عُيّن مؤخّراً عضو حزب التكتل “الليكود” المتطرّف جدعون عيزرا ، وزيراً لما يسمّى وزارة “الأمن الداخلي” الصهيونية، المعروف بمواقفه في السياسة أو المخابرات أو الجيش ، فهو ضدّ الفلسطينيين قلباً و قالباً ، مؤيّد للعنف ، يقف مع الاغتيالات و مع أيّ حالة دموية يفقد فيها فلسطينيون أرواحهم . size=3>
و قد صادقت الحكومة الصهيونية التي غرقت في العنصرية في جلستها الأسبوعية مؤخراً على تعيين عيزرا ، بتوصية من رئيس الحكومة شارون ، و ذلك عقب تنحية متطرّف آخر لا يقلّ عن خَلَفه ، و هو تساحي هنغبي ، صاحب قرار السماح للمتشدّدين الصهاينة بدخول الحرم الشريف و تدنيسه ، و الذي قال للأسرى في إضرابهم :”فليموتوا” ، لكن يبدو أنه نُحِّي قسراً بعد فضائحه من قبل المستشار القضائي للحكومة ، مناحيم مزوز . و يجرى حالياً تحقيقٌ جنائيّ بحقّ هنغبي للاشتباه بتقديمه رشوة و خيانة الأمانة من خلال تعيين مقرّبيه بمناصب حكومية رفيعة .size=3>
نشأته :size=3>
أما بالنسبة لعيزرا ، الذي وُلد في القدس المحتلة عام 1937 حسبما تورِد المصادر الصهيونية ، فقد قدِمت عائلته مهاجرة من العراق إلى فلسطين المحتلة ، و استقرّت فيها .size=3>size=3>
خدمته في الجيش الصهيوني :size=3>
و خدم عيزرا في جيش الاحتلال ثلاثة أعوام (1955- 1958) في فرقة المظلّيين برتبة “رقيب أول” ، و انتقل للعمل في جهاز الأمن العام “الشاباك” منذ عام 1962 و حتى عام 1992 ، وصولاً إلى منصب نائب رئيس الجهاز ، و كان لاعباً مهمّاً في عملية استهداف رجالات المقاومة الفلسطينية و تجنيد العملاء ، و أشرف بنفسه على التحقيق مع عددٍ من القادة و من أشهرهم الشيخ الشهيد صلاح شحادة ، الذي اغتيل قبل عامين في غزة .size=3>size=3>size=3>
نشاطه السياسيّ :size=3>
انتُخب عضواً في “الكنيست” الصهيوني منذ عام 1996 ، عن حزب التكتل “الليكود” اليميني و شارك في أغلب لجان “الكنيست” الأمنية منذ انتخابه فضلاً عن لجانٍ أخرى ، بالتزامن مع تعيينه نائباً لوزير “الأمن الداخلي” ، عوزي لانداو ، في الحكومة الماضية ، و وزيراً بلا حقيبة في الحكومة الحالية ، حتى تمّ تعيينه وزيراً للسياحة بدلاً من الوزير المتطرّف بيني أيلون ، حامل رسالة طرد “ترانسفير” الفلسطينيين ، و الذي استقال بعد طرح موضوع “خطة الانفصال” ، وصولاً إلى تعيينه وزيراً للأمن الداخلي في الخامس من الشهر الجاري ، و هي المهنة التي “أبدع” فيها ، خلال سني عمله العسكرية و الأمنية.size=3>size=3>size=3>size=3>
السكن :size=3>
و جدعون عيزرا ، الذي يتقن ثلاث لغات (العربية و الإنجليزية و الألمانية) بالإضافة إلى لغته الأم (العبرية) ، متزوّج و أبٌ لثلاثة أولاد ، و يسكن في مستعمرة “كوخاف يائير” ، شرق تل أبيب ، و التي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن الضفة الغربية ، و يقطن فيها عددٌ كبير من المسؤولين رفيعي المستوى في دولة الاحتلال ، و منهم وزير الحرب شاؤول موفاز و رئيس الحكومة السابق إيهود باراك .size=3>size=3>size=3>size=3>size=3>
تاريخٌ إرهابيّ :size=3>
size=3>size=3>size=3>size=3>size=3>size=3>كانت مواقف “الوزير” عيزرا تنمّ عن عنصرية واضحة لا تحتاج لمزيدٍ من التفسير في دولة تدّعي أنها “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” ، و ليس ذلك فحسب ، بل له تاريخٌ “أحمر” في الحرب في المقاومة الفلسطينية ، و كان دوماً مع التضييق على الفلسطينيين أو طردهم و التلذّذ بمعاناتهم خلال عمله في “الشاباك” أو بعد انخراطه في حزب “الليكود” و انتخابه عضواً في “الكنيست” و وزيراً بعد ذلك .
ففي تصريحٍ له حول الحرب ضد الاستشهاديين ، اقترح قتل آبائهم و أقاربهم ، و رأى وجوب دفنهم في جلود حيوانات ! ، و خاصة جلد الخنازير ، الذي يحرّمه الإسلام ، لثني الفدائيين عن تنفيذ عمليات استشهادية في المستقبل .size=3>size=3>size=3>size=3>size=3>
فيما أعرب عن نظرته “الثاقبة لحلّ هذه القضية بعد عملية بئر السبع الفدائية بطرح إمكانية تجنيد “بدو النقب” في قوات الاحتلال لأن “العرب يتعرّفون على بعضهم عن طريق حاسة الشم” !! ، مشيراً إلى أن العربي يستطيع “شمّ” الاستشهادي قبل أن يصل إلى أيّ مدينة استيطانيّة صهيونية لتنفيذ عملية فدائية ، حسب تعبيره .size=3>size=3>size=3>size=3>size=3>
ولا يتوانى عيزرا عن تصريحاته العنصرية بحقّ فلسطينيي الـ 48 ، فهو يعتبرهم “خونة” و “طابوراً خامساً” و بأنهم “يعملون على تقويض الدولة و يهوديّتها” .. و تجلّى ذلك بشكلٍ واضح خلال موقفه المتطرّف من قانون منح الجنسية محذّراً من الخطر البشري “الديموغرافي” العربي على ما أسماه “الهوية اليهودية” .size=3>size=3>size=3>size=3>size=3>
وخلال عمله وزيراً للسياحة ، عمل عيزرا على وضع خطة لتأمين “رحلة حجٍّ يهودية” إلى القدس المحتلة على غرار حجّ المسلمين إلى مكة المكرمة ، و قال : “لا يُحتَمل أن يحجّ كلّ عام 2 مليون مسلم إلى مكة و نحن لا نتمكّن من جلب ذات كميّة من المسيحيين و اليهود إلى القدس و التي لا تقلّ قداسة لدينا عن مكة للمسلمين” !! . و أضاف عيزرا : “يجب البحث عن وسيلةٍ تجلب كلّ يهوديّ و مسيحيّ إلى هنا في رزمة زيارة واحدة مرتّبة إلى الأماكن المقدّسة ، و عند نهاية زيارتهم يخرجون بلقبٍ أو شهادة” .size=3>size=3>size=3>size=3>size=3>
هذا فضلاً عن التصريحات التي تصدر عن عيزرا بالجملة في إطار التحريض المتطرّف ضد الفصائل الوطنية و الإسلامية و الشعب الفلسطيني و محاولة المسّ بنضاله للاحتلال الذي يريد ترسيخ وجوده على أرض فلسطين بالقوة .
size=3>size=3>size=3>size=3>size=3>