توني براكستون: غناء جديد وأفكار قديمة
[wpcc-script type=”9fad3ea32fbd0b84dcd4ab32-text/javascript”]

يبدو أن المشكلات العاطفية وأوجاع الحب وآلام الفراق، هي الموضوعات المفضلة دائما لدى المغنية الأمريكية توني براكستون، منذ التسعينيات وحتى اليوم، حيث نجد أن هذه الأفكار هي الغالبة على أغنيات ألبومها الجديد الصادر مؤخرا بعنوان Spell My Name ونستمع إليها تغني عن الوداع والنهاية، والخوف من الفراق، أو الدفع نحوه والتشجيع عليه، والتوسل إلى الحبيب وإظهار الضعف أمامه، أو محاولة التخلص منه بشتى السبل، وإلى ما هنالك من تعقيدات الحب اللانهائية، التي تبعث على الملل أحيانا.
لا شك في أن موضوعات الحب والغرام لا تبلى أبدا مع الزمن، لكن يظل المرء دائما في حاجة إلى كلمة جديدة وتعبير مبتكر وفكرة لم يسمعها من قبل، ويمكن القول إن البطل في هذا الألبوم هو الصوت، والمحرض على الاستمرار في سماعه هو تنوع أنماط الغناء، أما الكلمات فلا تدهشنا كثيرا، وقد يتوقع البعض بقية الأغنية عندما يستمع إلى أول جملة منها، ما يجعلنا نمنح كل تركيزنا للصوت، الذي يتفوق على الموسيقى أيضا، بالإضافة إلى أسلوب الغناء الجاذب، وقد قامت توني براكستون بإعادة تقديم صوتها على أفضل ما يكون في هذا الألبوم، ومنحت كل أغنية طابعها الصوتي والغنائي الخاص الذي يلائمها، واستعرضت قدراتها في أداء البوب والسول والآر أند بي والهيب هوب، ولا شك في أن صوت توني براكستون يعد من أجمل الأصوات الأنثوية الأمريكية، وعادة ما يقارنها البعض بكل من المغنية الراحلة ويتني هيوستن وماريا كاري، وهي بالفعل كانت قد تمكنت من خوض المنافسة الصعبة معهما في التسعينيات، من خلال أغنيتها الشهيرة Unbreak My Heart التي حققت نجاحا عالميا مدويا وقت صدورها، وربما تعد الآن من أهم كلاسيكيات الأغاني العاطفية، والأغنية تبرز جمال صوتها وقوته ومداه، الذي يظهر في النوتات الطويلة والطبقات المرتفعة.
أغنيـــة «انتهى» وفيها تمزج توني براكستون بين الهيب هوب والبوب، وبعيدا عن أغنية «تهجى اسمي» التي اخـــتارتها عنــوانا لألبومها، تتهجـــى هي كلــمة «أوفر» وتغـــني كل حرف من حروفها بشكل منفصل، من أجل محاولة إفهام الطرف الآخر في العلاقة، وإفهام النفس أولا أن الأمر قد انتهى إلى الأبد.
ويحتوي الألبوم الجديد على 10 أغنيات قامت توني براكستون بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين في تنفيذها وكتابتها وتلحينها أيضا، وتتميز الموسيقى في الألبوم بشكل عام بمساراتها الإيقاعية البارزة المنضبطة، وانسجامها مع نغمات أخرى تبدو حرة وارتجالية إلى حد ما، ويظهر ذلك بشكل أكثر وضوحا في الغناء، حيث يلاحظ المستمع كيف تتقلب توني براكستون، ما بين المحافظة على الإيقاع والانطلاق في الارتجال الذي تجيده وتتقنه، كما تظهر الأغنيات ما يتمتع به صوتها من ثراء نغمي ودفء، وكثافة تعبيرية وقدرة على التمثيل العاطفي، وتعد أغنية «لا شيء» مثالا على ذلك، رغم كلماتها القليلة، واعتماد الغناء على كثرة ترديد جملة واحدة من الأغنية هي «ألا تعلم أنني لا شيء بدون حبك» كانت كافية لانطلاق مهارات الصوت من خلالها، وامتاع الأذن بالتقاط النغمة من كلمة إلى أخرى، بلا ارتفاعات قوية في الأوكتافات، أما أغنية «أفعليها» فهي من أطول أغنيات الألبوم، وتكاد تكون حوارا طويلا توجه توني براكستون كلماته إلى نفسها، أو إلى كل امرأة غارقة في علاقة مسمومة مؤذية، لكنها تخشى الخروج منها لسبب أو لآخر، وتظل تسامح وتغفر وتمنح الفرصة تلو الفرصة، وتمنّي النفس بحدوث التغيير، وتحلم بتحقق المعجزة، توجه المغنية كلماتها إلى هذه المرأة وتخبرها أنه لن يتغير، ولن تتغير الحياة معه وستبقى كما هي تماما، ويتكرر ترديد كلمة «أفعليها» بكثرة كنوع من تحفيز النفس وتشجيعها على الإقدام والفعل، واتخاذ الإجراء رغم الخوف، فأحيانا يشبه الأمر في هذه الحالة القفز من سيارة مسرعة سائقها أرعن، لكن تظل بعض الكسور خير من فقدان الحياة، لذلك تخبرها المغنية عن الألم الذي ستعانيه، لكنها تخبرها أيضا عن حتمية الارتماء في أحضان ذلك الألم، وتؤدي توني براكستون هذه الأغنــية بكثير من الحزن والتأمل في الكلمات، وكأنها تتـــذكر بعض الأمور وهي تغني، كما أطلقت الكثير من المشاعر للتعبير عما وراء هذه الكلمات، فهي أغنية تلخص الآلاف من الحكايات والمشكلات التي ليــس لها سوى حل وحيد هو الانفصال، وعن الانفصال أيضــا نستمع إلى أغنيـــة «انتهى» وفيها تمزج توني براكستون بين الهيب هوب والبوب، وبعيدا عن أغنية «تهجى اسمي» التي اخـــتارتها عنــوانا لألبومها، تتهجـــى هي كلــمة «أوفر» وتغـــني كل حرف من حروفها بشكل منفصل، من أجل محاولة إفهام الطرف الآخر في العلاقة، وإفهام النفس أولا أن الأمر قد انتهى إلى الأبد.
٭ كاتبة مصرية
