وفاة الدكتور الشيخ حسن أبو غدة 12 من ربيع الأول 1442هـ (2020م)
الدكتور حسن أبو غدة صاحب جهود علمية كبيرة في القضايا الفقهية المعاصرة.
وهو من العلماء الموسوعيين والفقهاء البارزين ويُعرف عنه إحاطته ودرايته بالفروع الفقهية في المعاملات وفي الاقتصاد الإسلامي وسائر أبواب الفقه.
جمع بين العلم الغزير، والتواضع الجم، والأخلاق الإسلامية الرفيعة، وحب العلم وطلبته
وهو ينتمي إلى أسرة حلبية أصيلة ساهمت في خدمة العلم ونشره، فعمه العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، وابن عمه الفقيه أ.د. عبد الستار أبو غدة رحمه الله تعالى.
اسمه ونشأته
اسمه: حسن بن عبد الغني بن محمد بشير أبو غدة.
ولد في مدينة حلب في 21 ربيع الأول عام 1366هـ الموافق لـ 12 فبراير 1947م، ودرس مراحل التعليم المختلفة في مدارس حلب.
ـ حصل على الإجازة ” البكالوريوس ” في الشريعة من جامعة دمشق سنة 1972، ثم ” الماجستير ” في الفقه والسياسة الشرعية من جامعة الأزهر كلية الشريعة والقانون، عام 1978م، وعنوان رسالته: (وحدة رئاسة الدولة وحكم تعدد الخلفاء). بإشراف أ.د. محمود شوكت العدوي.
ثم رحل في طلب العلم إلى تونس وحصل على الدكتوراه في الفقه والسياسة الشرعية، عام 1986م من الكلية الزيتونية بالجامعة التونسية وعنوان رسالته: (أحكام السجن ومعاملة السجناء في الإسلام). بإشراف أ.د محمد الحبيب ابن الخوجة، والتي نشرها فيما بعد باسم “فقه المعتقلات والسجون بين الشريعة والقانون”.
حياته العملية
بدأ حياته العملية مع التربية والتعليم في سوريا ثم في الكويت وفي جامعتها، كما عمل بالجزائر أثناء حرب الخليج الأولى في معهد الشريعة بباتنة الذي كان تابعا لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، ثم انتقل للعمل بقسم الدراسات الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم انتقل لتركيا وعمل بقسم العلوم الإسلامية وبمركز الاقتصاد الإسلامي في جامعة صباح الدين زعيم بإستنبول، كما تحصل على الجنسية التركية في منتصف سبتمبر عام 2018 والتي سهلت له كثيرا من العقبات الإدارية في إقامته بتركيا.
ـ درَّس أكثر من (10) عشر سنين مقررات الثقافة الإسلامية، واللغة العربية، في مراحل التعليم العام.
ـ درَّس في التعليم الجامعي والعالي أكثر من (25) خمس وعشرين سنة، في جامعة الكويت، وجامعة باتنة التابعة لجامعة الأمير عبد القادر في الجزائر، وجامعة الملك سعود بالرياض، وجامعة صباح الدين زعيم بإستنبول .
ـ درَّس حوالي (20) عشرين مقرراً في مراحل ” البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه “، منها: مناهج الفقهاء المجتهدين، والقضايا الفقهية المعاصرة، وتفسير آيات الأحكام، والاقتصاد الإسلامي، والعلاقات الدولية، وفقه النُّظُم، وفقه العبادات، وفقه المعاملات، وفقه العقوبات، والفقه المقارن، ونظرية الضمان، وعقود التوثيقات.
ـ قام بفهرسة (5) خمسة كتب فقهية مذهبية متنوعة للموسوعة الفقهية الكويتية.
وهذه الكتب هي :
1- مطالب أولي النهى، للرحيباني (في الفقه الحنبلي) في عامي 1982 / 1983 م.
2- الفروع، لابن مفلح (في الفقه الحنبلي) في عام 1986 م.
3- تحفـة المحتاج بشرح المنهاج، لابن حجر الهيتمي، مع حاشيتي الشرواني وابن قاسم (في الفقه الشافعي) في عام 1988 م.
4- البناية شرح الهداية، للعيني (في الفقه الحنفي) في عام 1988 م
5- المبسوط، للسرخسي (في الفقه الحنفي) في عامي 1989 /1990 م.
ـ كتب ونشر عدداً من البحوث العلمية المحكَّمة، بلغت ( 17 ) سبعة عشر بحثاً علمياً.
ـ حُكِّم من قِبَل إداراتٍ جامعية ومؤسسات ومراكز ومجلاتٍ علمية، في أبحاث ترقيةٍ لأساتذةِ جامعات، بلغت أكثر من ( 300 ) ثلاثمائة بحث علمي محكَّم.
ـ أشرف وناقش العديد من رسائل الماجستير، والدكتوراه، بلغت أكثر من (١٢٠) مائة وعشرين رسالة.
ـ حضر وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الفقهية والإسلامية، وإلقاء الدروس والمحاضرات الثقافية العامة وخطب الجمعة والمناسبات الأخرى.
ـ كتب ونشر عدداً من المقالات الثقافية: الإسلامية، والتربوية، والاجتماعية، المتنوعة، المنشورة في المجلات المتخصصة والثقافية، بلغت أكثر من ( 700 ) سبعمائة مقالة.
ـ أذيع له أكثر من ( 700 ) سبعمائة حديث إذاعي وتلفزيوني في بعض الدول العربية.
مؤلفاته
كان للدكتور حسن أبو غدة جهود علمية كبيرة ومؤلفات نافعة، وقد أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته، ومنها:
1ـ رسائل إلى المسلم المعاصر. في (170) صفحة.
2ـ قبسات تربوية من السيرة النبوية. في (160) صفحة.
3ـ قطوف نبوية للنساء. في (160) صفحة.
3ـ فقه المعتقلات والسجون بين الشريعة والقانون. في (780) صفحة.
5ـ مباحث في فقه العبادات ومسائلها المعاصرة. في (290) صفحة.
6ـ قضايا فقهية في العلاقات الدولية حال الحرب. في (350) صفحة.
7ـ حق المرأة في اشتراط عدم الزواج عليها. في (140) صفحة.
8ـ هل للقاضي الحكم على الغائب؟ في (140) صفحة.
9ـ الأسرة السعيدة في رحاب الإسلام. في (220) صفحة.
10ـ الإسلام وبناء المجتمع (بالاشتراك). في (280) صفحة.
11ـ فتاوى… للنساء فقط. في (290) صفحة.
12ـ المزاح في الإسلام. في (150) صفحة.
13ـ حقوق المسجون في الفقه الإسلامي. في (120) صفحة.
14ـ الثقافة الإسلامية والتحديات الفكرية المعاصرة وحقوق الإنسان في ( 230 ) صفحة.
15ـ معجم العلاقات الدولية في الفقه الإسلامي في (1200) صفحة.
16ـ حقوق المرأة في المواثيق والمؤتمرات الدولية ـ عرض ونقد ـ في (١٨٠) صفحة.
17ـ الأسرة والشباب والمجتمع في (٢٥٠) صفحة.
وفاته
كانت وفاة الدكتور حسن أبو غدة في مدينة إستنبول وكان مصابا بالكورونا، كان ذلك يوم الخميس ١٢ من ربيع الأول ١٤٤٢هـ، الموافق 29 أكتوبر ٢٠٢٠م، عن 73 عاما.
رحمه الله وغفر له وجعل الجنة مأواه وجزاه عن العلم وأهله خير الجزاء.
ورثاه صديقه أحمد تيسيربقصيدة جاء فيها قوله:
واليوم فوجئنا بنَجْمٍ قد أَفَلْ كان الأمين على الشريعةِ مؤتَمَنْ
جمع العلوم، مع الفضائل، والتقى وامتازَ بين القومِ بالخلقِ الحَسَنْ
حملَ الرسالةَ داعياً، ومعلماً لا يعرف الوقتَ المُضَيَّعَ، والوَسَنْ
أدعوكَ رَبي أَنْ تُكَرِّمَ صاحباً في مولد المختار أُدْرِجَ بالكَفَنْ
في جنَّةِ الفردوسِ يسكنُ هانئاً وهناكَ عِنْدَ الحوضِ أنْ نلقى ” حَسَنْ “