حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إحدى حركات الأحياء الإسلامي المعاصر وتقدم نفسها كحركة تغييرية تعكس حسب رؤيتها إلى إعادة بناء وصياغة الواقع.
أسس هذه الحركة الدكتور فتحي الشقاقي نهاية السبعينيات .
وقد بدا الشقاقي حركته كنواة طلابية في الجامعات المصرية حيث أقام معسكر إعداد فكري ثقافي لمئات الكوادر التي نجح في استقطابها وذلك في مدينة الزقازيق في جمهورية مصر العربية.
وعادت هذه الكوادر عام 1980 إلى قطاع غزة والضفة الغربية لتشكل نواة لحركة الجهاد الإسلامي الحالية.
والشقاقي مؤسس هذه الحركة هو فلسطيني لاجئ من قرية زرنوقة القريبة من يافا في فلسطين المحتلة عام 1948 وهو من مواليد 1951 في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة وظل الشقاقي زعيما وأمينا عاما لهذه الحركة حتى اغتياله على يد الموساد الإسرائيلي في مالطا بتاريخ 26 تشرين أول (أكتوبر) 1995 أثناء عودته من زيارة لليبيا.
تولى الدكتور رمضان عبد الله شلح قيادة الحركة بعد اغتيال الشقاقي ، وشلح من مواليد 1958 من منطقة الشجاعية في غزة وهو حاصل على الدكتورة في الاقتصاد من جامعات بريطانيا وعمل أستاذا للاقتصاد في الجامعة الإسلامية بغزة وفي عدد من الجامعات البريطانية والأمريكية .
وتعتبر حركة الجهاد الإسلامي أول من نفذ عمليات استشهادية في فلسطين حيث قام الشاب البطل أنور عزيز من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة بتنفيذ أول عملية استشهادية فلسطينية في الأول من كانون أول (ديسمبر) 1993 أي قبل شهور دخول السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.
ونفذت الحركة العديد من العمليات الاستشهادية في قطاع غزة والضفة الغربية وادخل الخط الأخضر اشهرها عملية بيت ليد التي قتل فيها 23 جنديا إسرائيليا وعملية كفار داروم عام 1995 التي قتل فيها عشرة إسرائيليين خلال الانتفاضة الأولى.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى كانت الحركة هي المبادرة بتنفيذ أول عملية استشهادية نفذها أحد أعضائها – نبيل العرعير -وذلك في تشرين أول (أكتوبر) الماضي، كما كان لها سلسلة عمليات استشهادية أخرى .
وتتمتع الحركة بشعبية واسعة في قطاع غزة وحسب استطلاع مركز القدس للاتصال والإعلام حديثا فانه قد لوحظ أن شعبية الحركة وتأييدها قد ارتفع بصورة كبيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال انتفاضة الاقصى ، ويتجسد ذلك خلال الاحتفالات التي تقيمها الحركة والتي يشارك فيها الآلاف من مؤيدها وأنصارها إلى جانب أن العمليات التي ننفذها ترفع نسبة تأييدها في الشارع الفلسطيني باستمرار.
وحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية فان الأمين العام للحركة رمضان شلح قد نجح في إعادة هيكلة وترتيب أوراق حركته بعد أن عانت الحركة من قسوة الضربة الكبرى التي تعرضت لها بعد اغتيال مؤسسها وزعيمها الشقاقي .
وتعتقد المصادر الإسرائيلية أن الجهاد الإسلامي قد استطاعت استقطاب مئات العناصر والأنصار من الحركات الأخرى الموجودة في الساحة الفلسطينية نظرا لخطها الصلب حيث يعتبرها العديد من الفلسطينيين كتعبير عن معارضتهم وحنقهم على الواقع السياسي الحالي.