حدث في مثل هذا الأسبوع (2 – 8 شعبان)

حدث في مثل هذا الأسبوع 2 - 8 شعبان وفاة الشيخ الجليل محمد علي الصابوني 6 شعبان 1442 هـ2021مالشيخ محمد علي الصابوني أحد أبرز المفسرين في العصر الحديث فقد قام الشيخ بعمل منهجي وعلمي عظيم أسهم في توفير مستويات متعددة من التفاسير الميسرة بلغة معاصرة قريبة المنال مع طابع أدبي بليغ استطاعت هذه التفاسيرأن تقرب كتاب..

حدث في مثل هذا الأسبوع (2 - 8 شعبان)

وفاة الشيخ الجليل محمد علي الصابوني 6 شعبان 1442 هـ(2021م)
 الشيخ محمد علي الصابوني أحد أبرز المفسرين في العصر الحديث، فقد قام الشيخ بعمل منهجي وعلمي عظيم، أسهم في توفير مستويات متعددة من التفاسير الميسرة بلغة معاصرة قريبة المنال مع طابع أدبي بليغ، استطاعت هذه التفاسيرأن تقرب كتاب الله لعموم المسلمين، بالإضافة إلى طلاب العلم، وقد ترك بصمة بارزة في هذا المجال، وستظل كتبه ومؤلفاته مرجعًا ومنهلًا لطلاب العلم، لا يكاد يخلو بيت من مؤلفاته، فضلاً عن كون بعضها مقررات في  الجامعات الإسلامية، وأشهر كتبه هو كتاب “صفوة التفاسير” الذي يقترن باسمه في جميع المحافل، وكذلك كتاب (روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن) الذي يعتبر من أسهل وأشهر كتب آيات الأحكام وأكثرها انتشاراً.
تعلم الشيخ في المدرسة الخسروية بحلب وتخرج منها ودرس على مشايخ حلب ثم ذهب إلى مصر للدراسة وتخرج بتفوق من جامعة الأزهر ونال شهادة العالمية ثم رجع إلى حلب فقام بالتدريس بمدارسها سنوات ثم ذهب إلى مكة مبعوثا للتدريس في جامعاتها فظل في جوار بيت الله الحرام أكثر من 55 عاما، وكانت جهوده متميزة وملموسة من خلال آلاف الطلاب الذين تخرجوا ودرسوا على يديه في جامعة أم القرى وغيرها من جامعات مكة وأيضاً من خلال مؤلفاته الميسرة والتي أثرى بها المكتبة الإسلامية والتي تزيد على 50 كتابا، ثم كان اختياره شخصية العام الإسلامية من قبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم لعام 1428هـ/ 2007م تتويجا وعرفانا بجهوده المباركة والمتواصلة في الإنتاج الفكري المثمر، خاصة في مجال خدمة وتفسير القرآن الكريم.
كان الشيخ الصابوني متميزا في نشاطه العلمي سواء في تأليف الكتب العلمية، أو المقالات والأبحاث، أو إلقاء المحاضرات، أو المشاركة في الندوات في شتّى بقاع العالم، وله العديد من الأحاديث والبرامج الإذاعية والتليفزيونية، كما شارك في العديد من الدورات والمؤتمرات، وكان لفترة مبعوث رابطة العالم الإسلامي للدعوة وإقامة دورات تأهيل الأئمة والدعاة حول العالم.
كان الشيخ وقورا عف اللسان متواضعا عاملا في صمت صابرا على الأذى، صاحب كلمة حق وقف مع ثورة الشعب السوري ضد الطغيان، واختار الصدع بالحق في وجه السلطان الجائر، وعاش ومات منسجما مع علمه وفكره ورسالته.

الولادة والنشأة

ولد الشيخ محمد علي بن الشيخ جميل بن علي الصابوني (نسبة لصناعة الصابون)، بمدينة حلب الشهباء بلد العلم والعلماء عام 1350هـ/ 1930م لأسرة علمية عريقة، حيث يُعدُّ والده الشيخ جميل الصابوني من علماء حلب، فقد كان رحمه الله قيّم الجامع الأموي الكبير بمدينة حلب الشهباء ومسئول التدريس فيه، وكان له الفضل الأول في تهيئة ولده لسبيل العلم ، فقد التحق الصابوني الابن بالكُتّاب وأتم حفظ كتاب الله في سن مبكرة، وتتلمذ على يد والده فأخذ منه الكثير من العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية.
بدأ الشيخ محمد علي الصابوني دراسته النظامية في مدارس تابعة للحكومة فدرس الابتدائية، ثم التحق بالمرحلة الإعدادية بمدرسة التجارة، إلا أنه لم يقض فيها سوى عام واحد، وكان ترتيبه الأول على أقرانه في هذا العام، ورغم ذلك فقد تركها لعدم موافقتها ميوله، فقد كان مهتما بالعلوم الشرعية، فتركها والتحق بالمدرسة الثانوية الشرعية التي أسّسها العثمانيون والمعروفة باسم (الخسروية) حيث كانت تجمع بين العلوم الشرعية والدنيوية فحصل على الإعدادية ثم الثانوية وتخرج منها بتفوق عام 1369هـ/ 1949م.
وأثناء دراسته الثانوية بدت أمارات النجابة على الصابوني، وظهر شغفه بالعلم الشرعي، جنبا إلى جنب مع التعليم النظامي، حيث كان يتردد على المساجد لتلقي العلم على كبار شيوخ حلب، إضافة إلى حضور الحلقات التي كان يقيمها بعض الشيوخ في بيوتهم، ومن بين أساتذته الذين تتلمذ عليهم شيخ القراء الشيخ نجيب خياطة، وعالم الشهباء الشيخ محمد نجيب سراج، والشيخ عبد الله سراج الدين، والمؤرخ الشيخ راغب الطباخ، والشيخ محمد سعيد الإدلبي، والشيخ أحمد الشماع، وغيرهم الكثير من أفاضل علماء حلب في عصره.
وتفوق الشيخ في الشهادة الثانوية أهله لنيل بعثة على نفقة الحكومة السورية للقاهرة للدراسة بجامعة الأزهر الشريف، فدرس الشيخ في كلية الشريعة بجامعة الأزهر، وحاز على الإجازة الجامعية منها 1952م.
ثم تابع الشيخ الصابوني دراساته العليا التخصصية في الأزهر الشريف، إلى أن حصل على شهادة “العالمية” بتخصص “القضاء الشرعي” وذلك عام 1374هـ/ 1954م.
رجع بعد دراسته في مصر إلى بلده سوريا فعيّن أستاذاً لمادة التربية الإسلامية في ثانويات حلب الشهباء ودور المعلمين، وبقي في التدريس ثماني سنوات منذ عام 1955 م إلى عام 1962م.
وفي عام 1380هـ/ 1960م عاد لمصر لاستكمال طلب العلم، على يد علماء الأزهر الشريف، إلا أن الظروف السياسية السائدة آنذاك وسوء العلاقات بين مصر وسورية، قد حالت دون دراسته فعاد إلى سورية ليستكمل التدريس.
إلى مكة 
ثم انتُدِب الشيخ للتدريس في المملكة العربية السعودية، بتكليف من وزارة التربية والتعليم السورية عام 1382هـ/ 1962م، فسافر في إطار بعثة سورية كان هو على رأسها، فقام بالتدريس في عدة كليات سعودية، من بينها كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز فرع مكة المكرمة، وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية التابعة لجامعة الملك عبد العزيز، ثم كلية الشريعة بجامعة أم القرى، وامتدت فترة انتدابه ثمان وعشرين عاما تخرج فيها على يديه العديد من طلاب العلم.
ونظراً لنشاطه العلمي في البحث والتأليف فقد رأت جامعة أم القرى أن تسند إليه تحقيق بعض كتب التراث الإسلامي فعيّن باحثاً علمياً في مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، فاشتغل في تحقيق كتاب (معاني القرآن) للإمام أبي جعفر النحاس المتوفى سنة 338هـ.
– بعد ذلك انتقل الشيخ محمد علي الصابوني للعمل مستشارا في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، التابعة لرابطة العالم الإسلامي منذ عام 1409هـ/ 1998م لعدة سنوات تفرغ بعدها للبحث العلمي والتأليف.
– ذاع صيت الشيخ وبرز نجمه في مكة، فكان من أدق المتخصصين بعلوم التفسير، فتم اختياره لإلقاء درس يومي في المسجد الحرام بمكة بين المغرب والعشاء في نهاية الستينات وبداية السبعينات، وهي الدروس التي كانت تحظى بإقبال طلبة العلم الشرعيين في المملكة في ذلك الوقت.
– وأثناء إقامته في الحرم، جرى تعيينه كأحد المسؤولين عن تصحيح أخطاء إمام التراويح في الحرم المكي في مواسم رمضان، وبقي كذلك لنحو 40 عاما، ثم انقطع عن تلك المهمة بسبب المرض، كما تجدر الإشارة إلى أن الشيخ الصابوني أم المصلين في الحرم المكي لعدة مرات، وقد ذكر ذلك الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد إمام المسجد الحرام في كتابه (تاريخ أمّة في سير أئمة).
– كان له مجلس يومي في المسجد الحرام أمام الكعبة المشرّفة بين الركنين (الأسود واليماني) فكان الشيخ لا ينقطع عن هذا المجلس طيلة فترة بقاءه بمكة المكرّمة، وكان يراجع فيه القرآن الكريم مع حفظة كتاب الله تعالى أمثال تلميذه الشيخ الدكتور محمد طاهر نور ولي، فكان ورده اليومي جزأين من كتاب الله يقرأهما على الحفظة، وفي نفس المجلس أيضاً كان الشيخ يجلس للفتوى، فيجيب المستفتين عن المسائل الشرعية، ويستقبل ضيوفه فيه، فكان مجلسه مجلس علم وذكر، يعرفه جميع محبيه، فيزورونه ويجالسونه ويقرأون عليه ما شاءوا من كتب العلم، وكان مجلسه يمتد يومياً من قبل صلاة المغرب حتى بعد صلاة العشاء، ثم من قبل صلاة الفجر وحتى الشروق.
– كان للشيخ درس أسبوعي كل جمعة بين المغرب والعشاء في التفسير في أحد مساجد جدة فسّر فيها جلّ القرآن الكريم استمر هذا الدرس 8 سنوات متواصلة فسر فيه الشيخ ما يزيد عن ثلثي القرآن، كما سجّل أكثر من ستمائة حلقة تلفزيونيّة فسّر خلالها القرآن الكريم كاملا.
– في عام 2006م، أسس الشيخ الصابوني بمعية آخرين رابطة العلماء السوريين، وقد ترأس الرابطة التي انتقل هيكلها الإداري إلى تركيا عقب اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد في 2011.
– حصل الشيخ في 2007م على جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وجرى تكريمه بصفته “شخصية العام الإسلامية”، وذلك في الدورة 11 للجائزة، كما كرم في المنتدى الأدبي الرفيع “الإثنينية”، الذي يقام في مدينة جدة عام 1989م/1410هـ.
– انتقل الشيخ الصابوني عام 2018م للعيش في تركيا للتفرغ للتأليف والعبادة والدعوة والنصح والإرشاد.
مؤلفاته:
ينتمي الشيخ الصابوني رحمه الله إلى مدرسة علمية عريقة في تدريس العلوم، وتتميز هذه المدرسة بتركيزها على تقريب العلوم الإسلامية للدارسين، بالإضافة لعوام المسلمين، مع المحافظة على المستوى العلمي، وبأسلوب كتابة سهل ويسير، مطرّز بالطابع الأدبي في كثير من الأحيان.
لقد ترك الشيخ الصابوني تراثًا علميًا وافرًا تنوع بين الفقه، والتفسير، والحديث، والردود على مسائل عارضة، ومناقشات مع بعض العلماء، فأسهم في إثراء المكتبة الإسلامية أيما إثراء، غير أن أبرز إنتاجه كان في التفسير، وقد لاقت جهوده في التفسير قبولا واسعا في العالم الإسلامي، فترجمت مجموعة من كتبه إلى لغات عديدة، ومن هذه المؤلفات:

1. “صفوة التفاسير” بيروت دار القرآن الكريم، 3 مجلدات، 1837 صفحة.
وهو كتابه الأشهر فرغ من تأليفه سنة 1399هـ/ 1979م بعد أن قضى في تأليفه خمس سنوات كاملة، كان يواصل فيها الليل بالنهار يجمع فيها أقوال المفسرين، ولم يكن يكتب شيئاً حتى يراجع أكثر من خمسة عشر تفسيراً من أمهات كتب التفسير مع التحري الدقيق لأصح الأقوال وأرجحها، فكان جامعا لعيون ما في التفاسير الكبيرة المفصلة، مع الاختصار والترتيب والوضوح والبيان.
2. روائع البيان في تفسير آيات الأحكام. مكتبة الغزالي- مؤسسة مناهل العرفان، مجلدان، 1264 صفحة.
لعل هذا الكتاب هو الثاني من حيث الانتشار والاهتمام في العالم الإسلامي بعد صفوة التفاسير، وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من المحاضرات، وقد جاء الجزء الأول منه في أربعين محاضرة، كما جاء الجزء الثاني في ثلاثين محاضرة
3. المواريث في الشريعة الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة. بيروت: دار الجليل، مجلد واحد، 215 صفحة.
4. من كنوز السنة. دراسة أدبية ولغوية من الحديث الشريف مجلد واحد، 208 صفحة.
5. قبس من نور القرآن الكريم دراسة موسعة تحليلية لأهداف ومقاصد السور الكريمة. 8 مجلدات، 3794 صفحة.
وهي دراسة موضوعية موسعة لسور القرآن الكريم، ذكر فيه مقاصد كل سورة وأهدافها، وأوضح فيه الخطوط العريضة لما احتوته من آداب، وأحكام، وتشريع، وما هدفت إليه من توجيه وإرشاد.
6. السنة النبوية قسم من الوحي الإلهي المنزل. غلاف، 200 صفحة.
7. موسوعة الفقه الشرعي الميسر في ضوء الكتاب والسنة (سلسلة التفقه في الدين). 8 مجلدات، 1830 صفحة.
8. الزواج الإسلامي المبكر سعادة وحصانة. مجلد واحد، 246 صفحة.
9. التفسير الواضح الميسر. مجلد واحد، 1600 صفحة.
10. إيجاز البيان في سور القرآن. مجلد واحد، 325 صفحة.
11. التبيان في علوم القرآن. مجلد واحد، 315 صفحة.
12. النبوة ولأنبياء. مجلد واحد، 432 صفحة.
13. المقتطف من عيون الشعر. غلاف، 158 صفحة.
14. الشرح الميسّر لصحيح الإمام البخاري (الدرر واللآلي بشرح صحيح البخاري) مطبوع في 5 مجلدات.
15. درة التفاسير (على هامش المصحف). مجلد واحد، 604 صفحة.
16. جريمة الربا أخطر الجرائم الدينية والاجتماعية. غلاف، 104 صفحة.
17. الجهاد في الإسلام والخطأ الدارج في مفهومه، 111 صفحة.
18. شرح رياض الصالحين. مجلد واحد، 784 صفحة
19. آمنت بالله (الإيمان بالله أساس عقيدة التوحيد). مجلد، 350 صفحة.
20. صفحات مشرقة من حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الأبرار. مجلد، 384 صفحة.
21. الإبداع البياني في القرآن الكريم. مجلد، 464 صفحة.
22. الهدي النبوي الصحيح في صلاة التراويح. غلاف، 144 صفحة.
23. موقف الشريعة الغراء من نكاح المتعة. غلاف، 72 صفحة.
24. عقيدة أهل السنة في ميزان الشرع. غلاف، 50 صفحة.
25. رسالة الصلاة. غلاف، 40 صفحة.
26. المهدي وأشراط الساعة. غلاف، 44 صفحة.
27. شبهات وأباطيل حول تعدد زوجات الرسول. غلاف، 25 صفحة.
28. رسالة في حكم التصوير. غلاف، 45 صفحة.
29. حركة الأرض ودورانها حقيقة علمية أثبتها القرآن غلاف 92 صفحة.
30. معاني القرآن (للنحاس). س6 مجلدات، 3214 صفحة، د راسة وتحقيق.
31. المقتطف من عيون التفاسير (للمنصوري). 5 مجلدات، 2926 صفحة، دراسة وتحقيق.
32. مختصر تفسير ابن كثير. 3 مجلدات، 2051 صفحة، اختصار وتحقيق.
33. مختصر تفسير الطبري. مجلدان، 1058 صفحة، اختصار وتحقيق.
34. تنوير الأذهان من تفسير روح البيان (للبروسوي).4 مجلدات، 2364 صفحة، اختصار وتحقيق.
35. المنتقي المختار من كتاب الأذكار (للنووي) مجلد واحد، 411 صفحة، اختصار وتحقيق.
36. فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن (للأنصاري). مجلد واحد، 638 صفحة، دراسة وتحقيق.
37. نكاح المتعة في الإسلام حرام (للشيخ محمد الحامد). غلاف، 100 صفحة، دراسة وتحقيق.

وفاته

توفي الشيخ الصابوني في مدينة ” يلوا “بشمال تركيا صباح اليوم الجمعة ٥ شعبان 1442هـ؛ الموافق ١٩ مارس ٢٠٢١ م؛ عن عمر يناهز ٩١ عامًا، وصلي عليه في جامع الفاتح بعد صلاة الظهر وشيعت جنازته في مشهد مهيب و دفن في مقبرة مركز أفندي، رحم الله الشيخ الصابوني وجزاه عن الأمة كل خير وبر بما قدمه من خدمة لدينه وأمته، وجعل ذلك كله في ميزان حسناته، وأسكنه فسيح جناته.

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *