إن عقاب الأطفال مهم في عملية التربية والهدف منه تقويم سلوك الطفل وتعويده على التصرف بشكل لائق وأيضا بعد أن يعاقب سيتعلم تحمل نتيجة أفعاله، وليس الهدف عقاب الطفل من أجل العقاب وتفريغ الوالدين شحنة غضبهم أو كبتهم في الطفل.
النجاح التربوي:
يجب أن لا تكون قراراتكم التربوية ارتجالية بل يجب أن تفكروا قبل أن تقدموا على أي تصرف، يقول”دوج باين”:(يعتمد النجاح في تربية ولدك على قمعك لإنفعالاتك، فالطريقة التي تتصرف بها والإتجاه الذي تأخذك إليه عواطفك يمكن أن يكون متعارضا مع مصلحة طفلك)، ونحن للأسف الشديد تتحكم عواطفنا في قراراتنا، فكثيرا ما يدخل الواحد منا بيته بعد يوم طويل شاق، ويرى خطأ من أحد أبنائه فيصب عليه وابلا من السباب والعقوبات، هي في باطنها تنفيس عن المشاكل التي تعتمل في صدورنا، وربما يغضب أحدنا من محادثة هاتفية فيغلق الخط ويلتفت إلى ولده الذي يصدر ضجيجا فيصرخ فيه ويعاقبه.
ولذلك يؤكد ا.كريم الشاذلي في كتابه: “الآن أنت أب” على أن يجعل المربي قراراته التربوية سواء المكافآت أو العقوبات بمنأى عن حالته النفسية، وأن يضبط رد فعله دائما حتى لا يظلم ولده.
ماذا يتعلم الطفل من العقاب؟
لا تحاولوا أبدا أن تبالغوا في عقاب أطفالكم ولا يجب أن يتساوى العقاب في ذنب كبير وأخر صغير حتى لا تضطرب مفاهيم الطفل، ويجب أن تشعروا الطفل بالذنب الذي تعاقبوه من أجله وبعدالة العقوبة الواقعة عليه وإذا وجدتم طفلكم أخطأ وحاول تصليح الخطأ في السر فلا تفضحوه أو تشهروا به بل ساعدوه على تصحيح خطأه.
ولا تنسوا إن توقف الطفل عن السلوك السلبي في حد ذاته سلوك إيجابي يجب المكافأة عليه وتشجيعه على الإستمرار في ذلك النهج، ويجب أن نساعد الطفل على تناسي أخطاء الماضي وعدم معايرته بها، فعلينا أن نتعامل مع أخطاء أبنائنا بطريقة طي الملفات، فإذا وقع خطأ كبير أو صغير في مرحلة مراحل حياته ثم أقلع عنه فيجب علينا أن ننسى هذا الخطأ بل ونساعده على أن ينساه.
درجات عقاب الأطفال:
والعقوبة درجات تبدأ في الكف عن التشجيع (وهذه في ذاتها عقوبة لمن كان يتلقى التشجيع من قبل) إلى الإعراض المؤقت وإعلان عدم الرضا، إلى العبوس وتقطيب الجبين، هذا ويجب أن ننتبه لأسوأ أنواع العقاب وهو العقاب النفسي كالسخرية والإستهزاء والتهميش فليس له أي مردود إيجابي إطلاقا بل على العكس كثيرا ما يؤتي ثمارا سلبية يعاني منها الطفل طوال حياته بل قد يسبب كرها للوالدين لا يمكن نزعه من صدر الطفل بسهولة.
وإياكم أن تخبروا طفلكم في غمرة ثورتكم أنكم لا تحبوه وإياكم أن تحولوا وسيلة العقاب إلى عملية إذلال وأعود وأذكركم إن العقاب وسيلة تربية فإذا لم يحدث من ورائه المرمى التربوي المقصود فهذا معناه الفشل.
في النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح والمعلومات التربوية، وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصح بقراءة هذا المقال بعنوان: “هل أنتم والدين إيجابيين حقا؟ الجزء الأول“، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم مع عقاب الأطفال.