‘);
}

الكلام مع الناس

قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، فقد جعل الله سبحانه وتعالى الميل للتعارف إلى الآخرين والتواصل معهم فطرةً عند الإنسان، ويرجع ذلك إلى أهمية الكلام مع الناس وتأثيره القويّ على بناء شخصية الفرد، فحياة الإنسان عبارة عن الكثير من التجارب منها ما هو ناجح، ومنها ما يتعرَّض للفشل بسبب ظروف وأسباب مختلفة، إلّا أنَّ هذه التجارب سواءًا الناجحة منها أو العكس ما هي إلّا المؤثّر الأول على الطريقة التي تنشأ بها شخصيَّة الإنسان، والطريقة التي يتعامل بها مع الآخرين، ومع الظروف المحيطة به، فخير ما يمكن للإنسان أن يتعلم منه هو التجربة، وفي ذلك تتمثَّل أهمية الكلام مع الناس والتعارف إليهم والاطلاع على أفكارهم والمبادئ الخاصة بهم وعلى الطريقة التي يتعاملون بها مع الحياة وكيفية مواجهتهم لصعوباتها، وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الكلام مع الناس يساهم كثيرًا في توسيع مدارك الفرد وزيادة خبراته الحياتيَّة في الوسط الاجتماعيّ، كما أنَّه يمنحه الفرصة للتعرُّف على العديد من الثقافات المختلفة، وبالتالي يأخذ الإنسان مع الناس ما يحتاج إليه من إيجابيات تساهم في تعزيز شخصيته وتطويرها، وممّا لا شك فيه أنَّ حاجة الإنسان إلى الحديث مع غيره غير مقتصرة فقط على جني المعرفة، وإنَّما هي حاجة إنسانيَّة في النفس البشريَّة التي تميل إلى وجود الناس من حولها ليسمعوها، ويقدموا لها النُصح والإرشاد في الكثير من المواقف المختلفة، وممّا تجدُر الإشارة إليه أنَّ الكلام مع الناس هي ثقافة بحدّ ذاتها وفنّ له خصائصه، وفي هذا المقال حديث عن ثقافة الكلام مع الناس[١].