يعرف جبل عرفات بقدسيته لدى المسلمين ، فهو مزار الحجاج كل عام، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة)، حيث يأتي إليه المسلمين من كل حدب وصوب قاصدين الدعاء لله والتقرب منه، حيث يجتمع عليه الحجاج في اليوم التاسع من ذي الحجة، يقف عليه المسلمين من الغروب إلى إشراق شمس يوم العيد مبتهلين مهللين (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك) في صوت واحد وكل يترك هناك دعوته وهو على يقين من استجابتها وذكر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم إن الله يتباهى بالمسلمين الذين يأتوا عرفة من كل فج عميق، فحقاً هي ليلة العيد الأكبر، وفي السطور القادمة ستقدم موسوعة لكم تفاصيل أكثر عن جبل عرفة.
جبل عرفات
يعرف يوم عرفة بأنه يوم الغفران والرحمة، فيعتق الله فيه عباد كثيره من النار، وما جاء راجي من الله أمر إلا واستجاب له، والحج هو ركن أساسي من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا، فلفرض الحج على المسلمين أنزلت الآيه 3 في سورة المائدة “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ” أنزلت في ليلة عرفة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
جبل عرفات لماذا سمي بهذا الاسم
تتعدد الروايات حول تسمية عرفه فهناك من يرجعها لأدم وحواء وهناك من ينسبها لطواف إبراهيم عليه السلام، وقيل أيضاً إنه سمي بذلك لأن المسلمون يتعارفوا عليه في يوم الحج،وقال بعض العلماء إن الناس يأتون تائبين معترفين بذنوبهم لله والكثير من الأقاويل حول تسميته، وسنذكر فيما يلي الروايات الأكثر رواجاً لدى أهل العلم والتشريع.
- التقاء أدم وحواء: قيل في هذه الرواية أن سيدنا أدم وأمنا حواء نزلوا في مناطق متفرقه من الأرض، حيث نزل أدم في بلاد الهند حالياً وحواء في مكة المكرمة، ثم جمع الله شملهم على جبل عرفات ومن هنا سمى بعرفة.
- طواف إبراهيم علية السلام: قال أهل العلم إن جبريل عليه السلام علم إبراهيم الحج والطواف في جبل كبير وكلما علمه سأله أعرفت يا إبراهيم لذلك سمى بعرفة لأنه كان بداية معرفة سيدنا إبراهيم بالطواف.
- جبل الاعتراف بالذنب: يرى بعض العلماء إن يوم عرفة يصعد المسلمين الجبل ويعترفون بذنوبهم ويطلبون المغفرة والرحمة من الله؛ لذلك سمى بجبل عرفة.
- معنى كلمة عرفة: عرفة تعني الرائحة العطرة الجميلة فيقال سمي بهذا الاسم لان رغم كل هذه الأعداد والذبائح تبقى الرائحة ذكية ومميزة.
زيارة جبل عرفات
يزور المسلمين عرفات في موسم الحج، في اليوم التاسع من ذي الحجة مهللين فرحين قاصدين المغفرة والرحمة، حيث يسمى أيضاً عرفات بجبل الرحمة، فيقع عرفات بين مكة والطائف بجانب مجموعة من الجبال الكبيرة الضخمة.
يرى العلماء أن زيارة عرفات في أيام غير أيام الحج بدعة ولا كرامات لهذه الزيارة قائلين إن الذهاب لعرفة مشقة كبيرة، والإسلام أمر بألا يشق الإنسان على نفسه، وقالوا عرفة للحج فقط، فلم يروى عن رسول الله صلى الله علية وسلم إنه زار عرفة دون حج.
يتمنى المسلمين جميعاً الوقوف في عرفة وقضاء مناسك الحج، وإتمام دينهم بتلبية أركانه، ويبقى حلم زيارة مكة المكرمة عالق في أذهان كل من زارها وكل من لم يذهب إليها أبداً، فتجد هناك كل الأعراق والأجناس، وكل الأعمار من مواليد وشباب وشيوخ، فكما قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الحج آية 27 “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”.
المراجع
1
