وفاة أمير الشعراء أحمد شوقي 14 جمادى الآخرة 1351 هـ (1932 م)
شوقي هو ألمع شاعر في تاريخ أدبنا العربيّ الحديث وأغزرهم إبداعا وأكثرهم شهرة، يتميز بخصوبة خياله وثراء إبداعه وتنوع عطائه، و هذا الذي جعله يحلق بعيدا عن شعراء زمانه ليكون جديرا بلقب “أمير الشعراء”.
هو بحق أمير الشعراء وشاعر الأمراء له بصمة إبداع فريده في كل لون يطرقه من ألوان الشعر، تفرد في زمنه بقصائد تلامس القلوب وتثير الشجون ، ملأ الدنيا بشعره وشغل الناس بقصائده وأشجى القلوب بإبداعه.
كان شوقي يملك حسا لغويا مرهفا وقدرة بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا راقيًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.
كان لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تتداعي أمام عينيه و تتزين الأفكار بين ناظريه، ينتقي منها حيث يشاء، ولهذا كان من أخصب شعراء العربية وهو سر الألقاب العديدة التي حصل عليها؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت.
كتب الشعر في كل أبوابه المعروفة من مديح وغزل وهجاء وأدب وتاريخ وتربية ورثاء، وأتى بألوان شعرية لم تعرف من قبله وهي الشعر المسرحي، والشعر الاجتماعي، والشعر التاريخي.
نشأته :
اسمه : أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك
ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في 20 رجب 1287 هـ الموافق 16 أكتوبر 1868 م، كان أبوه يرجع في عرقه إلى الأصل الكردي، وأما أمه فقد كانت من أصول تركية يونانية، وترعرع في ظلّ البيت المالك، لأن جدته لأمه كانت تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر.
ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح – بحى السيدة زينب – فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة “المبتديان الابتدائية “، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، ثم التحق بالمدرسة التجهيزية (الثانوية) وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
و لما بلغ الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وبعد أن درس بها عامين حصل على الشهادة النهائية فى الترجمة
وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذ البلاغة في مدرسة الحقوق الشيخ “محمد البسيوني”، ورأى فيه مشروع شاعر كبير فشجّعه، وأثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية.
وما إن نال شوقي شهادته حتى عينه الخديوي توفيق فى خاصته، ثم أوفده بعد عام لدراسة الحقوق فى فرنسا، حيث أقام فيها ثلاثة أعوام، حصل بعدها على الشهادة النهائية فى 18 يوليه 1893م، وأمره الخديوي أن يبقى فى باريس ستة أشهر أخرى للاطلاع على ثقافتها وفنونها.
عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة 1894 م فضمه توفيق إلى حاشيته، وسافر إلى جنيف ممثلاً لمصر فى مؤتمر المستشرقين.
لما مات توفيق وولى عباس حلمي، كان شوقي شاعره المقرب وأنيس مجلسه ورفيق رحلاته، ونال حظوة كبيرة في عهده.
المنفى في أسبانيا
نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914 وكان الخديوي عباس الثاني غائباً عن مصر، كان في تركيا، فمنعته السلطات الإنكليزية من العودة إلى مصر، وعينت مكانه حسين كامل، وأخذ الإنكليز يبعدون موظفي القصر عن مصر، وقرروا نفي أحمد شوقي من مصر فاختار أسبانيا مقاماً له، فسافر مع أسرته من بورسعيد إلى أسبانيا، وكان حزيناً لفراقه مصر.
وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه، ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفر الشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعل أشهرها قصيدته التي بعنوان “الرحلة إلى الأندلس”.
وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة.
العودة إلى الوطن
عاد شوقي إلى الوطن في عام 1920م، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير “حافظ إبراهيم”، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال.
وألقى عام 1920 أولى قصائده بعد عودته من المنفى وهي بعنوان “بعد المنفى” والتي نشرها فيما بعد في مجلة الهلال عدد نيسان في العام المذكور، ويقول فيها :
وليس بعامرٍ بنيانُ قومٍ إذا أخلاقُهم كانت خرابا
ويا وطني لقيتُكَ بعدَ يأسٍ كأنّي لقيتُ بك الشبابا
إمارة الشعر
أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة (1346هـ ، 1927م ) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه ” الشوقيات”. وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلاً
بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي بشعر أمير الدولتين ورجِّعـــي
أعيدي على الأسماع ما غردت به براعة شوقي في ابتداء ومقطــع
أمير القوافي قد أتيـــت مبايعًا وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
وقد حضر هذا الحفل شعراءٌ وأدباءٌ كثيرون منهم محمد كرد علي من سوريا، وشكيب أرسلان من لبنان وأمين الحسيني من فلسطين، ومحمد حسين هيكل من مصر، وبالطبع حافظ إبراهيم شاعر النيل.
في مدح الرسول صلى الله عليه و سلم
من أبدع شعر شوقي قوة في النظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وروعة في الأسلوب قصائده الثلاثة في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم)
نهج البردة
قصيدة “نهج البردة” درة من درر شوقي وفريدة من فرائده التي حلى بها صدر الشعر العربي وزانه، وارتفعت بها قيمة شوقي، عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخ الجامع الأزهر آنذاك الشيخ “سليم البشري” فينهض لشرحها وبيانها، فقد عنى بشرحها والتعليق فوضح معاني القصيدة بيتا بيتا، وساق أبرز الصور البلاغية فيها
فعلى طريقة البُوصِيرِيِّ في افتتاحيَّته المشهورة، يقول أحمد شوقي:
ريم على القاع بين البان والعلم أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
و يقول فيها :
فـاقَ البُـدورَ وَفــــــاقَ الأَنبِيـاءَ فَـكَـم بِالخُلقِ والخَلقِ مِن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ
جـــاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيــــــــــرِ مُنـصَـرِمِ
آياتُـهُ كُلَّمـا طــــــــــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ يَزينُـهُـنَّ جَـــــــــــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ
يَكـــــــــــادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالــرَحِـمِ
الهمزية “ولد الهدى”
ويلحق بنهج البردة قصيدة “الهمزية النبوية”
وهي أيضا في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام التي مطلعها
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وسناء
الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء
ويقول فيها مادحا رسول الله صلى الله عليه و سلم:
أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى فالكل في حق الحياة سواء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء
زانتك في الخلق العظيم شمائل يغرى بهن ويولع الكرماء
ذكرى المولد
و له أيضا قصيدة رقيقة بديعة هي “ذكرى المولد” مطلعها:
سلو قلبي غداة سلا وثابا لعل على الجمال له عتابا
و يقول فيها :
أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ انتِسابا
فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا
مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدرًا فَحينَ مَدَحتُكَ اقتَدتُ السَّحابا
نماذج من روائع شعره:
الكرامة
هجرت البعض طوعا لأنني رأيت قلوبهم تهوى فراقي
نعم أشتاق لكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي
وأرغب وصلهم دوما ولكن طريق الذل لا تهواه ساقي
رقة البنات
إن البنات ذخائر مـن رحمة وكنوز حب صادق ووفاء
والساهرات لعلة أو كــــبرة والصابـرات لشدة و بلاء
والباكياتك حين ينقطع البكا والزائراتك في العراء النائي
الأم
مــن لــي بـتربية الـنساء فـإنها فـي الـشرق عـلة ذلـك الإخفاق
الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق
الأم روض إن تــعـهـده الـحـيـا بــالــري أورق أيــمــا إيـــراق
تغير الزمان
ما كان في ماضي الزمان محرما للناس في هذا الزمان مبــاح
صاغوا نعـوت فضائل لعيـوبهـم فتعـذر التمييز والاصلاح
فالفتك فن والخداع سيـاسـة وغنى اللصوص براعة ونجـاح
والعرى ظرف والفسـاد تمـدن والكذب فن والرياء صـلاح
العمر
دقات قلب المرء قائلةً له إن الحياةَ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذِكرها، فالذِكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
العلم
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبن ملك على جهل وإقلال
كفاني ثراءً أنني غير جاهل وأكثر أرباب الغنى اليوم جُهال
المعلم
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفـساً و عقولا
إن الذي خلق الحقيقة علقماً لم يخلِ من أهلِ الحقيقة جيلاً
الأخلاق
وإذا أصـيبَ الـقومُ في أخلاقِهمْ فـأقمْ عـليهم مـأتماً وعـويلا
وإذا الـنساءُ نـشأنَ فـي أُمّيَّةٍ رضـعَ الـرجالُ جهالةً وخمولا
لـيسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من هــمِّ الـحياةِ، وخـلّفاهُ ذلـيلا
إنَّ الـيتيمَ هـوَ الـذي تلقى له أمّـاً تـخلّتْ أو أبَـاً مـشغولا
التسامح
تَسَامُح النفس معنىً من مروءتها بل المروءةُ في أسمى معانيها
تخلَّقِ الصفحَ تسعدْ في الحياةِ به فالنفسُ يسِعدُها خلقٌ ويشقيها
اللغة
إنّ الذي ملأ اللغاتَ محاسناً جعلَ الجمالَ وسِرّهُ في الضادِ
الكتاب
أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا
كُلَّمَا أَخْلَقْتُهُ جَدَّدَنِي وَكَسَانِي مِنْ حُلَى الفَضْلِ ثِيَابَا
الإقدام
وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا
وَما نَيلُ المَطالِبِ بالتَمَنّي و َلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا
الدرهم
قل لابن سِينا : لا طَبيـبَ اليومَ إلا الدرهمُ
هو قبلَ بقراطٍ وقبْــلَكَ للجِراحة ِمَرْهم
والناسُ مُذ كانوا عليه دائرون وحوَّم
وبِسحْرِه تعلو الأَسافِلُ في العيونِ وتعظمُ
الجَــــدَّة
لي جَدّةٌ ترأفُ بي أحنُ عليّ من أبي
وكل شيءٍ سرّني تذهبُ فيه مذهبي
إن غضِبَ الأهلُ عليَّ كلُّهم لم تَغضَبِ
مشى أبي يوماً إليّ مِشيةَ المؤدّبِ
غضبانَ قد هدَدَ بالضربِ، وإن لم يضربِ
فلم أجدْ لي منهُ غيرَ جَدَّتي من مَهربِ
وهي تقولُ لأبي بلهجةِ المؤِّنبِ :
ألم تكنْ تصنعُ ما يصنعُ إذ أنت صبي؟
أعمال شوقي الأدبية
تنوعت آثار أحمد شوقي، منها ما هو في الشعر ومنها ما هو في النثر ومنها ما هو في مجال الشعرالمسرحي
أولاً الأعمال الشعرية
1- الشوقيات وهو ديوان يتكون من أربعة مجلدات فالمجلد الأول اشتمل على السياسة والتأريخ والاجتماع واشتمل المجلد الثاني على ثلاثة أبواب؛ الباب الأول في الوصف والباب الثاني في النسيب واشتمل الباب الأخير على متفرقات في الوصف والاجتماعيات والمناسبات واشتمل المجلد الثالث على المراثي واشتمل المجلد الرابع على قصاصات من صحف وبقية من مطبوعات رتبها الأستاذ سعيد العريان.
2- الشوقيات المجهولة جمعها ودرسها الدكتور محمد صبري السربوني وهي أشعار ومقالات لأمير الشعراء ظلت مبعثرة هنا وهناك حتى جمعها الدكتور محمد وتضم أكثر من 130 قصيدة أو 4000 بيت وزيادة على ذلك حوالي ألف بيت من المقطوعات والأبيات المتفرقة وحوالي ستين مقالة.
3- دول العرب وعظماء الإسلام وهي أرجوزة طويلة عدد أبياتها 1729 بيت عرض فيها التأريخ الإسلامي منذ إشراقة إسلامه إلى سقوط الدولة الفاطمية في مصر، منها 153 بيتا في السيرة النبوية الشريفة تلك هي أهم أعماله الشعرية.
ثانيًا أعماله النثرية
1- أسواق الذهب
وهي مجموعة مقالات اجتماعية جمعت عام 1351م وله فيها أسلوب رائع وقد حاكى فيه كتاب “أطواق الذهب” للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.
كما أنه شبيه بأسلوب فريد وجدي في “الوجديات ” والسجع فيها جارٍ على الطبع ناءٍ عن التكلف تخالطه الحكمة ويمازجه المثل وتأتي فيه الصورة الأدبية رائعة مشرقة لا يكدر صفاءها افتعال.
2 –أما المسرحيات فإن من أجمل ما نظم أحمد شوقي مسرحية(مجنون ليلى) التي لا تخلو من الروح الإسلامية وكذلك مسرحية(عنترة) ومسرحية(مصرع كليوباترة)و(محمد علي بك الكبير)وله ثلاث مسرحيات أخرى وله تمثيلية نظمها نثرًا (وهي أميرة الأندلس) إبان نفيه لأسبانيا وله مسرحية(قمبيز) وله تمثيلية أخرى اسمها (الست هدى).
جدير يالذكر أن الدكتور أحمد الحوفي اهتم بشعر شوقي، فأعاد ترتيب قصائده المنشورة في الشوقيات، وأرخ لكل قصيدة، وشرح مناسبتها، وغير في بعض العناوين، ثم أعدّ فهارس مسهبة للأعلام والأماكن والقوافي والألفاظ، وحول “الشوقيات” إلى كتاب جديد عنوانه “ديوان شوقي” يقع في جزءين. وبفضل هذا العمل يستطيع الباحث الاهتداء إلى ضالته بسرعة بسبب الفهارس الكاشفة والهوامش الثرية.
كما أصدر الأستاذ إبراهيم الإبياري ” الموسوعة الشوقية ” الأعمال الكاملة لأمير الشعراء أحمد شوقي في تسع مجلدات حافلة ورتب الشعر على الحروف الهجائية قافية الألف ثم الباء و هكذا، و جمع في موسوعته الأعمال الكاملة من شعر وأراجيز وزجل وموشحات ونثر وروايات ومسرحيات شعرية مع ذكر فوائد وشرح ما يخفى وبيان ما أشكل.
وفاته
ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى فاجأه الموت بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في 14 جمادى الآخرة 1351 هـ ، الموافق 14 أكتوبر 1932م، عن عمر ناهز64 سنة تقريبا.
تُوُفِّيَ أحمد شوقي في قصره المعروف باسم “كرمة ابن هانئ” القائم على ضفاف النيل في الجيزة الذي تحول الآن إلى متحف أحمد شوقي رحمه الله
و دفن رحمه الله في مدافن السيدة نفيسة بالقاهرة رحمه الله و أحسن إليه.