حدث في مثل هذا الأسبوع (2 -9 ذوالحجة)

حدث في مثل هذا الأسبوع (2 -9 ذوالحجة)

حدث في مثل هذا الأسبوع 2 -9 ذوالحجة وفاة شيخ المقارئ المصرية عبد الحكيم عبد اللطيف 7 من..

Share your love

حدث في مثل هذا الأسبوع (2 -9 ذوالحجة)

وفاة شيخ المقارئ المصرية عبد الحكيم عبد اللطيف 7 من ذي الحجة 1437هـ (2016 م):
الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية ورئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر وهو من كبار القرّاء الجامعين المتقنين الذين عظم بهم الانتفاع، فقد أخذ عنه أجيال من القرّاء من مختلف بلاد العالم.
عالم جليل وإمام مقدم في علم التجويد، وفن القراءات والرسم وضبط المصاحف وعد الآيات وغيرها من علوم القرآن.
كان شيخ مقرأة الجامع الأزهر لأكثر من أربعين عاما، وشيخ جمعية أهل القرآن بالأزهر، تتلمذ على يديه عدد كبير من قارئي القرآن في مصر والعالم العربي والإسلامي.

نشأته

اسمه : عبد الحكيم بن عبد اللطيف بن عبد الله بن سليمان، أصله من بلد اسمها الطويرات في صعيد مصر، والنسبة إليها الطويري.
ولد في القاهرة بمنطقة الدمرداش أمام مسجد المحمدي قرب العباسية يوم 17 سبتمبر 1936 م (وهو يوافق على التقريب غرة رجب سنة 1355 هـ)
نزح والده من الصعيد وعمر الوالد نحو 17 سنة، وقد التحق الشيخ في سن الرابعة من عمره بكتاب الشيخ إمام عبده حلاوة وأخيه الشيخ عبد الله، ومقره أمام مسجد المحمدي بالعباسية، وختم القرآن الكريم كاملا وعمره 13 سنة. 

إلى معهد القراءات
التحق الشيخ بالمعهد الابتدائي بالأزهر، وبعد أن انتظم في الدراسة أصر والده على أن ينتقل إلى معهد القراءات عام 1950، وكان المعهد قسمين قسم في مبنى أمام الجامع، وقسم في الرواق العباسي للشهادة العالية والتخصص، وحضر على مشايخ المعهد، وكانوا على جانب كبير من العلم، وكان لا يقوم بالتدريس في المعهد إلا من قرأ القراءات العشر، وناظمة الزهر في العد، والعقيلة في الرسم، مع شرط حصوله على العالمية في القراءات.
وبعد أن أتم المرحلة الأولى وهي إجازة التجويد بحفص، انتقل إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة عالية القراءات، وتتضمن دراسة الشاطبية والدرة، وغير ذلك من التفسير والرسم والفواصل والنحو والصرف والفقه.
ثم انتقل إلى المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التخصص، وحضر فيها على الشيخ عامر السيد عثمان  شيخ المقارئ المصرية، والشيخ حسن المري وهو من تلاميذ الشيخ الزيات.
والشيخ أحمد عيطة وكان من المشايخ الأجلاء، والشيخ أحمد عبد العزيز الزيات قرأ عليه في المعهد وقرأ عليه في بيته ختمة كاملة من الطيبة، والشيخ خميس نصار، والشيخ عبد المنعم السيد.

من مشايخه
ومن أبرز مشايخه وأساتذته: الشيخ مصطفى منصور الباجوري شيخ مقرأة مسجد الإمام الحسين في القاهرة في فترة السبعينيات، والشيخ محمد مصطفى الملواني بجهة منشية الصدر، والشيخ أحمد محمد عبد العزيز الزيات، والشيخ محمود على بسة المدرس بمعهد القراءات، وكان مقره بمسجدي محمد بك أبو الدهب والجامع الأزهر.
وأيضا من المشايخ الذين تتلمذ على أيديهم الشيخ عامر السيد عثمان، والشيخ عثمان السيد مراد، مدرس القراءات بالجامع الأزهر وهو صاحب السلسبيل الشافي، والشيخ أحمد مصطفى أبو حسن، والشيخ محمد بكر، والدكتور محمد عيد عابدين.
وقرأ غالب القرآن على الشيخ إبراهيم علي شحاتة السمنُّودي، وكان حضر له في المعهد، ولما كان الشيخ عبد الحكيم مفتشًا كان يطلب التفتيش في سمنود ليقرأ عليه، واختبره اختبارًا شاقًّا في متون القراءات  وعلم أنه أجازه الشيخ الزيات فأجازه إجازة مكتوبة بالكتب الثلاثة الشاطبية والدرة والطيبة، وقرأ على الشيخ محمد إسماعيل الهمداني وعلى غيرهم .

وظائفه و مناصبه
بعد أن تخرج الشيخ في المعهد عُين أولاً في التعليم الابتدائي الأزهري في الإسكندرية، فبقي فيها سنة واحدة، ثم انتقل إلى التدريس في التعليم الابتدائي بالقاهرة، وعلَّم بالمعهد الإعدادي والثانوي بالفيوم، ثم انتقل إلى التعليم بمعهد القراءات بالقاهرة، وتتلمذ عليه كثيرون من المصريين وغيرهم، ثم ترقى إلى مدرس أول بالمعهد، ثم انتقل إلى تفتيش المعاهد الأزهرية بالإدارة العامة، ثم رقي إلى مفتش أول عام، إلى أن أحيل على المعاش سنة 1997.
كان الشيخ أيضا عضو لجنة اختبار القراء في الإذاعتين المرئية والمسموعة بجمهورية مصر العربية، كما أشرف على تسجيل المصاحف المرتلة والمجودة في الإذاعة لكبار القراء.
وكان الموجه الأول لعلوم القرآن والقراءات بالإدارة المركزية لشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف، وشيخ مقرأة الجامع الأزهر، وشيخ جمعية أهل القرآن بالأزهر الشريف، وعضو لجنة تصحيح المصاحف بمجمع البحوث الإسلامية ثم وكيلها ثم رئيسها، وعضو لجنة المسابقات السنوية بالإذاعة والتلفزيون وإذاعة القرآن الكريم
كما عين الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخًا لمقرأة مسجد الهجيني بشبرا، ومسجد عين الحياة – والمعروف بمسجد الشيخ كشك -، ثم مقرأة مسجد الشعراني، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة سكينة، وأخيرًا شيخًا لمقرأة الأزه، والتي ظل بها لأكثر من أربعين عاما، وللعلم فإن للجامع الأزهر مقرأتين، الأولى تكون يوم الأحد بعد صلاة العصر مباشرة، والثانية تكون قبل صلاة الجمعة، وهى التي أنشأها شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود، وبفضل الله عمل الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخا للمقرأتين.

عزوفه عن الشهرة
ومن المواقف المشهودة لفضيلته عزوفه عن المناصب والزهد في الدنيا، وكان رحمه الله لا يحب الظهور أو التحدث إلى الإعلام، كما كان -رحمه الله- لا يتاجر بالقرآن ولا بأسانيده العالية، ولقد عرض عليه منصب شيخ عموم المقارئ المصرية أول مرة فرفضه، وقال حينها: «لا أكون شيخًا لها والشيخ ” رزق خليل حبة ” موجود». وبعد وفاة الشيخ رزق نزل عنه رسميًّا، فتقلده تلميذه الشيخ أحمد عيسى المعصراوي وفقه الله.
وعندما دفعت إليه مشيخة المقارئ عام 2014م قبلها نظرا لخطورة الظرف الحرج الذي كانت تعيشه مصر حينها، وصيانة لمشيخة المقارئ من تداعيات التقلبات السياسية التي تحياها البلاد.

تلاميذه
وأما تلاميذه ومن قرأ عليه فلا يأتي عليهم حصر ولا يعدهم عدد، لقد ترك فيهم الشيخ أثرا كبيرا لا يزال مع تقادم العهد ومرور السنين، ومنهم : الأستاذ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية سابقا، والشيخ حسن عيسى المعصراوي، والشيخ صالح أحمد الشيمي، والشيخ علي علي سيد شرف، والشيخ محمد متولي مسلم، والشيخ سيد علي عبد المجيد، والأستاذ الدكتور مصطفى محمد محمود أبوطالب، والأستاذ الدكتور جمال فاروق الدقاق، والشيخ محمد فؤاد عبدالمجيد، والشيخ محمود أحمد عكاوي البيروتي، والشيخ الدكتور ياسر إبراهيم المزروعي الكويتي، والشيخ محمد خليل الزروق الليبي… وغيرهم كثير.

رحلاته
زار الشيخ بلادا عديدة لتلاوة و تعليم القرآن بها خلال رمضان وغيره، وكان شيخ الأزهر الأسبق الشيخ جاد الحق علي جاد الحق يختاره لتعليم وتدريس القرآن في تلك البلاد، ومنها أستراليا وتايلاند وبنغلاديش وساحل العاج وسيراليون وروسيا وأميركا و الكويت والإمارات، و حضر إلى قطر سنوات عديدة للتحكيم في المسابقة العالمية (مسابقة الشيخ جاسم)، واختير في السعودية حكما في المسابقة الدولية لعام 2001 وعام 2004، وعمل بها مدرسا للتجويد والقراءات في الجامعة الإسلامية بالمدينة لمدة عام واحد. واختاره للتدريس بها الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله.

وفاته
توفى الشيخ ” عبد الحكيم عبد اللطيف ” مساء يوم الجمعة السابع من شهر ذي الحجة 1437هـ الموافق التاسع من شهر سبتمبر 2016م، عن عمر ناهز ثمانين عاما قضاها في رحاب القرآن وإقرائه، وارتجت قلوب الناس لنبأ وفاته رجا، وحضر جنازته خلق عظيم وحملت جنازته على الرؤوس ثم ذهبوا به إلى الجامع الأزهر للصلاة عليه عقب صلاة الظهر يوم السبت 8 ذي الحجة 1437هـ – يوم التروية – الموافق 10 سبتمبر 2016م، ولقد شارك في جنازته المئات من العلماء وطلاب العلم وأهل القرآن ، ودفن في مقابر الغفير في الدراسة بطريق صلاح سالم، رحمه الله ورفع درجته في عليين. 
 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!