير، الصادر اليوم، الى أن “فيروس كورونا يطرح خيارات صعبة على المدى القصير بين الصحة والبيئة، حيث سيكون العمل خلال هذه المرحلة على التقليل وإعادة الاستخدام لمنع التلوث البلاستيكي خيارات تتطلب مجهودات عالية، في وقت تطفو فيه على السطح قضايا النظافة في مرحلة الاستهلاك وعملية التصنيع، وأثناء جمع وفرز النفايات البلاستيكية قبل إعادة التدوير”.
و”مع ظهور كوفيد -١٩، يبدو أنه يزيد من المد نحو البلاستيك الذي يستخدم مرة واحدة، حيث تتعرض سلاسل التوريد لضغط كبير لمواجهة الطلب المتزايد على مواد التعبئة، والتغليف، واللوازم الطبية ذات الاستخدام الواحد”.
حتى الآن، تعتبر هذه التراجعات التنظيمية استثناءات وليست قاعدة، بعد أن حافظت مئات الحكومات في العالم على سياساتها، التي فرضت من خلالها حظرًا، أو رسومًا على العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
لكن ما يجري حاليا، وفق ما جاء في التقرير الذي نشر باللغة الإنجليزية، “لا يتعارض مع المخاطر الصحية، ولكنه محاولة لمعالجة الأزمة الصحية المباشرة، لكنه ينصح مع ذلك بتوخي الحذر الشديد عن طريق غسل وتعقيم الأكياس التي يمكن إعادة استخدامها”.
تتوقع وكالة بلومبرغ لأبحاث تمويل الطاقة الجديدة السنوية أن “المخاوف بشأن نظافة الغذاء بسبب فيروس كورونا، يمكن أن تزيد من كمية البلاستيك، بما في ذلك الإمدادات الطبية ومواد التغليف”، وفي ما ورد في التقرير ذاته.
ومع ذلك فإنها تقول أن “أي ارتفاع في الطلب على البلاستيك من المرجح أن يكون مؤقتًا، ويجب ألا يغير الأهداف طويلة المدى للانتقال إلى اقتصاد دائري”.
فلا يزال الباحثون “يتصورون مستقبلًا يتم فيه إعادة استخدام جميع المواد البلاستيكية، أو تدويرها، باستثناء معالجة نفايات البلاستيكية الطبية بشكل منفصل عن تيارات النفايات البلدية”
وقدم البنك في تقرير خمسة مقترحات “لإعادة ضبط المنبه مرة أخرى حول البلاستيك”، من بينها “معالجة العوائق النفسية والسلوكية، بما في ذلك التصور بأن المنتجات المعاد استخدامها أو تدويرها قد لا تكون صحية”.
و “غالبًا ما تلتصق العادات التي يديرها الخوف وعدم الثقة، والتي تنمو وتتطور تحت الضغط الشديد، لفترات طويلة بالأشخاص، وحتى بعد اختفاء مصدر التوتر”، وفق البنك.
ولفت التقرير ذاته الى أن “هناك فرصة للناس، كما يقول الاقتصادي دانيال كانيمان الحائز على جائزة نوبل، “التفكير ببطء” وتحمل المسؤولية عن الأثار الناجمة عن استهلاكهم وخياراتهم السلوكية، وهذا يشمل المواد البلاستيكية والتعبئة التي “نحتاجها”ـ، ونستخدمها، وتلك التي لا يمكننا العيش من دونها”.
وأما المقترح الثاني، الذي قدمه التقرير، فإن “التخطيط للنظافة وإعادة التدوير، قد يلزم غسل العبوات والحاويات بسهولة للاستخدامات المتعددة وإعادة التعبئة”.
وهذا الامر من الممكن أن “يعوض عن البلاستيك، مثل استخدام الزجاج والمعادن، أو يشعل الابتكار لدى الجيل الجديد بشأن المواد البلاستيكية القابلة لإعادة الاستخدام، والذي يمكن معه تجاوز المعدل الحالي البالغ ١٠٪ لإعادة تدوير البلاستيك، عندما تكون معظم العبوات البلاستيكية والمنتجات الاستهلاكية مصنوعة من جزيئات أبسط وأكثر تجانساً”.
وأظهر أن “المستهلكون حاليًا يختارون منتجات بلاستيكية فاخرة تحتوي على مواد ملوِّنة ضارة، وهي أغلى تكلفة لإعادة التدوير، وأكثر خطورة كنفايات”
ويكمن الخيار الثالث في “سعي الدول لتطوير نماذج أعمال جديدة لجمع وفرز النفايات البلاستيكية، كما يمكن للمبادرات المحلية أن تعيد بناء الثقة في سلامة النفايات المصنفة، وتحضير مواد بلاستيكية نظيفة، ومتجانسة، لإعادة تدويرها”.
ويعد تطوير تقنيات جديدة لإعادة تدوير البلاستيك المختلط، مقترحا رابعا أدرجه التقرير للحكومات، إذا انه “من المفارقات أن الطلب على المواد البلاستيكية المعاد تدويرها يفوق العرض في العديد من البلدان”.
وأما المقترح الخامس والأخير فتركز حول “إنشاء حوافز سياسية جديدة تشجع على التعميم”، وفق ما جاء في التقرير ذاته.

farah.alatiat@alghad.jo