أخبار الطبي. إن ما نسمعه على أنه صوت ضربات قلبنا هو فعليا عمل منسق ومشترك لأكثر من مليون خلية عضلية. في معظم الأوقات فقط خلايا عضلة القلب في حجراته الأكبر (البطينين) هي التي تنقبض وتنبسط، ولكن في حالة حاجة القلب لمجهود أكبر فإنه يعتمد على دعم الخلايا العضلية في عمق الحجرات الأصغر (الأذينين) في القلب.
ان سلامة الخلايا العضلية القلبية في الأذنين تعتمد على تركيز معن من الكالسيوم في الخلايا. والآن، لأول مرة، قد أنتج العلماء في جامعة نوتنجهام نموذج رياضي عبر عن نشاط الكالسيوم داخل خلايا القلب في الأذينين والتي سوف تحسن إلى حد كبير فرصنا في علاج أمراض القلب والسكتة الدماغية.
وقال الدكتور روديغر ثول، وهو محاضر في الرياضيات التطبيقية في كلية علوم الرياضيات: “هذا النموذج الجديد يقدم من نااحية سررة أفكارا عن بدء وانتشار إشارات الكالسيوم في مستوى ما تحت الخلية، ولأول مرة نتمكن من التعامل مع الخصائص الخلوية في جميع أنحاء خلية عضلة القلب الأذيني كاملة من أجل استخلاص الظروف التي تؤدي إلى أمراض. وهذا سيتيح لنا النظر إلى علاجات جديدة لأمراض القلب وعدم انتظام ضربات القلب مثل الرجفان الأذيني، الذي يمكن أن يؤدي إلى تجلط الدم والسكتة الدماغية. “
والقلب بشري نبض أكثر من مليار مرة خلال حياتنا. وتتمثل المهمة الرئيسية للقلب في ضخ الدم. ولتوليد القوة اللازمة لدفع الدم عبر جميع الأوعية الدموية، فإن القلب ينبض مع كل انقباضة من خلاياه.
معظم هذه الخلايا العضلية تحيط بحجرات القلب الأكبر (البطينين). وفي ظل ظروف الراحة، فإن البطينين هما المسؤولين أساسا عن الانقباض في القلب. عندما الدم يحتاج إلى أن يضخ بشكل أسرع – على سبيل المثال أثناء ممارسة الرياضة – فإن حجرات القلب الأصغر تشارك في عملية الانقباض. وهو ما يعرف باسم ركلة الأذين.
مع تقدمنا في العمر، أو عندما يكون هناك مشكلة في القلب – مثل الرجفان الاذيني – فإن خلايا العضلات الأذينية تبدأ في التدهور. ونتيجة لذلك تفقد الدعم من ركلة الأذيني. ويعد الرجفان الأذيني الشكل الأكثر شيوعا من أشكال عدم انتظام ضربات القلب.
وقد كشفت العديد من الدراسات التجريبية أنه لإثارة انقباض في خلايا عضلة القلب الأذيني فأن تركيز الكالسيوم يتبع توزيعا حرا حيث يكون له قيم مختلفة في أجزاء الخلية المختلفة. وهذا نقيض ما يحدث في خلايا البطين حيث يكاد كون تركيز الكالسيوم موحدا تماما في جميع أنحاء الخلية.
وقال الدكتور ثول: “إن قوة نموذجنا هذا هو أنه يمكننا من دراسة تركيز الكالسيوم داخل الخلايا في جميع أنحاء خلية عضلة القلب الأذيني في نفس الوقت وهذا ما يسمح باستكشاف مفصل لأنماط الكالسيوم المكانية والزمانية المرتبطة بصحة القلب السليم أو في ظروفه المرضية.”
وأضاف: “وعلاوة على ذلك، فإن هذا النموذج سيمكننا وبشكل انتقائي من تفعيل أو تعطيل، أو زيادة أو تقليل الخصائص الخلوية ونرى كيف أنها تشكل أنماط تركيز الكالسيوم. ومن هنا، يمكننا أن نستنتج الظروف التي تؤدي إلى اختلالات وأمراض مثل الرجفان الاذيني. ومن المهم أن نتذكر أن مهما استخدمنا من علاجات دوائية فإنها تعمل على مستوى الخلية الواحدة وإن استجابة القلب تنتج دائما من التفاعل بين مكوناته الخلوية. واستشرافا بالمستقبل لعلاج الرجفان الاذيني وغيره من أمراض القلب، فإن نموذج كامل ثلاثي الأبعاد لخلايا الأذين يوفر أرضية مثالية لاختبار عقاقير جديدة. “
وبالتالي فإن هذا النموذج الجديد سيكون الأمل الجديد لإنقاذ أرواح المصابين بأمراض القلب، وخاصة عدم انتظام ضربات القلب.

المصدر:Medical News Today