حسين يحمل رسالة شفهية من الكاظمي إلى روحاني: يجب مراجعة الاحتمالات المتوقعة من تطورات الأوضاع في المنطقة
[wpcc-script type=”1b4498337592aa29a08b5d86-text/javascript”]

بغداد ـ«القدس العربي»: نأى النظام الإيراني، أمس الأثنين، بنفسه عن الانتقادات التي وجهها حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة “كيهان” الإيرانية المقرّبة من النظام، بحق رجل الدين الشيعي البارز علي السيستاني، والتي تسببت بموجة استهجان واسعة داخل العراق وإيران، في وقتٍ كشفت وزارة الخارجية العراقية عن فحوى “رسالة شفهية” حملها الوزير العراقي من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في مؤتمرٍ صحافي، إن “هذا الأمر (الانتقاد للسيستاني) لا علاقة له بالسلطات الرسمية الإيرانية”، موضحا ان “النظام الإسلامي في إيران بني على أساس المرجعية، وأن المرجعية في إيران والعراق هي حامية السلام والأمن والاستقرار في البلدين”.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن “دور السيستاني في العراق ليس له بديل، كما أن سماحته يتمتع بمكانة رفيعة بين شيعة العالم”، مشددا على أن “ما قلناه ونقوله اليوم أن موقف أركان النظام الإسلامي هو الاحترام الكبير لهذا الركن الشامخ، وليس لدينا كلام آخر في هذا المجال ولن نطيق تعرض أي شخص لمنزلة المرجعية”.
ووجه حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة “كيهان” الإيرانية، في وقت سابق بمقال افتتاحي، انتقادات لاذعة للمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، مستقياً ملاحظاته مما جرى خلال الاجتماع الأخير بين السيستاني والمبعوثة الخاصة للأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت، في مدينة النجف، في وقتٍ سابق من الشهر الجاري، إذ عنون شريعتمداري مقاله بعبارة اتهامية بعنوان “الخروج من الإخلاص”.
وحول زيارة وزير الخارجية العراقي الأخيرة إلى إيران، التي استمرت يومي السبت والأحد، قال زادة إن “الزيارة تأتي في اطار اللقاءات المتعارفة بين مسؤولي البلدين والتي تقلصت بسبب انتشار كورونا”، مشيرا إلى أن “لقاءات الوزير العراقي في طهران تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية”.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن “إيران طلبت من العراق بذل قصارى جهوده لمنع وقوع أي تحرك إرهابي كالذي حدث للقائد الفريق قاسم سليماني الذي تعرض لهجوم إرهابي جبان في ليلة ظلماء قرب مطار بغداد”. على حدّ قوله.
وفي مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي، نفّذت القوات الأمريكية غارة جوية استهدفت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق، أبو مهدي المهندس، ومجموعة من رفاقهم، بمحيط مطار بغداد الدولي.
وتطالب إيران السلطات في العراق بضرورة كشف نتائج التحقيق بشأن اغتيال سليماني، من دون توصل الجانب العراقي إلى أيّ نتائج حتى الآن.
ويعدّ ملف اغتيال سليماني، واحداً من محاور سلسلة اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، بالمسؤولين الإيرانيين، خلال زيارة رسمية لطهران استمرت يومين.
وأمس الاثنين، كشفت وزارة الخارجية العراقية، عن فحوى زيارة زعيم الدبلوماسية العراقية إلى إيران، كاشفة عن حمّل الأخير رسالة شفهية من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى الرئيس الإيراني حسن روحاني تمحورت حول “تطورات الاوضاع في المنطقة”.
وقالت في بيان صحافي، ان “وزير الخارجيّة فؤاد حسين أجرى زيارة رسميّة إلى إيران استهلّها باللقاء مع رئيس الجمهوريّة حسن روحاني، ثم أعقبها باللقاء مع نظيره محمد جواد ظريف، ثم التقى رئيس مجلس الشورى الإيرانيّ محمد باقر قليباف”، مبينة أن “هذه الزيارة هي الاولى للوزير إلى طهران منذ تسلّمه مهامّه، حيث استمرّت يومين ابتدأها يوم السبت المُوافِق الـ26 من ايلول (سبتمبر) الحالي وانتهت مساء (أول أمس)”.
وأضافت أن “الوزير حمل رسالة شفهيّة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظميّ إلى الرئيس روحاني تمحورت حول تطوّرات الأوضاع في المنطقة، ومُراجَعة أهمّ الاحتمالات المُتوقّعة، وما تنطوي عليه من انعكاسات”، مشيرة الى انه “تم بحث العلاقات الثنائيّة على الصُعُد كافة، والإشادة بمواقف طهران إزاء العراق”.
وتابعت أن “الوزير أعرب عن تقدير بغداد الكامل لتلك المواقف التضامنيّة، كما جرى بحث أهمّ الملفات العالقة بين البلدين”، لافتة الى أن “الوزير التقى عقب ذلك نظيره محمد جواد ظريف، وناقشا مُختلِف القضايا المُتعلّقة بالعلاقات بين البلدين، والقضايا الإقليميّة، والتطوُّرات على الساحة الدوليّة، وأهمّية تجنيب المنطقة المزيد من التوتر وعدم الاستقرار”.
وبينت ان “فؤاد حسين أفصح عن رؤية الحكومة في التعامل مع التحدّيات الراهنة، واكد موقف العراق الداعي إلى حلّ الخلافات بالطرق السلميّة كأسلوب أمثل لحلّ الأزمات، وتعزيز الأمن، وتثبيت الاستقرار بالمنطقة”. واشارت الوزارة أن “الوزير التقى برئيس مجلس الشورى الإسلاميّ الإيرانيّ محمد باقر قاليباف، حيث مثل هذا اللقاء المحطة الثالثة في الجولة الرسميّة التي أجراها في إيران، وتم استعراض التحدّيات التي تواجه المنطقة، وتناولا أبرز المُستجدّات على الساحة الإقليميّة، وتبادلا الرؤى والأفكار بشأن مُختلِف التحدّيات التي تواجه المنطقة”. واكدت أنهما “بحثا سُبُل تعزيز العلاقات الثنائيّة في شتى المجالات، وضرورة دعم العلاقات العراقيّة-الإيرانيّة، وتطويرها إلى أفق أرحب وأوسع، بما يخدم المصالح المُشترَكة للبلدين، ويحقق آمال وتطلعات الشعبين”.
وتابعت أن “وزير الخارجية التقى ايضا مستشار الأمن القوميّ الإيرانيّ شمخاني، وتناول معه الأوضاع المتوترة في المنطقة، وضرورة إبعاد العراق عنها، حيث أكّد شمخاني دعم حُكُومته لحُكُومة الكاظميّ”، موضحة أن “رؤية الجانبين اتفقت على أنّه من الضروري أن تتعاون الفئات والأحزاب العراقيّة كافة مع حُكُومة الكاظميّ لمُواجَهة الأزمات التي يتعرّض لها العراق والمنطقة، إذ إنّ الصراعات على الساحة العراقيّة قد تُؤثّر سلباً في الاستقرار في المنطقة”.