حدث في مثل هذا الأسبوع (26 ربيع الأول – 2 ربيع الآخر)

حدث في مثل هذا الأسبوع (26 ربيع الأول – 2 ربيع الآخر)

حدث في مثل هذا الأسبوع 26 ربيع الأول – 2 ربيع الآخر وفاة علامة العراق عبد الكريم زيدان..

Share your love

حدث في مثل هذا الأسبوع (26 ربيع الأول – 2 ربيع الآخر)

وفاة علامة العراق عبد الكريم زيدان 26 ربيع الأول 1435هـ (2014م):
الدكتور عبد الكريم زيدان عالم جليل من علماء العراق ورائد من رواد الفقه الإسلامي في عصرنا، عُرف بجهوده الفقهية والدعوية وإسهاماته العِلميَّة الكبيرة.
أكثر من خمسة عقود قضاها في التدريس في الجامعات العراقية واليمنية والتأليف لعشرات الكتب والبحوث والدراسات الفقهية والدعوية المحررة والموثقة مؤديًا بذلك الأمانة الملقاة على عاتق العلماء بكل صدق وصبر.
تميز بالحزم والعزم والصبر والجلد والهمة العالية ‏والرسوخ والذكاء الوقاد وحسن الاستنباط ودقة العبارة والفصاحة وقوة الحجة ‏وسرعة البديهة،‏ فجاء إنتاجه العلمي حيًّا نافعًا خالدًا، انتفع به الفقهاء، والقانونيون، والأصوليون، ‏والدعاة، والسياسيون، وغيرهم.‏
ولد وتعلم في مدينة بغداد حتى تخرج من كلية الحقوق، ثم انتقل إلى معهد الدراسات الإسلامية التابع لجامعة القاهرة وحصل على درجة الدكتوراه في الفقه الإسلامي مع مرتبة الشرف الأولى عام 1962م، ثم عاد إلى العراق وعمل في عدد من جامعاته في مناصب أكاديمية مختلفة، ثم انتقل إلى اليمن عام 1992م وعمل فيه محاضرا في جامعتي صنعاء والإيمان، وأشرف خلال ذلك على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه حتى وفاته بصنعاء.
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الفقهية في بغداد والسعودية والكويت وقطر وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية (عام 1417 هـ / 1997م).

نشأته
:
الدكتور عبد الكريم زيدان بيج العاني من عشيرة المحامدة إحدى فروع قبيلة الدليم
ولد ببغداد بجانب الكرخ في منطقة سوق حمادة سنة 1917م، كما هو مسجل في الوثائق الرسمية، والصحيح هو 1339هـ (1921م) وسبب الاختلاف هذا مرده الى الطريقة التي كان يتم فيها تسجيل المولود حيث يتم بعد فترة قد تطول او تقصر فيجلس مختار المنطقة مع ممثل السجل المدني وتأتي العوائل بأبنائها فيتم تقدير العمر اعتمادا على النظر والتقدير للطفل الواقف أمامهم.
توفي والده وهو في الثالثة من عمره، تعلم قراءة القرآن الكريم في مكاتب تعليم القرآن الأهلية.
دخل دار المعلمين الابتدائية، وبعد تخرجه فيها أصبح معلما في المدارس الابتدائية
ولما أصدر وزير المعارف قراراً في أوائل سنة 1946م يجوز بموجبه قبول خريجي الثانوية القدامى في كلية الحقوق أو في كلية التجارة ولو كانوا موظفين في الدولة، فاختار كلية الحقوق جامعة بغداد وتم انتسابه إليها في القسم المسائي لأنه كان يعمل مدرسا، وتخرج فيها سنة 1950م.
انتقل من سلك التعليم الابتدائي إلى سلك التعليم في المدارس المتوسطة والثانوية،فعمل في مدرسة الأعظمية لفترة بسيطة ومن بعدها في ثانوية الكرخ.
وفي سنة 1953م عين مديرا للثانوية النجيبية بعدها شغل وظيفة مفتش في وزارة الأوقاف ثم مديرا لأوقاف ديالى ثم مديرا للثانوية الدينية.
ثم التحق بمعهد الدراسات الإسلامية التابع لكلية الحقوق بجامعة القاهرة وقد حصل على دبلوم هذا المعهد بعد أن أنهي الدراسة فيه مدة سنتين بنجاح وقدم بحثا في الفقه الإسلامي بعنوان(أثر القصود في التصرفات والعقود) وكان الدبلوم الذي حصل عليه بتقدير ممتاز وهو يعادل درجة ماجستير كان ذلك في سنة 1958م.
ثم حصل على الدكتوراة من كلية الحقوق جامعة القاهرة بمرتبة الشرف الأولى عام 1962م عن رسالته “أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام”

جمع الدكتور عبد الكريم زيدان في العلم بين المدرسة العراقية والمصرية وتلقى ‏العلم بطريقيه الأكاديمي والتقليدي مستفيدا من المشايخ والأساتذة العراقيين ‏والمصريين من أمثال الشيخ أمجد الزهاوي، والشيخ عبد القادر الخطيب، ‏والشيخ نجم الدين الواعظ، والشيخ ‎‎ محمد محمود الصواف، والشيخ عبد الكريم الصاعقة، والشيخ علي الخفيف، ‏والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ حسن مأمون، والشيخ محمد سلام مدكور رحمهم الله تعالى.

حياته العملية

عين مدرساً معيداً في كلية الحقوق بجامعة بغداد في سنة 1960م وأسند إليه تدريس مادة (المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية) لطلاب السنة الأولى، ومادة (أصول الفقه) لطلاب السنة الرابعة.

كما عمل أستاذًا للشريعة بكلية الدراسات الإسلامية ببغداد، وعميدًا لها، ثم أستاذًا للشريعة ورئيسًا لقسم الدين بكلية الآداب بجامعة بغداد، ثم أستاذًا للشريعة ورئيسًا لقسمها في كلية الحقوق بجامعة بغداد.
أحيل على التقاعد جبرا في سنة 1978م، ومنح لقب (أستاذ متمرس) وهذا لقب علمي يمنح للمتقاعد الذي يحصل على درجة أستاذ وله خدمات فائقة في مجال التعليم الجامعي وله نتاج علمي متميز ولصاحب هذا اللقب مميزات كثيرة تشبه مميزات الأستاذ الفعلي في الجامعة، وبعد إحالته للتقاعد اشتغل لفترة قصيرة بالمحاماة وكان له مكتب في شارع المتنبي ببغداد، ثم تفرغ لتأليف كتابه (المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم).
حصلت له مضايقات خلال الانقلابات العسكرية المختلفة على اختلاف في أشكالها بين حين وآخر، حتى اضطر للخروج من العراق إلى اليمن عام 1992م.
عمل أستاذا للفقه المقارن في قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة صنعاء، وأستاذا بقسم الفقه وأصوله في جامعة الإيمان بصنعاء، كما أشرف على عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه.

نشاطاته:

– في عام (1386هـ / 1966م) قام الشيخ عبد الكريم زيدان مع مجموعة من إخوانه بالحركة الإسلامية بالسعي لتأسيس كلية تعني بالدراسات الإسلامية، وقد تكلل هذا المسعى بصدور مرسوم جمهوري بالموافقة على تأسيس كلية الدراسات الاسلامية في بغداد تختص بالتعليم العالي في علوم العقيدة والشريعة الإسلامية.
وقد دُرست في هذه الكلية مختلف العلوم الإسلامية التي يحتاجها من يرغب في التدريس بالمدارس الحكومية والأهلية أو في شغل وظائف الإفتاء والإمامة ‏والخطابة والوعظ والإرشاد والدعوة في الجوامع والمساجد والجيش.
بقيت الكلية تمارس دورها التربوي والتعليمي وكانت الدراسة فيها مسائية، حتى صدر قانون 1975م، وهو استملاك الدولة للمدارس والكليات الأهلية مما أدى إلى إغلاق الكلية وفق هذا القانون، وأسدل الستار على تجربة مميزة ساهمت في تخريج عدد غير قليل من العلماء والدعاة المميّزين في تلك المرحلة.

– المشاركة الفاعلة في تأسيس جامعة الإيمان، حيث أسّست عام 1994م وكان الشيخ عبد الكريم زيدان أحد أعمدتها الرئيسة وشارك في وضع الخطط والمناهج ومتابعة البرنامج العلمي لهذه الجامعة الفتيّة، وقد أكسبته خبرته المتراكمة في حقل التعليم والتدريس في العراق إضافة إلى تجربته في إنشاء كلية الدراسات الإسلامية في الستينات من القرن الماضي، أفكار متميزة وبرامج نافعة للارتقاء بالمستوى العلمي والمعرفي لدى الدارسين.

– شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الفقهية حيث قام بإلقاء محاضرات في أسبوع الفقه الإسلامي في دولة الكويت في الستينات، واستكتب في بعض المواضيع في موسوعة الفقه الإسلامية بدولة الكويت كذلك في الستينات، وشارك في الحلقة الثالثة للقانون والعلوم السياسية المنعقدة سنة 1969م ببغداد برعاية جامعة الدول العربية حيث ألقى بحثاً في القانون الدولي العام في الشريعة الإسلامية كما شارك في أسبوع الفقه الإسلامي في الرياض أوائل السبعينات وألقى محاضرة فيه، وشارك بالمؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة النبوية المنعقد في دولة قطر (عام 1400هـ/ 1979م)، وكذلك في أسبوع الفقه الإسلامي بدولة قطر سنة 1995 ـ 1996.
وشارك في ندوة إثبات الآهلة وحكم المراصد الفلكية بصنعاء في يناير 1996م. وفي مؤتمر البنوك الإسلامية الأول المقام في صنعاء 1997م , والمشاركة بندوة (مقتضيات الدعوة في ضوء المعطيات المعاصرة) ‏والتي أقامتها جامعة الشارقة في عام 2001م وغيرها كثير.

– اختير عضواً في مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في السبعينات، كما اختير عضواً في لجنة تحكيم مسابقة سعيد بن هائل للعلوم والآداب عام 1998م.
وعضوا في مجلس المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة عام 2000م.

مؤلفاته:

ترك الدكتور عبد الكريم زيدان ثروة علمية هائلة تمثلت في كتب فريدة محررة وأبحاث معاصرة قيمة ينهل منها طلاب العلمِ في كل مكان، وتتميز بتنوعها في الأصول والفقه المذهبي والفقه ‏المقارن والقواعد الفقهية والقضاء والسيرة النبوية والدعوة إلى الله تعالى وغير ذلك.
تميّز الدكتور زيدان بأسلوبه الرائع في التأليف وحسن التبويب والتقسيم والتزامه الأسلوب الأكاديمي في جميع مؤلفاته لأنها كانت تدرس في الجامعات، وتميز بقدرته الفائقة في التحليل والفهم الدقيق وتحرير محل الخلاف بدقة وأمانة مع احترامه لآراء العلماء المخالفين لما يختاره، وهذه المؤلفات كثيرة نذكر هنا منها ما يلي:
الكتب
– المدخل لدراسة الشريعة الاسلامية (عام 1379هـ – 1960م)، وهو أول كتاب ألفه، وقد قُرّر على طلبة كلية الحقوق في جامعة بغداد وبعدها انتشر في مختلف الجامعات.
– الوجيز في أصول الفقه (عام 1380هـ – 1962م) وهو الكتاب الثاني في التسلسل الزمني للكتب التي الفها الشيخ، ويعتبر من المقررات الرئيسية في الكثير من الجامعات.
– أحكام الذميين والمستأمنين في دار الاسلام (رسالته للدكتوراه في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1962م).
– مختصر شرح العقيدة الطحاوية (1969م) مقرر في كلية الدراسات الإسلامية في بغداد.
– أصول الدعوة وهي أحب المؤلفات إليه أَلَّفَهُ في نهاية الستينيات من القرن الماضي وأضاف اليه إضافات متعددة طوال أربعين عاما.
– الكفالة والحوالة في الفقه المقارن (عام 1395 هـ – 1975م).
– التربية الدينية للمرحلة الثانوية (العلمي والادبي)كتاب منهجي تعليمي قام بتأليفه مع مجموعة من الأساتذة في سبعينيات القرن الماضي بتكليف من وزارة التربية العراقية.
– القيود الواردة على الملكية الفردية للمصلحة العامة في الشريعة الإسلامية عام (1403هـ – 1982م).
– نظام القضاء في الشريعة الإسلامية (عام 1403هـ – 1983م).
– علوم الحديث ، وهو كتاب ألفه الدكتور عبد الكريم زيدان بالاشتراك مع الدكتور عبد القهار داود العاني (عام 1409هـ، 1988م) بتكليف من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
– السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد في الشريعة الإسلامية (عام 1413هـ -1993م).
– القصاص والديات في الشريعة الإسلامية (عام 1416هـ/1996م).
– المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة (عام 1416 هـ – 1996م ويقع بمجلدين).
– المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الاسلامية) 12 مجلدا، موسوعة بدأ الشيخ بتأليفها عام 1979م وانتهى منها منتصف عام 1991م، وقد حاز الشيخ بهذا الكتاب على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية عام 1417هـ – 1997م).
– الوجيز في شرح القواعد الفقهية (عام 1418هـ – 1997م) تناول فيه شرح 100 قاعدة فقهية مع بيان معنى كل قاعدة وأصلها والدليل الشرعي عليها مع ذكر الأمثلة الوافية التطبيقية لها.
– موجز الأديان في القرآن (عام 1417هـ -1997م).
– نظرات في الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية (عام 1425هـ – 2004م) وهو من آواخر ما ألفه الشيخ عبد الكريم زيدان.
البحوث:
وقد طبعت هذه البحوث مجموعة في كتابين أحدها بعنوان “مجموعة بحوث فقهية معاصرة” والآخر بعنوان “مجموعة بحوث فقهية” منها:
– نظرية التجديد في الفكر الإسلامي.
– إثبات الأهلة والمراصد الفلكية.
– أثر القصود في التصرفات والعقود.
– أثر تطبيق الشريعة الإسلامية في تطهير المجتمع من شرور المسكرات والمخدرات.
– حكم الإِضْرَاب في الشريعة الإسلامية.
– الدعوة في العصر الحاضر الواقع – والمعوقات – والحلول.
– الديمقراطية ومشاركة المسلم في الانتخابات وعلاقة المسلم بالدولة غير الإسلامية.
– حدود سلطة ولي الأمر فيما يأمر به وينهى عنه في قضايا النكاح.
– حكم عقد التأمين في الشريعة الإسلامية.
– دخول المسلم إلى دولة غير إسلامية والإقامة فيها.
– ضريبة الدخل ومدى مشروعيتها في الدول الإسلامية المعاصرة.
– مدى حق الزوجة في إنهاء عقد النكاح بالخلع.
– مدى مشروعية الضرائب التي تفرضها الدول على الأفراد.
– الرق في الإسلام.
– حقوق الأفراد في دار الإسلام.
– حالة الضرورة في الشريعة الإسلامية.
– اللقطة وأحكامها في الشريعة الاسلامية.
– القتال والمقاتلون في الشريعة الإسلامية
– الفرد والدولة في الشريعة الإسلامية
– العقوبة في الشريعة الإسلامية
– الشريعة الاسلامية والقانون الدولي العام.
– الخلاف في الشريعة الإسلامية.
– الإيمان بالقضاء والقدر وأثره في سلوك الفرد.
– أحكام اللقيط في الشريعة الإسلامية.
‏- أحكام الرضاعة في الشريعة الإسلامية.‏
– رعاية المصلحة في الشريعة الإسلامية.
– أحكام النية المجردة في الشريعة الإسلامية.

وفاته
توفِّي الدكتور عبد الكريم زيدان -بعد حياة حافلة بالعطاء الفكري والتربوي والتأليف والتدريس- يوم الإثنين 26 ربيع الأول 1435 هـ، الموافق27 يناير 2014م، في العاصمة اليمنية صنعاء عن عمر ناهز 97 عامًا، وصلى عليه ‏الآلاف من العلماء والدعاة وطلاب العلم في مسجد جامعة الإيمان ثم نُقل ‏بطائرة خاصة إلى بغداد، فصلى عليه علماء العراق ودعاته وأهله ومحبوه في جنازة ‏حافلة في مسجد الأعظمية ودُفن في بغداد بمقبرة الشيخ معروف الكرخي – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!