حكم الإيمان بالبعث والحساب

‘);
}

يوم القيامة

يوم القيامة هو اليوم الذي تحدث فيه الكثير من الأحداث والأهوال، منها البعث والحساب، والبعث هو إحياء الله -تبارك وتعالى- الخلائق بعد موتهم، وإخراجهم من قبورهم حين ينفخ في الصور النفخة الثانية، ويجمعهم في أرض المحشر لبدء الحساب، فيحاسبهم على أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا، فالمؤمنون يدخلون الجنة، والكافرون يدخلون النار، ومن الجدير بالذكر بأن أول من يبعث يوم القيامة عند النفخ في الصور هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: “أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ”،[١] وقوله: “فأكُونُ أوَّلَ مَن تَنْشَقُّ عنْه الأرْضُ”،[٢] حيث دلت الأحاديث السابقة على أن النبي -عليه الصلاة والسلام- هو أول من يبعث من قبره ويُحضر إلى المحشر يوم القيامة.[٣]

حكم الإيمان بالبعث والحساب

الإيمان بالبعث والجزاء ركن من أركان الإيمان وأصل من أصوله، وهو واجب على كل مسلم، حيث إنّ الإيمان بيوم القيامة يتضمن الإيمان بالبعث بعد الموت، والإيمان بالحساب على الأعمال، والإيمان بوجود الجنة والنار لمجازاة الناس على أعمالهم، وذلك بعد إرسال الرسل بالرسالة وإقامة الحجة عليهم، حيث أن حكمة الله عز وجل تقتضي بعدم تساوي المؤمنين والكافرين في الجزاء،[٤] والأدلة على البعث عديدة منها ما ورد في الكتاب والسنة النبوية، كما في قوله -تعالى-: (ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)،[٥] “بعثناكم” أي أحييناكم، وحقيقة البعث أن الله -تعالى- يعيد إحياء الأجساد التي تحللت، ويعيد الأرواح إليها، وذلك دليل على عظمة قدرته -عز وجل-، فهو من خلق الخلق في المرة الأولى من العدم ولم يعجزه ذلك فكيف بإعادة الخلق مرة أخرى إلى حالته الأولى بعد فناءه.[٣]