حدث في مثل هذا الأسبوع ( 28 شعبان – 4 رمضان)

حدث في مثل هذا الأسبوع 28 شعبان - 4 رمضان وفاة الأديب الكبير علي أحمد باكثير غرة رمضان 1389 هـ 1969 م علي أحمد باكثير قامة شامخة في دنيا الأدب العربي الحديث أديب موسوعي وروائي فذ مشرق الأسلوب ماتع السرد تصدرت أعماله وتربعت على عرش المسرح المصري طوال فترة الأربعينيات حتى أواخر الخمسينيات الميلادية من القرن الماض

Share your love

حدث في مثل هذا الأسبوع ( 28 شعبان - 4 رمضان)

وفاة الأديب الكبير علي أحمد باكثير غرة رمضان 1389 هـ ( 1969 م ) :
علي أحمد باكثير قامة شامخة في دنيا الأدب العربي الحديث، أديب موسوعي، وروائي فذ، مشرق الأسلوب، ماتع السرد.
تصدرت أعماله وتربعت على عرش المسرح المصري طوال فترة الأربعينيات حتى أواخر الخمسينيات الميلادية من القرن الماضي، وكانت تفتتح المواسم المسرحية بأعماله، وتعرض مسرحياته عشرات العروض لمواسم متتالية مثل مسرحيات “سر الحاكم بأمر الله” و”سر شهر زاد” و”مسمار جحا” وغيرها.
علي أحمد باكثير علم من أعلام الأدب العربي المسرحي وصار بعد رواية (واإسلاماه) و(الثائر الأحمر) رائدًا للاتجاه الإسلامي في الرواية التاريخية العربية.
كتب أجمل وأروع ما يقرأ في الرواية العربية والإسلامية في عصرنا الحديث له عشرات القصص و الروايات والأعمال المسرحية النثرية والشعرية التي تتميز بلغته العالية المتماسكة، ومفرداته البليغة الجزلة، وأسلوبه المشوق المثير.
نشأته
ولد علي أحمد باكثير في “سوروبايا ” بأندونيسيا عام 1910م لأبوين عربيين من حضرموت وحين بلغ الثامنة من عمره أرسله أبوه إلى حضرموت حيث نشأ وتلقى ثقافة إسلامية عربية
غادر باكثير حضرموت عام 1932م إثر وفاة زوجته وهي في نضارة الشباب، وتجول باكثير في عدن وبلاد الصومال والحبشة، ثم رحل إلى الحجاز حيث قضى أكثر من عام متنقلاً بين مكة والمدينة والطائف.
بدأ باكثير حياته الأدبية بنظم الشعر، فنظمه وهو دون الثالثة عشرة من عمره، وفي الحجاز نظم قصيدته (نظام البردة) معارضاً بها قصيدة (البردة) الشهيرة للبوصيري، وهو دون الخامسة والعشرين، كما كتب في الحجاز أولى مسرحياته الشعرية :همام (في بلاد الأحقاف).
قدم باكثير إلى مصر سنة 1934 والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) حيث حصل على ليسانس الآداب في قسم اللغة الانجليزية سنة 1939، ثم حصل على دبلوم التربية للمعلمين سنة 1940 اشتغل باكثير بالتدريس في المدارس الثانوية من سنة 1940 حتى سنة 1955، ثم نقل بعدها إلى (مصلحة الفنون) وقت إنشائها، وظل يعمل بوزارة الثقافة والإرشاد القومي حتى وفاته، تزوج باكثير في مصر عام 1943 من سيدة مصرية.
حصل باكثير على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكي في 22/8/1951م و حصل على منحة تفرغ لمدة عامين1961-1963 حيث أنجز الملحمة الإسلامية الكبرى عن عمر بن الخطاب، وهي أروع ما كتب وكان أول أديب عربي يمنح هذا التفرغ .
كان باكثير يجيد من اللغات الانجليزية والفرنسية والملاوية بالإضافة إلى لغته الأم العربية.
من شعره :
في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
واعمد إلى الروضة الغنا فحي بها خير الخلائق من عرب ومن عجم
قل السلام على فخر الوجود،       على خير النبيين، طه المفرد العلم
واستجل سيرته قدام روضته              تر الكمال بلا زيغ ولا وهم
هناك حيث يقوم الشوق في خجل     لدى الجلال جلال المجد والكرم
تبدي ولوعك؟ أم تذري دموعك ؟   أم تهفو ضلوعك للآيات والعظم
وما تبث من الأشواق في حرم           يصاب فيه بليغ القول بالبكم
كان الرسول هنا يلقي نصائحه         فيطربون لها أشجى من النغم
وكان يقضي هنا بين الورى حكما  أكرِم بأحمد من قاض ومن حكم

صوت الشهيد
فيم احتشادكم هذا لتأبيني           أنتم أحق بتأبين الورى دوني
فما الشهادة إلا ميتة كرمت        عن ميتة الداء أو ميتة الهونِ
إني نزلتُ بدار الحق في رغد      بين الخمائل فيها والرياحين
في جنة ما بها خوف ولا حزن لولا رثاء لحال العرب يشجيني
قامت عليهم وحوش البغي قاطبة    من ثعلبان ومن دب وتنين
فيم انتظاركم والحق حقكمُ         يُعدى عليه ليعطى للملاعين
لا تطلبوه احتكاماً في مجامعهم  بل استردوه قسراً في الميادين
والمسلمون جميعاً من ورائكم    بإندونيسيا وباكستان والصين
لا تندبوني فإني لم أمت جزعاً   فإن علمتم عليّ الذل فابكوني
وإن تريدوا لوجه الحق تكرمتي   فابغوا الشهادة للدنيا وللدين
فابن الوليد على اليرموك يرقبكم  وليث أيوب يرعاكم بحطين


العلم و الأدب

ومن تجرد عن دين وعن خلق          فليس يرفعه علم ولا أدبُ
والعلم والدين والأخلاق إن جُمعت لأمة بلغوا في المجد ما طلبوا

إنتاجه الأدبي:
تنوع إنتاج باكثير الأدبي بين الروايات والمسرحيات الشعرية والنثرية،فقد ترك  حوالي 6 روايات و 8 مسرحيات شعرية وحوالي 45 مسرحية نثرية بالإضافة إلى العديد من القصائد الشعرية التي لم يصدرها في حياته في ديوان.
رواياته:

– سلامة القس 1944 و قد أخرجت إلى فيلم سينمائي غنائي
– وا إسلاماه 1945
– ليلة النهر 1946
– الثائر الأحمر 1948 (من أهم رواياته و قد استشرفت نهاية الشيوعية وفشل نظريتها في إسعاد الفقراء”.
– سيرة شجاع 1954
– الفارس الجميل 1965
مسرحياته الشعرية

1- هُمام (في بلاد الأحقاف)، مسرحية شعرية، كتبها عام 1933، صدرت طبعتها الأولى في القاهرة عام 1353هـ 1943م.
2- إخناتون ونفرتيتي، (مسرحية)، كتبها عام 1938م، وصدرت طبعتها الأولى عام 1359هـ – 1940م.
3- روميو وجولييت، (ترجمة) ترجمها عام 1937م، وطبعت آخر مرة في مكتبة مصر سنة 1978م.
4- الشيماء شادية الإسلام، (مسرحية) ضمن فيها مجموعة من الأناشيد الإسلامية على لسان الشيماء ابنة حليمة السعدية وأخت الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاع، وقد طبعت في مصر عام 1979م.
5- قصر الهودج
6- عاشق من حضرموت
7- الوطن الأكبر
8-الشاعر والربيع
مسرحياته النثرية

أما مسرحياته النثرية فعددها كثير من أهمها:
ملحمة عمر التي تروي سيرة سيدناعمر بن الخطاب رضي الله عنه في قالب مسرحي وتتكون من 19 جزءاً قال باكثيرعنها (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بمثل ما صلح به أولها .. ونحن في نهضتنا الحاضرة أحوج ما نكون إلى الاقتداء بسيرة عمر بن الخطاب الزعيم الإسلامي الأمين الذي يحرص على اتباع السنة ويجتهد مع ذلك في ابتداع الوسائل الجديدة في مواكبة التطور في جميع ميادين الحياة)
و قال أيضا(كنت معجبا بعمر بن الخطاب كنموذج للحاكم المسلم كما ينبغي .. وفي هذه الملحمة حاولت أن أصور الحياة الإسلامية في أزهى عصورها وفي أيام تدفقها الأول بحيث تشمل جميع جوانب الحياة السياسية والفكرية والاقتصادية والدينية في الحرب والسلم بحيث يجد القارئ العربي جواباً لكل مشكلة تخطر له)
ومن مسرحياته النثرية : السلسلة والغفران التي نالت جائزة وزارة المعارف لسنة 1949، و مسرح السياسة، وليلة النهر، والتوراة الضائعة، وإمبراطورية في المزاد، وعودة الفردوس، ومأساة زينب، وسر الحاكم بأمر الله، وهكذا لقى الله عمر، ومن فوق سبع سماوات، وإله إسرائيل، وهاروت وماروت، وسر شهرزاد، وقطط وفيران، والدنيا فوضى، ومسمار جحا، وأبو دلامة، وجلفدان هانم، ومأساة أوديب، وفاوست الجديد، ودار ابن لقمان، وإبراهيم باشا، وحرب البسوس، والدودة والثعبان، والفرعون الموعود، والفلاح الفصيح، أوزيريس، وحازم، وحبل الغسيل، وشيلوك الجديد.

الشعر
أما شعره فلم ينشر علي باكثير أي ديوان في حياته وتوفي وشعره إما مخطوط وإما متناثر في الصحف والمجلات التي كان ينشره فيها. 

نظام البردة (ذكرى محمد صلى الله عليه وسلم)، وهي قصيدة قالها في شبابه وهو في الحجاز بلغت أبياتها مائتين وخمسين بيتاً، صدرت طبعتها الأولى في القاهرة عام 1934م.
وقد أصدر الدكتور محمد أبو بكر حميد عام 1987م ديوان باكثير الأول (أزهار الربى في أشعار الصبا) ويحوي القصائد التي نظمها باكثير في حضرموت قبل رحيله عنها .
ثم صدر مؤخراً (2008م ) ديوان باكثير الثاني (سحر عدن وفخر اليمن) صدر عن مكتبة كنوز المعرفة بجدة يضم شعر باكثير سنة 1932 – 1933 وهي السنة التي أمضاها في عدن بعد مغادرته حضرموت.
ويعد حالياً ديوان باكثير الثالث (صبا نجد وأنفاس الحجاز) الذي نظمه سنة 1934 في السنة التي أمضاها في المملكة العربية السعودية قبيل هجرته النهائية إلى مصر.

محنته ووفاته
يقول الدكتور عبده بدوي: “في الأعوام الأخيرة لم نعرف لبا كثير مكتباً أو وظيفة، فقد تمَّ تجميده تماماً، وأسهمت أسماء لامعة في عالم اليسار من إحكام الحصار حوله، وحجب الضوء عنه خوفاً من فكره الإسلامي وشخصيته الملتزمة”.
وكان با كثير يقول: “إنِّهم يحسبون أنَّهم سيقتلونني عندما يمنعون الأخبار عني، أو يحاربون كتبي، ويحجبون مسرحياني عن النَّاس. أنا على يقين أن كتبي وأعمالي ستظهر في يوم من الأيام، وتأخذ مكانها اللائق بين النَّاس، في حين تطمس أعمالهم وأسماؤهم في بحر النسيان؛ لهذا فأنا لن أتوقَّف عن الكتابة، ولا يهمني أن ينشر ما أكتب في حياتي، إنِّي أرى جيلاً مسلماً قادماً يتسلَّم أعمالي ويرحب بها”
توفي با كثير في مصر في غرة رمضان سنة 1389هـ الموافق 10 نوفمبر عام 1969م ودفن بمدافن الإمام الشافعي بمصر رحمه الله تعالى.

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!