حقيقة دور الفرنسي «فابيون كلان» في هجمات باريس

يعتبر الفرنسي فابيون كلان -صاحب الصوت الذي أعلن مسؤولية تنظيم الدولة (داعش) عن هجمات باريس- معروفا لدى الكثيرين في بلدة ألونسون الصغيرة في فرنسا

Share your love

حقيقة دور الفرنسي «فابيون كلان» في هجمات باريس

حقيقة دور الفرنسي «فابيون كلان» في هجمات باريس

هوية بريس – متابعة

السبت 28 نونبر 2015

يعتبر الفرنسي فابيون كلان -صاحب الصوت الذي أعلن مسؤولية تنظيم الدولة (داعش) عن هجمات باريس- معروفا لدى الكثيرين في بلدة ألونسون الصغيرة في فرنسا

 وتعتقد السلطات الفرنسية أنه فر إلى سوريا هذا العام. وهي تظن الآن أنه لعب دورا أكبر في الهجمات التي هزت باريس في 13 نوفمبر تشرين الثاني وكانت أسوأ هجمات تشهدها فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي التسجيل الصوتي الذي بثه تنظيم الدولة عبر الإنترنت ليعلن فيه مسؤوليته عن الهجمات كان صوت كلان مؤثرا ومنتصرا. وحذر من أن المذبحة “هي مجرد بداية العاصفة”.

ويحاول المحققون الآن معرفة دور كلان ومضاهاته بدور البلجيكي عبد الحميد أباعوض الذي يعتقد أن دوره كان محوريا. وتتساءل الشرطة الآن: هل كان دور كلان أهم من مجرد الحديث في التسجيل الصوتي؟

وقال مصدر قريب من التحقيق “ليس هناك سيناريو محدد، نبحث كل الاحتمالات”. وعن احتمال قيام كلان بدور أكبر قال “ممكن، لن أتفاجأ”.

وذهب مصدر قضائي على دراية وثيقة بقضايا مكافحة الإرهاب لما هو أبعد حين قال “عندما تردد إعلان مسؤولية كهذا.. فأنت أحد الكوادر.”

وتجري الشرطة تحريات أيضا بشأن شقيق كلان الأصغر جان ميشيل الذي تقول السلطات إنه كان ينشد في التسجيل الذي تبلغ مدته خمس دقائق.

والمحققون ليسوا متأكدين ما إذا كان الشقيقان الآن في أوروبا أم في سوريا.

ووفقا لمصادر قضائية فإن الشقيقين البالغين من العمر 37 و35 عاما، وهما أصلا من منطقة لا رينيون، كانا من قبل على صلة بخلايا متشددة في فرنسا وبلجيكا.

وظهر اسم كل منهما في تحقيقات بشأن هجمات خطط لها مثل هجمات أحبطت على كنائس في إحدى ضواحي باريس هذا العام، وهجوم ربما خطط له من قبل على قاعة باتاكلون التي شهدت أحداثا دامية في 13 نوفمبر.

ويستخدم الشقيق الأكبر اسم عمر وهو من تركز عليه أساسا السلطات الفرنسية، وقبل ستة أعوام فقط سجن بتهمة تجنيد جهاديين للقتال في العراق.

اعتنق كلان الإسلام في أواخر التسعينيات. ومثل شقيقه الأصغر تعتقد الشرطة الفرنسية أنه أصبح متشددا في أوائل العقد الماضي عندما أقام في مدينة تولوز الجنوبية حيث تردد على شبكات متشددة، ولعب دورا في “خلية أرتيجا” لتجنيد المتشددين. ويعتقد أن الداعية السلفي أوليفييه كوريل المعروف بلقب “الأمير الأبيض” كان مرشد تلك الخلية.

وكوريل فرنسي من أصل سوري يعيش في قرية أرتيجا، وتعتقد أيضا الشرطة والمخابرات الفرنسية أنه كان مرشدا لمحمد مراح الذي قتل سبعة أشخاص في مارس عام 2012.

وقال مصدر من الشرطة إنه يحتمل أن الشقيقين كانا في مرتبة أعلى من أباعوض فيما يتصل بهجمات 13 نوفمبر “لأنهما ضالعان في تحركات راديكالية منذ فترة طويلة… أباعوض كان صغيرا عندما كانا جزءا من خلية أرتيجا”.

وداهمت الشرطة منزل كوريل هذا الأسبوع في إطار عميلة أمنية تستهدف الإسلاميين بمقتضى حالة الطوارئ التي أعلنتها فرنسا بعد الهجمات، وصدر عليه حكم بالسجن مع إيقاف التنفيذ بتهمة حيازة بندقية صيد دون ترخيص. ولا يعتقد أن له أي صلة بهجمات باريس.

ولد فابيون كلان في 30 يونيو عام 1978 في جزيرة لا رينيون الفرنسية بالمحيط الهندي، وانتقل في طفولته إلى ألونسون في جنوب نورماندي حيث نشأ مع شقيقه وأختين.

ثم عاد إلى لا رينيون في سنوات صباه قبل أن يعود في نهاية الأمر إلى ألونسون حيث تزوج من صديقة الدراسة ميلين. وأقنع الشقيقان أسرتهما باعتناق الإسلام وعندما انتقلا إلى تولوز ارتدت زوجتاهما النقاب وهو أمر لم يكن معتادا في المدينة آنذاك.

ويدرج موقع “كوبان دافان” الاجتماعي الفرنسي في الملف الشخصي لكلان أنه يعيش في “تولوز-مصر”. وتقول مصادر قضائية إن الشقيقين تعلما العربية في مصر في منتصف العقد الماضي.

ومن غير الواضح متى تم تحديث الصفحة آخر مرة. وتنشر الصفحة أيضا صورا له أيام الدراسة ويتضح منها أن هوايته قراءة التاريخ ولعب كرة السلة، كما تنشر كلمات “مازلت هنا.. الحمد لله”.

وقال مصدر قضائي إن كلان عاش أيضا في بلجيكا التي قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه جرى فيها التخطيط لهجمات 13 نوفمبر. وأضاف أنه أقام هناك عام 2004 ولمدة سنة تقريبا.

وأضاف المصدر أنه كانت هناك شكوك آنذاك في أن كلان ينتمي لجماعة متشددة من فرنسا تعيش في بلجيكا.

وبدأت السلطات تحقق في خلية أرتيجا منذ نحو عشرة أعوام عندما اعتقلت الشرطة السورية فرنسيين حاولا عبور الحدود إلى العراق ضمن خلية تابعة لتنظيم القاعدة.

وقال مصدر قضائي آخر إن عضوا في الخلية يدعى صبري السيد، وهو أخ غير شقيق لمراح، شارك في “جلسات تدريب بدني” مع كلان وذلك وفقا لما قاله عضوان آخران استجوبتهما الشرطة.

وحكم عليه وعلى كلان بالسجن خمس سنوات عام 2009. وجرى استجواب جان ميشيل لمدة أربعة أيام لكن أطلق سراحه دون توجيه اتهامات إليه.

وفي عام 2009 أيضا فتحت السلطات الفرنسية تحقيقا في مخطط لمهاجمة قاعة باتاكلون حيث وقع أعنف هجوم ضمن هجمات 13 نوفمبر في باريس، ولم يكن هناك ما يكفي من الأدلة وأسقط التحقيق في نهاية الأمر في سبتمبر 2012.

لكن اسم الأخوين كلان ظهر على السطح عندما قال المشتبه به الرئيسي وهو بلجيكي من أصل تونسي للشرطة إنه كان “قريبا للغاية” منهما، وإنهما قدماه إلى منتدى جهادي يشتهر بأنه يستخدم تقنيات لتفادي رصده.

وذكرت مصادر قضائية أن شاهدا آخر في التحقيق بشأن خلية أرتيجا قال للشرطة إن كلان كانت لديه “موهبة حقيقية في إقناع الآخرين بتغيير دينهم”.

وقضى كلان ثلاث سنوات في السجن، وكان خلف الأسوار عندما نفذ مراح هجومه في مارس 2012. وتعتقد مصادر بالقضاء والشرطة أن هناك صلة قوية تربط بين كلان ومراح.

وقالت سامية مكتوف، محامية أحد ضحايا مراح، إنها طلبت من المدعين استجواب رجال على صلة بخلية أرتيجا ومن بينهم كلان لكن طلبها لم يلق اهتماما.

وأضافت “ظن الجميع أنها خلية نائمة”.

لكن في سبتمبر 2012 فتحت الشرطة تحقيقا في فرار أعضاء بخلية أرتيجا إلى سوريا، ولا يزال التحقيق مستمرا.

وظهر صبري السيد من جديد في فيديو لتنظيم الدولة هذا العام يقتل فيه طفل رجلا بالرصاص.

وبعد منعه من دخول 22 منطقة بفرنسا عقب خروجه من السجن، عاد كلان إلى ألونسون مع زوجته وأبنائه عام 2012.

وفي مجمع للشقق السكنية على مشارف البلدة ما يزال جرس على المبنى المكون من ثلاثة طوابق يحمل اسم كلان، وكان صندوق خطابات كلان في الداخل ممتلئا.

وداهمت الشرطة الأسبوع الماضي شقة إحدى قريبات كلان في ألونسون وقيدت تحركاتها، وأمرتها بأن تتوجه للشرطة بانتظام لإثبات وجودها.

وقالت القريبة التي طلبت عدم ذكر اسمها “عندما سمعت التسجيل الصوتي صدمت… لم أفهم، لم أعد أعرفه”.

وأكدت مرارا أنه لا صلة لها بالهجمات، وقالت إن آخر مرة رأت فيها كلان كانت “في مطلع العام”. وقال جيران ومسلمون يترددون على مسجد المحبة في ألونسون الذي كان كلان يصلي فيه من أواخر 2012 إلى مطلع 2015 إنهم شاهدوه في فبراير.

وقالت قريبته “رأيت زوجته في مايو أو يونيو في وفاة أحد أفراد العائلة، وبعد ذلك لم أرها.

“اتصلت بها مرة لأطمئن على الأطفال وقالت لي إنها هناك (في سوريا)… قالت إنهم بخير”.

ورأت والدة ميلين -زوجة كلان- ابنتها آخر مرة في فبراير في ألونسون. وقال أحد الجيران إن الشرطة صادرت جوازات سفر ميلين وأطفالها لكنها تمكنت مع ذلك من الفكاك من الشرطة الفرنسية، وعندما لاحظت والدتها اختفاءها أبلغت الشرطة لكن كان الأوان قد فات. وقال الجار إن الأم “منهارة”.

وفتح مدعون تحقيقا أوليا في مارس في اختفاء كلان وسفره المفترض إلى سوريا، وتحول التحقيق الأولي إلى تحقيق قضائي رسمي في يونيو.

وقال مصدر بالشرطة إنه يعتقد أن جان ميشيل موجود في سوريا أيضا مع زوجته وأبنائه، مضيفا أن هناك تساؤلات عما إذا كان ما يزال على قيد الحياة مما يعني أنه ربما سجل الأناشيد بصوته قبل ذلك.

قالت قريبة كلان إنه كان قبل اختفائه يبيع منتجات مثل الصابون وزيوت التدليك في محلات إسلامية.

وأضافت قائلة عند مدخل منزلها والدموع تملأ عينيها إنها نادرا ما كانت ترى كلان، وإنها كانت تقضي وقتا أطول من زوجته وأبنائه إذ كانوا غالبا ما يتسوقون أو يشاهدون التلفزيون معا.

وتابعت أن حياتهم الأسرية “كانت تتركز على الدين بقوة”.

وقالت “كان طيبا جدا، ما كان ليؤذي ذبابة، كان حبوبا… دائما يبتسم ويضحك ويمزح”.

ويرسم جيران آخرون لكلان صورة الجار الفظ الهادئ في نفس الوقت، وقالوا إنهم كانوا كثيرا ما يشاهدونه مرتديا الجلباب.

وفي مسجد المحبة قام كلان بتدريس اللغة العربية للأطفال لمدة أسبوعين تقريبا، إلى أن أشار تقرير تلفزيوني عام 2013 إلى وجود صلة تربطه بمراح وعرض صورا لهما.

وقال عمر صديقي رئيس جمعية مسجد المحبة “عندما عرضت هذه الصورة بدأ الناس يبتعدون”.

وأضاف “لكن لا يمكنك منع الناس من المجيء إلى المسجد”.

وذكر صديقي أنه لم تكن له صلة وثيقة بكلان وأن المسجد منع التجمعات داخله.

وفي وقت صلاة العصر تذكر بضعة مصلين في المسجد أنهم رأوا كلان لكنهم قالوا إنهم لم يتحدثوا إليه.

وقال صديقي “أعطى انطباعا بأنه تغير (بعد السجن)… لكنه في حقيقة الأمر لم يتغير قط”، وفقا للمفكرة.

Source: howiyapress.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!