تغريد السعايدة

عمان– ارتبط اسم الرائدِ راشد حسين الزيود، الذي استشهد خلال اشتباكاتِ مع خليةِ إرهابيةِ بمحافظةِ إربد العام 2016، في ذاكرة الناس، حتى قرر محبوه والراغبون في تحقيق صدقة جارية عن روحه الطاهرة، إطلاق جمعية خيرية تقدم أعمالا انسانية تنموية في الأردن، وبالأخص في مدينة الزرقاء التي احتضنت حياة الشهيد.

رئيس الجمعية غسان الزيود والمشرف العام على المبادرة الأخيرة التي أطلقتها الجمعية تحت شعار “بالعلم نحميهم”، تحدث لـ”الغد” عن أهمية أن تقف الجمعيات الخيرية موقفا موازيا مع مؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية الساعية للتنمية وتمهيد الطريق للأبناء في بناء مستقبل أفضل عبر استمرار العملية التعليمية للطلبة غير القادرين على إيجاد فرصة الانضمام للمدرسة، بسبب ظروفهم الأسرية والمعيشية الخاصة.

لذلك، عمدت الجمعية إلى إطلاق هذه المبادرة التي تسعى من خلالها إلى إشراك المجتمع المحلي وفاعلي الخير المتعاونين، والتركيز على الشباب ورعاية الأيتام وأسر الشهداء وطلبة العلم، وفق الزيود، مشيرا إلى أن هنالك فعالية خاصة تم تنظيمها الأسبوع الماضي تضمنت حفل إطلاق المبادرة، والتي اكد فيها المشاركون على أهمية “التكافل الاجتماعي في تحقيق تنمية المجتمع ورعاية افراده، وتوجيه الجمعيات الخيرية والإنسانية إلى تقديم مزيد من المبادرات الخلاقة التي تسهم في رفعة الوطن وتقدمه”.

ووفق الزيود فإن “بالعلم نحميهم” تهدف الى الاهتمام بتقديم الرعاية العلمية والتعليمية للطلبة الأيتام والأقل حظا ومساعدتهم على تنمية قدراتهم عبر برامج تدريبية وتأهيلية مستمرة، إلى جانب تأمين برامج إثرائية تؤهلهم للنجاح والتميز الأكاديمي، حيث إن القائمين على جميعة الشهيد راشد الزيود لديهم وعي بأن الوطن يحتاج إلى أفراد منتجين يدفعون به نحو مزيد من التقدم، وهو ما يشجعهم على استثمار طاقات الطلاب في التعليم، وتأهيلهم ليصبحوا قادة في مجتمعاتهم.

وحول رؤية المبادرة “بالعلم نحميهم” يقول الزيود إن الجمعية وضعت في تصورها أن الريادة تكمن في توفير فرص تعلم مبتكرة ومتميزة بكوادر تعليمية مؤهلة ضمن بيئة معرفية “ذكية” وداعمة للإبداع والابتكار والنمو لكافة المراحل والمستويات.

وترتكز رسالة الجمعية على المصداقية والشغف، والعمل بمهنية عالية، وروح الفريق، والجودة والإتقان، والريادة والابتكار.

ويؤكد الزيود أن هناك مجموعة من الأسباب التي دفعت بالقائمين على الجمعية إلى تبني إطلاق هذه المبادرة، إذ إن الأردن ووفق الأرقام، يُظهر زيادة اعداد الأطفال في سوق العمل، ضمن الفئة العمرية من 5 – 17 عاما، وتسرب أعداد كبيرة من الطلبة من العملية التعليمية، وقد يكون الفقر أكثر الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تنتزع الأطفال من أحضان مدارسهم، ليكون على المجتمع دور في تحسين تلك الظروف من أجل متابعة دراستهم ليكونوا مواطنون على قدر من العلم والمعرفة.

ومن أجل ان تنجح تلك المبادرات التعليمية، تم وضع الكثير الأهداف الواضحة المعالم حتى يتم مراقبة وتطبيق مخرجاتها، وأهمها “رفع المستوى الأكاديمي للفئات المستهدفة من خلال التدريب والتعليم والمهارة، وتقديم برامج إثرائية، وخدمات الدعم النفسي، عدا عن تأمين حماية الأطفال من كل أِشكال الإساءة والانحراف وتدني التحصيل”.

وعن مجالات عمل المبادرة، فقد بين الزيود أنها تشمل “القيم والأخلاق، والبناء والتمكين النفسي والاجتماعي، والتطوير الذاتي والمهارات الحياتية القيادية، والأنشطة الترفيهية، والمهارات الرقمية والتربية المالية”، حي تقدم الجمعية للمجتمع نماذج وطنية سوية، وتسعى نحو القضاء على جميع أشكال التمييز ما بين الأطفال، من الجنسين، والتعريف بأهمية حقوق ذوي الإعاقة ليتمكنوا من الاستمرار في التعليم.

تلك التفاصيل الخاصة بمبادرة “بالعلم نحميهم” تم إطلاقها في الحفل، والذي شمل كذلك على عدة فعاليات تعريفية بالجمعية بحضور العديد من الضيوف المهتمين في القطاع التعليمي والخيري، حيث تم كذلك عرض فيلم قصير (فيديو) عن الشهيد راشد بعنوان “قصة بطل”، بالإضافة إلى تقديم عرض درامي عن فقدان الأب.

الى ذلك، تقوم الجمعية بتقديم العديد من الورش التعليمية والتأهيلية والثقافية التي تخدم فئة كبيرة من الشباب، كما في الورشات التي تساهم في تعليمهم صناعة الافلام القصيرة ذات المضمون الهادف، بالإضافة إلى عشرات المبادرات والأعمال الخيرية التي تهدف إلى النهوض بالوضع المعيشي لمئات العائلات على مستوى المملكة، والتركيز على الجانب التنموي وليس فقط تقديم المساعدات بشكل دوري.

الوسوم

جمعية راشد الزيود