‘);
}

خصوم الله يوم القيامة

خصوم الله يوم القيامة هم ثلاثة أصناف ذكروا في الحديث القدسي يقول -صلى الله عليه وسلم-: (قالَ اللَّهُ: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولَمْ يُعْطِ أجْرَهُ)،[١] فالله خَصم لجميع الظالمين، لكنَّه شدَّدَّ على هؤلاء الثلاثة المذكورين بالحديث الشريف بالتصريح بهم؛[٢] لأنّهم تَجَّنوا على حقّه -تعالى- فالذي نقض عهد الله، جنى على عهده بعدم الوفاء والنقض والخيانة، والذي باع حرّاً، جنى على حقّ الله بالعبادة التي أقرّها في قوله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)؛[٣] لأنّ العبد لا يستطيع أن يقوم بالعبادات كما يقوم بها الحرّ وخاصّةً بعض النوافل والفروض غير الواجبة على العبد بينما هي واجبة على الحُرّ؛ كالحجّ والجُمعة والجهاد والصَدقة، ولذلك كلّه عَظُمت جريمته، والرجل الذي استأجر عاملاً ولم يوفه حقّه؛ كالذي استعبد حُرّاً؛ لأنَّه عطَّله عن أداء كثير من النوافل؛ فعظُم ذنبه،[٤] وهذا الحديث -المذكور سابقاً- يجمع بين الخوف والرجاء الَّلذان تصفو بهما العبادة حيث يكون الخوف من التقصير في، والشكر يكون على توفيق الله -تعالى- للعبد بأداء العبادات، ووجود ذلك في الحديث ظاهر في جانبين، كما يأتي:[٥]

  • تعزيز جانب الخوف من الله -تعالى- بتعظيم الخصال المذكورة في الحديث، وجعلها من الكبائر والجرائم والخطايا العظيمة التي يجب الحذر منها.
  • تعزير جانب الرجاء بتسليط الضوء على أنَّ الخَصم هو الكريم الرحيم الرؤوف الغني -سبحانه وتعالى- الذي لا ينقصه شيء ليناقش فيه، ولا يَعظُم عليه ذنب ليغفره.

وتفصيل ما يتعلق بخصوم الله فيما يأتي: