حدث في مثل هذا الأسبوع(11 – 17رجب)

حدث في مثل هذا الأسبوع11 - 17رجب وفاة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور 13 رجب 1393هـ1973هـ الشيخ محمد الطاهر بن عاشور عالم تونسي من أعلام جامع الزيتونة ومن عظمائه المجددين متعدد العطاء فهو مفسر مجدد وفقيه راسخ وأصولي ضليع ولغوي فصيح بليغ حياته حافلة بالإنجازات العلمية والترقي في المناصب الدينية من مدرس إلى قاض إلى مفت..

حدث في مثل هذا الأسبوع(11 - 17رجب)

وفاة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور 13 رجب 1393هـ(1973هـ)
الشيخ محمد الطاهر بن عاشور عالم تونسي من أعلام جامع الزيتونة، ومن عظمائه المجددين، متعدد العطاء فهو مفسر مجدد وفقيه راسخ وأصولي ضليع ولغوي فصيح بليغ.
حياته حافلة بالإنجازات العلمية والترقي في المناصب الدينية من مدرس إلى قاض إلى مفت إلى شيخ الإسلام المالكي إلى شيخ الجامع الأعظم، وكان من أعضاء المجمعين العربيين في دمشق والقاهرة. وكانت حياته المديدة التي قاربت قرنا كاملا جهادًا في طلب العلم، وإصلاح التعليم وتجديد مناهجه ومواجهة الجمود والتقليد الذي قيد العقول عن التفاعل مع القرآن الكريم والحياة المعاصرة.
كان الشيخ عفيف القلم، حلو المحاضرة، طيب المعاشرة، اشتُهر بالصبر، وعلو الهمة، والاعتزاز بالنفس، والرسوخ في العلم، وسعة الاطّلاع، وعمق النظر، والقدرة الكبيرة على التَّدوين، وفصاحةُ المنطق وجودة البيان، وسعة الاطِّلاع في آداب اللغة.
ألف عشرات الكتب من أشهرها تفسيره “التحرير والتنوير” الذي له من اسمه نصيب فهو محرر وهو نتاج جهد أربعين سنة، به فتوحات تفسيرية ومعان تجديدية وتحريرات بيانية وتقريرات بلاغية قفزت به إلى الطبقة الأولى من التفاسير المعتمدة عند الباحثين والدارسين، كما اهتم في تآليفه باللغة العربية وفنون الخطابة والشعر، فألف في هذا الصدد “أصول الإنشاء والخطابة” و”موجز البلاغة” وله شروحات وتحقيقات لقصائد شعراء عرب قدامى كالأعشى والنابغة الذبياني وامرئ القيس وأبي تمام والمتنبي. 
حظيت كتاباته ومؤلفاته داخل تونس وخارجها بالكثير من التقدير والإعجاب لما تتسم به من وسطية واعتدال ولما تحمله من نزعة إصلاحية رائدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
حاول تحرير صحيح المنقول مما لصق به من أباطيل، والرد عما يثار حول الإسلام والمسلمين من شبهات من خلال عمله الدؤوب على إحكام الوصل بين النقل والعقل، وتوطيد العلاقة بين القديم والجديد، ودعوته الى عدم التوقف عن إصلاح المؤسسة التعليمية وتوفير الدعم اللازم لها، وإعظام منزلة المرأة والتأكيد على حضورها ومشاركتها باعتبارها دعامة الأسرة، ومربية الأجيال، وناقلة القيم، الى جانب رفضه الدائم لكل أشكال الغلو ومظاهر التعصب لأن الحجر على الرأي يكون منذرا بسوء مصير الأمة “على حد تعبيره”.
اسمه ونسبه
هو محمد الطَّاهر بن محمد بن محمد الطَّاهر بن محمد بن محمد الشَّاذلي بن عبد القادر بن محمد ابن عاشور، وهذا الأخير من أشراف الأندلس، قدِم إلى تونس واستقرَّ بها بعد خروج والده من الأندلس فارّاً من القهر والتَّنصير، وكان عالماً عاملاً صالحاً.
مولده ونشأته

ولد الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور بالمرسي ضاحية من ضواحي العاصمة التونسية في جمادى الأولى سنة (1296هـ) الموافق لشهر سبتمبر (1879م) قبل عامين من دخول المستعمر الفرنسي.
نشأ الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور في بيئة علمية فجده للأب كان من فقهاء عصره، وتقلَّد مناصب هامَّة في القضاء والإفتاء والتَّدريس، إضافة إلى تولِّيه نقابة الأشراف، وله مؤلَّفات مطبوعة، وجده للأم الشيخ محمد العزيز بوعتور، ففي مثل هذا الوسط العلمي شبّ الشيخ محمد الطاهر بن عاشور.
تعلم القرآن الكريم في سنِّ السَّادسة، فقرأه وحفظه على المقرئ الشيخ محمد الخياري، ثم حفظ مجموعةً من المتون، وتلقَّى قواعد العربيَّة على الشيخ أحمد بن بدر الكافي، ثم تعلم ما تيسر له من اللغة الفرنسية على يد أستاذه الخاصِّ أحمد بن ونَّاس المحمودي.
التحق بجامع الزيتونة سنة 1310هـ، 1893م، وقرأ فيه علوم القرآن والقراءات، والحديث، والفقه المالكي وأصوله، والفرائض، والسِّيرة، والتَّاريخ، والنَّحو واللُّغة والأدب والبلاغة، وعلم المنطق.
حصل على شهادة التَّطويع (التَّعليم الثانوي) من الجامع الأعظم سنة 1317هـ=1899م، وعاد بعدها إلى حضور دروس شيوخه.
شيوخه
تلقى الطاهر بن عاشور العلم عن أعيان علماء تونس وشيوخ جامع الزيتونة، ومنهم:
الشيخ أحمد بن بدر الكافي، والشيخ أحمد جمال الدين، والعلامة الشيخ سالم بو حاجب (1244-1342م)، وله منه إجازة، والشيخ محمد صالح الشريف (1285-1338هـ)، والشيخ عبد القادر التميمي، والفقيه المتكلِّم الشيخ عمر ابن الشيخ (1239-1329هـ)، وله منه إجازة، والشيخ عمر ابن عاشور، والشيخ المقرئ محمد الخياري، والشيخ محمد صالح الشاهد، والشيخ محمد طاهر جعفر، والشيخ محمد العربي الدرعي، والعالم الوزير الشيخ محمد العزيز بو عتُّور، وله منه إجازة، والشيخ محمد بن عثمان النجار، والشيخ محمد النَّخلي، والشيخ محمود ابن الخوجه، وله منه إجازة.

مسيرته العملية
– ابتداءً من سنة (1900م) أقبل على التدريس بجامع الزيتونة والمدرسة الصادقية كمدرس من الدرجة الثانية، فمدرسًا من الدرجة الأولى سنة (1905م)، وكانت لتجربته المبكرة في التدريس في جامع الزيتونة ذي المنهج التقليدي والمدرسة الصادقية ذات التعليم العصري، دور كبير في وعيه بضرورة ردم الهوة بين الأصالة والمعاصرة والشروع في التخطيط لإصلاح التعليم في تونس.
– أصبح نائبا أول لدى المجلس العلمي في الزيتونة 1907 ثم التحق بسلك القضاء عام 1911 عضوا بالمحكمة العقارية، ثم أصبح مفتيا مالكيا 1923 فكبير المفتين عام 1924.
– وفي سنة (1321 هـ = 1903 م) قام الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية بزيارته الثانية لتونس التي كانت حدثا ثقافيا دينيا كبيرا في الأوساط التونسية، والتقاه في تلك الزيارة الطاهر بن عاشور فتوطدت العلاقة بينهما، وسماه محمد عبده بـ “سفير الدعوة” في جامع الزيتونة؛ إذ وجدت بين الشيخين صفات مشتركة، أبرزها ميلهما إلى الإصلاح التربوي والاجتماعي الذي صاغ ابن عاشور أهم ملامحه بعد ذلك في كتابه “أصول النظام الاجتماعي في الإسلام”. وقد توطدت العلاقة بينه وبين رشيد رضا، وكتب ابن عاشور في مجلة المنار.
– اختير ابن عاشور في لجنة إصلاح التعليم الأولى بالزيتونة عام 1910 وكذلك في لجنة الإصلاح الثانية عام 1924،
وبدأ في تطبيق رؤيته الإصلاحية العلمية والتربوية، وأدخل بعض الإصلاحات على الناحية التعليمية، وحرر لائحة في إصلاح التعليم وعرضها على الحكومة فنفذت بعض ما فيها، وسعى إلى إحياء بعض العلوم العربية؛ فأكثر من دروس الصرف في مراحل التعليم وكذلك دروس أدب اللغة، ودرّس بنفسه في جامع الزيتونة أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز للجُرجاني، ومقدمة ابن خلدون، وموطَّأ الإمام مالك، وكان أول من درَّس (ديوان الحماسة) لأبي تمام فيه، كما كان يقوم بتفسير القرآن الكريم  وتدريس الحديث النبوي الشَّريف في ليالي رمضان.
– عين شيخ الإسلام للمذهب المالكي سنة (1932م)، ثم اختير شيخا لجامع الزيتونة في (1351 هـ = 1932م) فكان أول شيوخ الزيتونة الذين جمعوا بين هذين المنصبين، ولكنه لم يلبث أن استقال من المشيخة بعد سنة ونصف بسبب العراقيل التي وضعت أمام خططه لإصلاح الزيتونة، وبسبب اصطدامه ببعض الشيوخ عندما عزم على إصلاح التعليم في الزيتونة.
– أعيد تعينه شيخا لجامع الزيتونة سنة (1364 هـ = 1945م)، وفي هذه المرة أدخل إصلاحات كبيرة في نظام التعليم الزيتوني؛ فارتفع عدد الطلاب الزيتونيين، وزادت عدد الفروع الزيتونية التي ارتقت في مدة سبع سنوات (1949-1956م) من ثمانية إلى خمسة وعشرين “منها اثنان للفتيات في تونس وصفاقس” وصار عدد تلامذة الزيتونة وفروعها يناهز 20 ألف تلميذ في حدود سنة (1956م)، كما امتدت شبكة فروع الزيتونة إلى القطر الجزائري بإنشاء فرعين في مدينة قسنطينة
وقد أدخل الشيخُ بعض الإصلاحات كتقسيم التعليم إلى المراحل الثلاث المعروفة الآن، وتحديد زمن الحصَّة، وتعيين مواد الدراسة، والشيخَ المدرِّس لها في كل فصل، مع بيان أوقات الدَّرس لكل مادة، وحرص على أن يحسّن من أوضاع الطلبة المعيشية والاجتماعية.
– شملت عنايته إصلاح الكتب الدراسية وأساليب التدريس ومعاهد التعليم؛ فاستبدل كثيرا من الكتب القديمة التي كانت تدرس بالكتب التي تنمي الملكات العلمية وتمكنه من الغوص في المعاني؛ ودعا إلى التقليل من الإلقاء والتلقين، وإلى الإكثار من التطبيق؛ لتنمية ملكة الفهم التي يستطيع من خلالها الطالب أن يعتمد على نفسه في تحصيل العلم، واهتم بعلوم الطبيعة والرياضيات، كما راعى في المرحلة التعليمية العالية التبحر في أقسام التخصص، وبدأ التفكير في إدخال الوسائل التعليمية المتنوعة.
– وقد سعى إلى إيجاد تعليم ابتدائي إسلامي في المدن الكبيرة في تونس على غرار ما يفعل الأزهر في مصر، ولكنه قوبل بعراقيل كبيرة، وبعد اضطرابات وخلافات حول أمر التطوير، قررت السلطة إبعاد الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور عن مباشرة وظيفته مع إبقائه في خطته، وتكليف الشيخ علي النيفر بإدارة المشيخة، وفي سنة (1956م) عاد الشيخ ابن عاشور إلى مباشرة شئون التعليم الزيتوني بعنوان شيخ عميد للجامعة الزيتونية من سنة (1956) إلى (1960م) حيث أحيل إلى الراحة (بسبب موقفه تجاه الحملة التي شنها بورقيبة يومئذ ضد فريضة الصيام في رمضان).
– شارك الطاهر بن عاشور في إنشاء مجلة السعادة العظمى سنة (1952م)، وهي أول مجلة تونسية مع صديقه العلامة الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله، ونشر بحوثًا عديدة خصوصًا في المجلة الزيتونية ومجلات شرقية مثل هدى الإسلام، والمنار، والهداية الإسلامية، ونور الإسلام، ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما نشرت له مجلة المجمع العلمي بدمشق.
من جميل كلامه
– ليس العلم رموزا تحل، ولا كلمات تحفظ، ولا انقباضا وتكلفا، ولكنه نور العقل واعتداله، وصلاحيته لاستعمال الأشياء فيما يُحتاج إليه منها… ما كانت العلوم إلا خادمة لهذين الغرضين، وهما ارتقاء العقل، واقتدار صاحبه على إفادة غيره.
– مراد الله تعالى من إنزال كتبه، ليس مجرد قرع الأسماع ببديع الألفاظ، أو التذوق لدقائق تراكيبه، بل مراده هو عملهم بتعاليم رسله وكتبه.
– الحرية: لا تجد لفظًا تهواه النفوس، وتهش لسماعه، وتستزيد من الحديث فيه – مع أن معظمهم لا يضبط مقدار المراد منه – مثلَ لفظِ الحرية…فالوقح يحسب الوقاحة حرية، فيخف عنده ما ينكره الناس من وقاحته، والجريء الفاتك ينمي صنيعه إليها، فيجد من ذلك مبررًا لجرأته، ومحب الثورة يعد الحرية مسوغًا لدعوته، والمفتون في اعتقاده يدافع الناقمين عليه بأنه حر العقيدة إلى غير هؤلاء… والتحقيق أن الحرية إنما يُعنى بها السلامةُ من الاستسلام إلى الغير بقدر ما تسمح به الشريعة والأخلاق الفاضلة.

– متى اقتصرنا في تعليمنا على ما أسَّسَهُ لنا سلفنا ووقفنا عند ما حدَّدوا رجعنا القهقرى في التعليم والعلْم، ومتى جعلنا أصولهم أسُسًا لنا ارتقيْنا بالبناء عليها.
– لا ينبغي للمتعلِّم أن يجعل جُلَّ عنايته باقتباس آثار الكاتبِين ونَقْل معانيهم؛ لأنَّ اعتماد ذلك يُصيِّره غير قادرٍ على مُجاوَزة معاني السالفين!
– المعنى الشريف إذا لم يُمنَح مِن الألفاظ ما يُناسبه.. أصبح لفظُه له قبرًا، ولم يطرُق لسامعه فكرًا.
– تفكيرُ طلبة العلوم منذ الابتداء في تحصيل الشهادة من غير التفكير في الأهم من ذلك وهو الكمال العلميُّ يصيِّرُ تعليمَهم سطحيّا، ويَقْلِبُهُمْ مِن أذكياءَ نجباءَ إلى متواكلين مقصِّرين، حتى تستحيل فطنتُهم إلى غباوةً.
– والمشايخ والمدرسون وإن بلغوا ما بلغوا من الاجتهاد في التعليم فإن ثمرة اجتهادهم لا تظهر إلا بمقدار نجابة تلامذتهم.
– إن أهم المقاصد لتهيئة إقامة الشريعة وتنفيذها: بثُّ علومها، وتكثير علمائها وحملتها.
– الأمّة بحاجة إلى علماء أهل نظر سديد في الشّريعة، وتمكّن من معرفة مقاصدها، وخبرة بمواضع الحاجة فيها، وقدرة على إمدادها بالعلاج.
– كل من اتسعت مداركه المعرفية جنح إلى الوسطية

– “ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا”  الحزن تبتدئ خفته بعد أول نومة.
– “إن كيدكن عظيم” هذا الوصف لمن في حكمِ امرأة العزيز وإلا فكثير من النساء ذوات تقى ومنزلة رفيعة.
– وليّ الأمر إذا عدل؛ سرى عدله في سائر الأشياء وظهرت آثاره فيها فتسير جميع أمور الأمة على عدل (لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون).
– أحكام الشريعة كلها مشتملة على مقاصد؛ وهي حِكَم ومصالح ومنافع، ولذلك كان الواجب على علمائنا تعرُّف علل التشريع ومقاصده، ظاهرها وخفيها.
– أطوار تحصيل العلوم:
1- طور الحفظ والتقليد والقبول دون ملاحظة النسب بينها.
2- طور البحث في نسب العلوم بعضها من بعض وتنويعها.
3- طور البحث في عللها وأسرارها وغاياتها.
4- طور الحُكم عليها بالتصحيح والنقد، وهو طور التضلع والتحرير.

– قد اختار اللَّهُ تعالى أن يكون اللسانُ العربيُّ مُظْهِرًا لوحيه، ومستودَعًا لمراده، وأن يكون العرب هم المتلقِّينَ أولًا لشرعه وإبلاغِ مراده لحكمة عَلِمَها: منها كونُ لسانهم أفصحَ الألسن وأسهَلها انتشارًا، وأكثَرها تحمُّلًا للمعاني مع إيجازِ لفظهِ.
– فلا جرم يحصل من معاني الفاتحة – تصريحا وتضمنا – علمٌ إجمالي بما حواه القرآن من الأغراض، وذلك يدعو نفس قارئها إلى تطلب التفصيل على حسب التمكن والقابلية، ولأجل هذا فُرضت قراءة الفاتحة في كل ركعة من الصلاة حرصاً على التذكر لما في مطلوبها. 
– ومزية القراءات من هذه الجهة عائدة إلى أنها حفظت على أبناء العربية ما لم يحفظه غيرها، وهو تحديد كيفيات نطق العرب بالحروف فى مخارجها وصفاتها، وذلك غرض مهم جدا.
– لا أعذر أساطين المفسرين الذين تلقفوا الروايات الضعيفة فأثبتوها في كتبهم ولم ينبهوا على مراتبها قوةً وضعفاً، حتى أوهموا كثيرا من الناس أن القرآن لا تنزل آياته إلا لأجل حوادث تدعو إليها، وبئس هذا الوهم فإن القرآن جاء هاديا إلى ما به صلاح الأمة في أصناف الصلاح فلا يتوقف نزوله على حدوث الحوادث الداعية إلى تشريع الأحكام.
– تكرّر الأفعال (الصالحة) يوجب حصول الملكة الفاضلة في النفس، بحيث تنساق عقب حصولها إلى الكمالات باختيارها، وبلا كلفة ولا ضجر.
– لو تأملنا الحوادث لرأينا الإسلام في جميعها مؤيداً بعناية إلهية، إذا اشتد خناق الأهوال، هبت عليه نسمات من الألطاف تعيد نفسَ الآمال.
– الاستدراج والإِملاء يعقبهما الانتقام .. فلا تستبطئ الانتقام فإنه محقق وقوعه ولكن يؤخر لحكمة تقتضي تأخيره.
مؤلفاته 
ألف بن عاشور مؤلفات مهمة ونوعية في العلوم الدينية واللغة العربية وآدابها، قاربت الأربعين كتابا، وهي غاية في الدقة العلمية، وتدل على تبحر الشيخ في شتى العلوم الشرعية والأدبية، نذكر منها:
1- “تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد” ويختصر تحت عنوان “تفسير التحرير والتنوير”. ويعتبر هذا التفسير موسوعة من المعارف، وهو من أهمّ التّفاسير في العصر الحديث وهو جهد عشرات السنين من العمل والاجتهاد مقدّما بذلك إضافة علمية نوعية في مجال التفسير.
2- مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو من الكتب المعاصرة  الرائدة ومن أفضل ما كتب المتأخرون في هذا الفن وضوحا في الفكر ودقة في التعبير وسلامة في المنهج واستقصاء للموضوع.
3- “أليس الصبح بقريب، التعليم العربي الإسلامي، دراسة تاريخية وآراء إصلاحية” كتاب ينبئ عن فكر إصلاحي رائد، يجعل من اكتساب العلم واستنهاض العقل والتفكير السليم مرتكزات التطوّر والتقدّم.
4 – النظر الفَسيح عند مَضيق الأنظار في الجامع الصَّحيح.
5 – كشف المغطَّى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطَّا.
6 – حاشية التوضيح والتصحيح لمشكلات كتاب (التنقيح على شرح تنقيح الفصول في الأصول للقرافي).
7 – الوقف وآثاره في الإسلام.
8 – أصول النِّظام الاجتماعي في الإسلام.
9 – تحقيقات وأنظار في الكتاب والسُّنَّة.
10 – نقدٌ علميٌّ لكتاب الإسلام وأصول الحكام لعلي عبد الرزَّاق.
11- قصَّة المولد النَّبوي الشَّريف.
12 – الأمالي على مختصر خليل.
13 – أصول التقدُّم في الإسلام.
14 – أصول الإنشاء والخطابة.
15- موجز البلاغة
16 – الأمالي على دلائل الإعجاز للجرجاني.
17 – جمع وتحقيق ديوان النابغة الذبياني.
18 – تحقيق وتدقيق وشرح ديوان بشار بن برد.
19 – تحقيق سرقات المتنبي ومشكل معانيه لابن بسَّام النحوي.
20 – شرح المقدمة الأدبية لشرح الإمام المرزوقي على ديوان الحماسة لأبي تمام.
21 – قصيدة الأعشى الأكبر في مدح المحلّق.
22 -تحقيق الواضح في مشكلات شعر المتنبي لأبي القاسم الأصبهاني.
23 – تحقيق قلائد العقيان ومحاسن الأعيان لأبي نصر الفتح ابن خاقان.
24 – تعليقات وتحقيق على حديث أمِّ زرع.
25 – تحقيق لشرح القرشي على ديوان المتنبي.
26 – شرح معلَّقة امرئ القيس.
27- فتاوى الشيخ الإمام محمد الطاهر بن عاشور، وغيرها من الكتب.
كما صدر كتاب جمهرة مقالات ورسائل الشيخ الإمام محمد الطاهر بن عاشور في أربع مجلدات بعناية محمد الطاهر الميساوي.
وفاته
توفي الشيخ العلامة محمد الطَّاهر ابن عاشور في ضاحية المَرْسَى قرب تونُس العاصمة عن عمر94 سنة، يوم الأحد 13 من رجب سنة 1394هـ الموافق 12 من آب (أغسطس) 1973م. ووُري الثَّرى بمقبرة الزّلَّاج، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنَّاته.

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *