كل أسرة تسعى للسعادة والهدوء والراحة وتتمنى لو يدوم الهدوء والحب والود بين أفرادها طوال الوقت، لكن الذي يحدث مع ضغوط الحياة القاسية أن البعض يتعصب بشدة وخصوصا على الأطفال لأنهم هم أضعف كائن، وما يحدث بعد ذلك إن الأم أو الأب ينتابهم تأنيب الضمير على كل ما قالوه لأطفالهم أو فعلوه معهم فما هو الحل؟
عذاب الضمير:
يشتكي الكثير من الآباء والأمهات من تأنيب الضمير بسبب سرعة إنفعالهم على أطفالهم بدون سبب أو حتى لو بسبب لكنه لا يستحق كل هذا الصراخ أو هذه الثورة، لكن الذي يحدث إن الوالدين بسبب تعرضهم لضغوطات كثيرة وإحساسهم المستمر بأن الوقت لن يكفي كل ما يريدان فعله نجدهم يغضبون سريعا بسبب ذلك الأحساس الخانق بالضغط والذي يسبب التوتر والقلق الدائمين فمن أبسط خطأ يقوم به الطفل يثوران عليه ويصرخان في وجهه كما لو كان هو سبب كل ما يمرون به، وبعد أن يحدثوا بداخل طفلهم تأثيرات نفسية سيئة يعودان ويشعران بتأنيب الضمير فهو في المقام الأول طفلهما وهم يحبانه فيندموا على ما فعلوه، لكن أنصح من يقوم بذلك بسرعة التوجه للطفل والإعتذار له وأيضا تقبيله وحضنه فهذا سيقلل كثيرا من الأثار السيئة التي تركوها بداخله بعد الغضب والصراخ وأيضا سيجعلهم يقللوا هذا في المرة القادمة.
متعة اللعب مع الأطفال:
الفكرة التي أود أن تجربوها هي اللعب مع الأطفال فلو أن كل أب أو أم حدد وقت معين للعب مع أطفاله سيستمتع الجميع، فالأطفال بالتأكيد سيسعدوا بهذا جدا جدا وسيقوي هذا العلاقة بينهم وبين والديهم أما الأب أو الأم سيفرحوا أيضا لكن فرحة مختلفة لها مذاق أخر فرحة ربما إفتقدوها منذ فترة بسبب إنشغالهم عن أطفالهم بالعمل والسعي لتوفير متطلبات الأسرة، فنحن لا نطلب كل الوقت بل نصف ساعة فقط يستطيع كل أب أو أم قضاءها مع أطفالهم في اللعب، والأفضل أن تتركوا للأطفال حرية إختيار اللعبة فهذا سيعرفكم اكثر على إهتمامات وميول الأطفال.
الصفاء الذهني:
إن كنتم تريدون الصفاء الذهني وتبحثون عنه في كل مكان ولا تستطيعوا إيجاده أنصحكم بالجلوس مع أطفال لم يتعدوا ال7 سنوات أو أشخاص كبار تعدوا ال70، لأن هؤلاء ستجد عندهم هذا الصفاء الذهني وبالتالي ستشعر به وربما لو أكثرت من الجلوس معهم سينتقل لك، فالطفل بعمر أقل من السبع سنوات لم يدرك بعد كم التعقيدات والمسئوليات والأمنيات التي يدركها البالغين فمعظم أحلام هذا السن تدل على صفاء داخلي ونقاء وفطرة سليمة، أما العجوز والذي تخطى السبعين عام سيكون عرف حقيقة هذه الحياة وهي أنها لا تستحق كل هذا العناء والسعى والقتال وربما الحرب وأيضا تضييع أجمل سنوات العمر فقد وجد إن البقاء مع من نحب والحفاظ على الصحة من أهم ما يجب أن يسعى إليه الناس وليس كثرة المال أو العقارات أو الشهادات.
ولا ننسى إن رسولنا الكريم دلنا على هذا حين أخبرنا إن من لديه قوت يومه وأصبح آمن في سربه ومعافى في بدنه فقد حيزت له الدنيا، فلماذا يضيع الكثيرين أعمارهم ثم يعودوا ويندموا وينصحوا غيرهم بعدم تضييع الوقت والصحة، ولكن كل شخص يفضل أن يجرب بنفسه فيحدث معهم نفس الذي حدث مع السابقين ويبدأوا هم أيضا في نصح غيرهم من الشباب.
وفي النهاية أود من كل والدين أن يحددوا موعد يومي للعب مع أطفالهم حتى لو وقت بسيط لكن أثره عليهم وعلى أطفالهم وعلى سائر الأسرة سيكون جميل جدا.
كما نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، ولا تنسوا أن تشركونا بتجاربكم وتعليقاتكم وأيضا أسئلتكم.