جراحة العمود الفقري بالتداخل المحدود هي نوع متقدم من جراحة العمود الفقري يتم فيه إجراء عمليات الديسك وتثبيت الفقرات وغيرها، عن طريق فتحة صغيرة بعكس العمليات التقليدية التي تتم بجروح كبيرة، ففي العمليات التقليدية، وحتى يتمكن الجراح من إجراء العملية ورؤية الأنسجة، يضطر لعمل جرح كبير قد يتجاوز 15-20 سم في كثير من الحالات، وهذا يعني فصل (قطع) عضلات الظهر مع أوتارها عن الفقرات، مما يتلف ترويتها الدموية والعصبية، وهذا يزيد من النزيف أثناء العملية ويسبب آلاماً شديدة بعدها، ويؤخر عودة المريض لحياته اليومية والعملية.

اقرأ أيضاً: جراحة العمود الفقري يزيد من خطر فقدان الدم

التداخل الجراحي المحدود

يعتمد التداخل الجراحي المحدود على عمل فتحة صغيرة في الجلد،يتم من خلالها توسيع العضلات باستخدام اسطوانات خاصة واستخدام الميكروسكوب الجراحي لإجراء العملية من خلال الاسطوانة.

فوائد جراحة العمود الفقري بالتداخل المحدود

إن مبدأ توسيع العضلات بدون الحاجة لقطعها يحافظ على ترويتها الدموية والعصبية، ويحقق الفوائد التالية من الجراحة بالتداخل المحدود:

  • تخفيف الآلام بعد العملية.
  • تقصير مدة بقاء المريض في المستشفى، وبالتالي يقلل من احتمالية تعرضه للإلتهابات.
  • سرعة عودة المريض لحياته اليومية وعمله.
  • تقليل النزيف أثناء العمليات.

مشاكل العمود الفقري الممكن علاجها بالتداخل الجراحي المحدود

الديسك أو الانزلاق الغضروفي

عملية الديسك أو الانزلاق الغضروفي هي أبسط العمليات، وتتم تحت بنج موضعي أو عام من خلال فتحة 1.5 سم وتجري كحالة يومية، حيث يستطيع المرضى المشي ومغادرة المستشفى خلال ساعات، وتتجاوز نسبة نجاح عمليات الديسك 90% بإذن الله ويعود المريض لعمله خلال أسبوعين.

اقرأ أيضاً: علاج الديسك او الانزلاق الغضروفي

تضيق قناة النخاع الشوكي

تتم عملية تضيق قناة النخاع الشوكي أيضاً من خلال فتحة صغيرة 1.5 سم، ويغادر المريض المستشفى في اليوم التالي.

تنكسات (احتكاك) الديسك والفقرات وانزلاق الفقرات

تحتاج هذه المشاكل لتثبيت الفقرات بالبراغي والأقفاص المعدنية وزراعة العظم، وتتم هذه العملية بفتحة صغيرة 2.5 سم على جانبي العمود الفقري، ويتمكن المرضى من مغادرة المستشفى خلال 3-4 أيام، والعودة للعمل خلال 3-4 أسابيع.

كسور الفقرات

تنتج كسور الفقرات بسبب حوادث كبرى في صغار السن، أو بسبب هشاشة العظام في الكبار، وفي هذه الحالات يتم دعم الفقرة المكسورة بإبرة الإسمنت الجراحي أو البالون وتثبيت الفقرات المجاورة -عند اللزوم- بالبراغي بدون جراحة.

تقوس العمود الفقري

يتم إجراء عملية تقوس العمود الفقري عند الكبار من خلال فتحات صغيرة متعددة.

أورام العمود الفقري

تتم معالجة أورام العمود الفقري بطريقة مشابهة للكسور، مما يساعد بشكل كبير في تخفيف آلام المريض، ويمكنه من متابعة العلاج الكيماوي أو الشعاعي بدون تأخير.

كيفية إجراء عمليات التداخل المحدود

يعتمد هذا النوع المتطور من الجراحة على استخدام الأشعة وأجهزة متخصصة لتوسيع العضلات، إضافة إلى الميكروسكوب الجراحي لتكبير مجال الرؤية وتوفير الإضاءة الكافية، وللتوضيح نذكر عملية الديسك كمثال:

يحدد الجراح موقع الديسك بالأشعة، ثم يقوم بعمل فتحة بالجلد بطول 1.5 سم، ثم يستخدم سلسلة من الاسطوانات المفرغة المخصصة لتوسيع العضلات بالتدريج، وصولاً للأسطوانة النهائية بقطر 14 ملم أو 16 ملم، وحتى يتمكن الجراح من رؤية الأنسجة من خلال الاسطوانة الصغيرة، يستخدم الميكروسكوب الجراحي لإزالة الديسك وتحرير العصب.

الجراحة للمرضى المصابين بالسمنة

يستفيد هؤلاء المرضى بشكل كبير جداً من الجراحة بالتداخل المحدود، حيث تتم عملياتهم بنفس الطريقة كالمرضى الآخرين، أما بالطرق التقليدية فيضطر الجراح لعمل جرح كبير جداً ليتمكن من إجراء العملية، وما يصاحب ذلك من ارتفاع نسبة الإلتهابات، والنزيف، وآلام بعد العملية.

الجراحة للمرضى الكبار في السن

تستفيد فئة كبار السن بشكل كبير أيضاً من الجراحة بالتداخل المحدود، حيث أن الجروح الصغيرة وآلامها الخفيفة تساعدهم على المشي والحركة بعد العملية، وبالتالي مغادرة المستشفى بأقل فترة ممكنة، وتجنبهم احتمالية الإصابة بالتهابات المستشفيات ومضاعفاتها الخطيرة.

حقائق عن آلام الظهر والديسك

يعتبر ألم الظهر من أكثر الأعراض شيوعاً ومن أهم أسباب الإجازات المرضية في العالم، ويعود سبب الغالبية الساحقة من آلام الظهر الحادة (90%) لتشنجات عضلية، ويمكن علاجها ببساطة عن طريق إرشاد المريض ووصف بعض الأدوية المسكنة، والاستمرار في الحركة والمشي والعلاج الطبيعي.

ما هو الديسك؟

الديسك ببساطة هو قرص أو وسادة موجودة بين الفقرات، وتتكون من حلقة خارجية من الألياف القوية بداخلها نسيج غضروفي (النواة اللبية)، وتكون وظيفة الديسك هي تسهيل حركة العمود الفقري وتوزيع الضغط والوزن بين الفقرات، فالديسك إذاً جزء طبيعي من أجسامنا وليس حالة مرضية!

يحدث احياناً ولأسباب وراثية أن تنفتح حلقة للألياف الخارجية ويخرج الغضروف من مكانه ليضغط على أحد جذور الأعصاب أو الحبل الشوكي خلف الفقرة، وهذا هو فعلاً انزلاق الغضروف أو انتاق النواة اللبية، والذي يسميه العامة بالديسك أو عرق النسا، يعاني المريض في هذه الحالة من آلام وخدران وشدّ في إحدى الساقين أو كليهما، مع أو بدون آلام في الظهر.

حاجة الانزلاق الغضروفي للجراحة

على العكس تماماً! فمعظم مرضى الإنزلاق الغضروفي الحاد تخف أعراضهم وتختفي تلقائياً ودون جراحة في 80% من الحالات! وذلك من خلال الأسابيع الستة الأولى من بداية الأعراض، إذا استمرت الأعراض أكثر من ستة أسابيع، وهذا يحدث في 20% فقط من المرضى فعلى الأغلب أن تستمر الآلام لتصبح مزمنة، وعادة يحتاج هؤلاء المرضى لتداخل جراحي محدود.

إضافة للإرشاد والأدوية المسكنة والتركيز على الحركة والمشي، خلافاً لما هو سائد، يمكن تخفيف الألم عند مرضى الإنزلاق الغضروفي في الأسابيع الستة الأولى من الألم والخدران عن طريق إعطاء المريض إبرة جذر العصب، وهي إبرة بسيطة تعطى تحت بنج موضعي، ويستخدم الجراح جهاز الأشعة ومادة ملونة لتحديد مكان العصب المضغوط، ثم يقوم بحقن مزيج من الكورتيزون وبنج موضعي حول العصب.

وبالنسبة لمضاعفات الكورتيزون المعروفة فهي تصاحب إعطاء الكورتيزون بالفم أو البخاخ لمدة طويلة، أما حقن الكورتيزون في المفاصل أو حول العصب فليس له هذه المضار.

يتحسن حوالي 60% من المرضى لمدة 3 شهور فأكثر بعد استخدام إبرة العصب، وهنا نؤكد بأن الإبرة ليست بديلاً للعملية، وينصح بالإبرة فقط للمرضى في بداية الأعراض كمرحلة أولى لأسباب خاصة.
 
أما بالنسبة بمرضى الانزلاق الغضروفي الذين يعانون من الأعراض منذ أكثر من ستة أسابيع، فبلا شك ننصحهم بعملية إزالة الديسك بالتداخل المحدود لسهولتها، ولكونها حلاً جذرياً للألم ونسبة نجاحها عالية وإمكانية إجرائها كحالة يومية.