حكم الصيام للحامل

Share your love

حكم الصيام للحامل

بواسطة:
كتّاب سطور
– آخر تحديث:
١٢:٥٦ ، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٩
حكم الصيام للحامل

‘);
}

الصيام لغة وشرعًا

الصّيام والصّوم لغة: الإمساك والتّرك، حيث يقال للممتنع عن الطّعام والشّراب والجماع صائم، وللسّاكت صائم، ومنه قوله تعاله: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً}،[١] أي، نذرت صمتًا وإمساكًا عن الكلام، فكلّ ممسكٍ عن طعامٍ أو شرابٍ أو جماعٍ أو مسيرٍ فهو صائم، والصّيام شرعًا: التّعبّد لله تعالى بالإمساك عن أشياء مخصوصة كالأكل والشّرب والجماع وسائر المفطرات، في وقت مخصوص وهو من طلوع الفجر الثّاني إلى المغرب مع وجود النّيّة، والصّيام والصّوم مصدر صام يصوم، وسيتمّ في هذا المقال بيان حكم الصيام للحامل.[٢]

حكم صيام شهر رمضان

قبل بيان حكم الصيام للحامل، لا بدّ من بيان حكم صيام شهر رمضان، والذي يعدّ ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، فهو فرض بنّص كتاب الله، وسنّة رسول الله، وإجماع المسلمين على كلّ بالغ، عاقل، صحيح، مقيم، باستثناء الحائض والنّفساء، والحامل والمرضع إن خشيتا على نفسيهما أو على المولود الضّرر من الصّيام، فإنهما تقضيان بعد الطّهر ما فاتهما من صيام، ودليل فرضية الصّيام من القرآن الكريم، قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }،[٣] إلى قوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}،[٤] ومن السّنّة قول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ.”،[٥] ولذلك أجمعت الأمّة على فرضية صيام شهر رمضان لأنّه ركن من أركان الإسلام، ومن ينكره فهو كافر، ومن يتقاعس عن صيامه -وهو عالم بفرضيّته- فهو فاسق، وهو في خطر، وهناك من أهل العلم من يكفر من يفطر في رمضان بدون عذر شرعيّ، سواء كان إنكارًا أو تقصيرًا.[٦]

‘);
}

تيسير الله في الصيام

لقد فرض الله عزّ وجلّ صيام شهر رمضان على كلّ مسلم بالغ عاقل صحيح، قادر على الصّيام مقيم، سالم من موانع الصّيام، ويسّره عليهم، ولم يكلّفهم ما لا طاقة لهم به، قال الله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}،[٤] وكذلك لم يجعل الله تعالى على المسلمين في الدّين من حرج، حيث قال الله تعالى في سورة الحجّ: {َمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}،[٧] وقال أيضًا: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}،[٨] فخفّف الله تعالى عن عباده، ولم يشقّ عليهم رحمة بهم، قال الله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً}،[٩] فمن تيسير الله تعالى على عباده في صيام شهر رمضان أنّه أباح الإفطار للمريض والمسافر والمسنّ الذي لا طاقة له بالصّيام، والحامل والمرضع إذا شقّ عليهما الصّيام، وكذلك لم يفرضه على الصّغار، ولا على الذين لا يطيقونه، وما ذلك إلّا رحمة من الله عزّ وجلّ بهم، وكرمًا وإحسانًا، وتخفيفًا على عباده، فله الحمد كما يليق بجلال قدره، وعظيم سلطانه.[١٠]

حكم الصيام للحامل

بعد بيان حكم صيام شهر رمضان لا بدّ من التّركيز على بيان حكم الصيام للحامل، ولها حالان، فإن أمنت على نفسها وعلى حملها من الصّيام وجب عليها الصّوم وحرم الإفطار، وإن خافت على نفسها أو على حملها أو على الاثنين معًا وجب عليها الإفطار، وحرم الصّيام، فحكم الصيام للحامل حكم المريض الذي يتضرّر من الصّوم، وفي ذلك ثلاثة أقوال:[١١]

  • القول الأوّل: إذا خافت الحامل على نفسها أو على نفسها وحملها أو على حملها فحكم الصّيام للحامل حكم المريض، تفطر وعليها القضاء فقط لا غير، ودليل ذلك حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه- “إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وضعَ عنِ المسافرِ شطرَ الصَّلاةِ”، وعنِ المسافرِ والحاملِ والمرضعِ الصَّومَ”،[١٢] فدلّ على أن حكم الصّيام للحامل حكم المسافر، فتفطر وتقضي الصّيام بدون إطعام كما يقضي المسافر.
  • القول الثّاني: إذا خافت الحامل على نفسها أو على نفسها وحملها، فحكمها حكم المريض كالقول السّابق بلا خلاف، وإن خافت على حملها تفطر وتقضي ما عليها من أيّام وتطعم عن كلّ يومٍ مسكينًا، وبه قال مجاهد والإمام أحمد والشّافعيّ، ورواية عن الإمام مالك.
  • القول الثّالث: إذا خافت الحامل على نفسها أو على نفسها وحملها أو على حملها، تطعم ولا تقضي، وبه قال ابن عمر وابن عبّاس، -رضي الله عنهما-، ودليل ذلك حديث نافع مولى ابن عمر، قال: “كانت بنتٌ لابنِ عمرَ تحت رجلٍ من قريشٍ وكانت حاملًا فأصابها عطشٌ في رمضانَ فأمرها ابنُ عمرَ أن تفطرَ وتطعمَ عن كلِّ يومٍ مسكينًا”.[١٣]

قضاء صيام شهر رمضان

فبعد بيان حكم الصيام للحامل، لا بدّ من بيان قضاء صيام شهر رمضان، وهو واجب على من أفطر فيه بعذر، ويمكنه القضاء، أو بغير عذر، سواء الشّهر كلّه، أو أيامًا متعدّدة أو يومَا واحدًا باتّفاق أصحاب المذاهب الأربعة، وذلك بأن يقضيَ قبل حلول رمضان السّنة التّالية، ودليل ذلك حديث عَائِشَة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: “كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ”، قَالَ يَحْيَى: الشُّغْلُ مِنَ النّبيِّ أوْ بالنّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-،[١٤] ومن حضره رمضان وعليه صيام من السّنة الفائتة ولم يقض ما عليه، فإن كان معذورًا بسفر أو مرض أو غير ذلك، فلا إثم عليه، ويقضي ما عليه متى تمكّن من ذلك، ولكن إن لم يكن لديه أيّ عذر فهو آثم، وعليه أن يسارع بالتّوبة وقضاء ما عليه من صيام، قال بذلك المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة، مستدلين بقوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}،[٤] وخالفهم بذلك الأحناف، حيث قالوا: بأنّه يجب مع القضاء الإطعام آخذين برأي أبي هريرة وابن عبّاس -رضي الله عنهما-، والصّحيح في هذه المسألة عدم الإطععام حسب قول الله تعالى، والله أعلم.[١٥]

المراجع[+]

  1. سورة مريم، آية: 26.
  2. “الصّيام في الإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-09-2019. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 183.
  4. ^أبتسورة البقرة، آية: 185.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  6. “ما حكم صيام شهر رمضان؟”، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-09-2-19. بتصرّف.
  7. سورة الحجّ، آية: 78.
  8. سورة البقرة، آية: 286.
  9. سورة النّساء، آية: 28.
  10. د: سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصّيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسّنة، صفحة 112-114. بتصرّف.
  11. “حكم صيام المرضع والحامل”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 26-09-2019. بتصرّف.
  12. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1361، حسن صحيح.
  13. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن نافع مولى ابن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل، الصفحة أو الرقم: 4/20، نافع مولى ابن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل | الصفحة أو الرقم : 4/20 |، إسناده صحيح.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1950، صحيح.
  15. “تأخير قضاء رمضان حتى يدخل رمضان الثاني “، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 26-09-2019. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!