‘);
}

الخلفاء الرَّاشدون

بعث الله تعالى نبيَّه محمّداً -عليه الصَّلاة والسَّلام- برسالة الإسلام خاتمة الرسائل السَّماويَّة، وسخَّر لها من أسباب الحفظ ووسائله ما يؤهّلها لتكون خالدةً صالحةً لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، وقد لاقت دعوة الإسلام الكثير من العوائق منذ بداية النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- بها، فالتفَّت حولها من الحامون القائمون على نشرها، فشهد لهم النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- بذلك، فقال فيهم: (خيرُ النَّاسِ قَرني، ثمَّ الَّذين يَلونَهم، ثمَّ الَّذين يَلونَهم، ثمَّ يجيءُ أقوامٌ تَسبقُ شهادةُ أحدِهم يمينَهُ، ويمينُه شهادتَه)،[١] فكان الصَّحابة -رضي الله عنهم- حامي الدعوة، وحاملي لواء نشرها وتبليغها، في حياة النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وحتّى بعد وفاته.

جاء بعد ذلك عهد الخلفاء الرَّاشدين، فأكملوا المسيرة بعد رسول الله الذي أوصى بهم، فقال: (فعليكم بسُنّتي وسُنّةِ الخلفاءِ الراشدين المَهْدِيّين، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ)،[٢] وقد تميّزت شخصيات الخلفاء الرَّاشدين -رضي الله عنهم- بصفاتٍ جليلةٍ ومناقب عظيمةٍ، جعلت منهم مثلاً يُحتذى، وقدوةً وأسوةً حسنةً للمسلمين جميعهم. وفي هذا المقال، تعريفٌ بأحد الخلفاء الرَّاشدين؛ الخليفة الثَّاني وأمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وحديثٌ عن صفةٍ من أجلِّ صفاته؛ صفة التَّواضع التي كانت علامةً في شخصيّته، حيث سُطِّرت مواقف كثيرةٌ من حياته -رضي الله عنه- تجلّت فيها هذه الصِّفة.