‘);
}

جبريل عليه السلام

لقد ميّز الله تعالى سيدنا جبريل -عليه السلام- عن سائر الملائكة؛ فهو قائدهم الأول، وأعظهم شأنًا ومكانةً، وقد أعطاه من الخواص ما لم يعطِ أحدًا غيره؛ إذ إنه الحامل لشرائع الله تعالى إلى خلقه، وهو الموكّل بتدمير الأمم الظالمة، كما أنّ الله تعالى خلقه بهيئةٍ عظيمة، وقوةٍ هائلة ليكون قادرًا على تنفيذ ما يأمره به الله تعالى، وقد ورد في القرآن الكثير من الآيات الكريمة التي تدل على ذلك، إذ يقول تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} [النجم: 2-6]، وقال أيضًا في وصفه: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 192-195]، وفي هذه الآية المباركة يصف الله تعالى سيدنا جبريل بالروح الأمين، وهو الرسول الكريم الذي يُبلّغ رسل الله تعالى في الأرض ما أراد ربّ العزة، بما في ذلك تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والذي نزل بها على سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام-، وفي هذا المقال سنذكر حديثًا دار بين سيدنا جبريل -عليه السلام-، وسيدنا محمد -عليه السلام-[١].