حكم تشقير الحواجب

Share your love

حكم تشقير الحواجب

بواسطة:
كتّاب سطور
– آخر تحديث:
٠٩:٣٥ ، ٩ أكتوبر ٢٠١٩
حكم تشقير الحواجب

‘);
}

تغيير خلق الله

ورد العديد من الأدلة على تحريم تغيير خلق الله تعالى، منها قول الله تعالى: {لَّعَنَهُ اللَّـهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّـهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا}،[١] ولما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه لعن المغيرات لخلق الله، كالمتفلجة هي التي تبرد أسنانها لتجمل نفسها والوشم والنمص، تُعد من تغيير خلق الله تعالى، وقد اختلف أهل العلم في علة تحريم تغيير خلق الله، حيث قيل أن المنهي عنه ما يدوم، وأما ما لا يدوم كالكحل للنساء، والحناء فهو مباح، ويدخل في المباح ما يُستخدم للعلاج، وفيما يأتي يبان حكم تشقير الحواجب.[٢]

حكم تشقير الحواجب

تشقير الحواجب هو صبغ ما فوقه وما تحته بشكل يشبه النمص، حيث يظهر الحاجب رقيقًا، ومن الجدير بالذكر أن أهل العلم المعاصرين قد اختلفوا في حكم تشقير الحواجب، حيث ذهبت اللجنة الدائمة للإفتاء حرمة تشقير الحواجب، وعللوا قولهم بأن في التشقير تشبه بالنمص المحرم شرعًا، ولأنه تغيير لخلق الله، وقد تزداد الحرمة لأن فيه تشبهًا بالكفار، ويترتب عليه ضرر للجسد والشعر، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}،[٣] وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :”لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ”.[٤][٥]

‘);
}

بين الشيخ عبدالله الجبرين أن حكم تشقير الحواجب، وتغيير لونها حرام، لأنها من تغيير خلق الله، وقد لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النامصات والمتنمصات، والمغيرات لخلق الله، بينما ذهب الشيخ محمد بن صالح العثيمين إلى جواز تشقير الحواجب، واعتبرها من الأمور المباحة لعدم ورود نص يقتضي تحريمها في القرآن الكريم، أو في السنة النبوية المشرفة،[٥]وقد بين بعض أهل العلم أن الأصل في الصبغة الإباحة، ولكن بشرط ألا يكون فيها تشبه بالكافرات، أو الفاسقات، وتشقير الحواجب فيه تشبه بالنمص، ولذلك ينبغي للفتاة المسلمة تجنبه، وهكذا تم عرض أقوال أهل العلم في حكم تشقير الحواجب.[٦]

حكم نمص الحواجب

بعد الوقوف على حكم تشقير الحواجب، يمكن الإشارة إلى حكم نمص الحواجب، وهو إزالة شعر الحواجب، حيث ذهب الحنابلة والشافعية أحد المذاهب الأربعة إلى حرمة نمص الحواجب، واختاره ابن حزم، وابن باز وابن عثيميين رحمهم الله جميعًا، واستدلوا على قولهم بما روي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال:” لعَن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الواشماتِ والمُستوشِماتِ والمُتنمِّصاتِ والمُتفلِّجاتِ للحُسنِ المُغيِّراتِ خَلْقَ اللهِ”،[٧] والنمص، والوشم، والتفلج للحسن، ونحو، يُعد من تغيير خلق الله تعالى، وقد لعن الله تعالى المتنمصات وفيه أقوى دلالة علة حرمة النمص.[٨]

قد بين الشيخ ابن باز -رحمه الله- أن من أهل العلم من خص النمص بالحاجبين، وأن منهم من قال بأنه نتف الشعر من الوجه ويشمل الخدين والحاجبين، وعلى الرغم من تخصيص النساء في حديث النامصات، إلا أن مقتضى العلة يشمل الرجال والنساء، فعلة التحريم هو تغيير خلق الله، وتغيير خلق الله تعالى محرم على الرجال والنساء، كما هو الحال في حديث الواشمات، إذ إن الوشم حرام على الرجال أيضًا.[٩]

حكم قص الحواجب

اختلف أهل العلم في حكم قص الحواجب كما سبق الخلاف في حكم تشقير الحواجب، ويرجع السبب في ذلك إلى اختلاف فهمهم لعلة التحريم التي وردت في حديث لعن الواشمات، والمستوشمات، والنامصات، والمتنمصات، والمتفلجات، حيث ذهب الإمام ابن الجوزي -رحمه الله- من مذهب الحنابلة إلى أن علة التحريم هو التشبه بأهل الفجور، ففي حال لم يكن النمص، أو القص، أو التشقير من أعمال الفجور أصبح مباحًا، كما ورد في كتاب الإقناع: “وأباح ابن الجوزى النمص وحده وحمل النهي على التدليس أو أنه شعار الفاجرات”.[١٠]

بينما أخذ بعض الفقهاء بظاهر الحديث، وحصر النهي بالنمص، والنتف، وأباح إزالة الشعر بالقص، أو الحلق، وهو مذهب الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-، كما جاء في كتاب المغني لابن قدامة: “فأما النامصة فهي التي تنتف الشعر من الوجه، والمتنمصة المنتوف شعرها بأمرها، فلا يجوز للخبر، وإن حلق الشعر فلا بأس لأن الخبر إنما ورد في النتف نص على هذا أحمد”، وذهب بعض أهل العلم إلى أن التحريم خاص بالنساء التي لا تجوز لهن الزينة كالحادة مثلًا، كما جاء في حاشية العدوي المالكي :”والنهي محمول على المرأة المنهية عن استعمال ما هو زينة لها كالمتوفي عنها والمفقود زوجها”.[١٠]

حكم رسم الحواجب

يختلف حكم رسم الحواجب بحسب الأداة التي تُستخدم للرسم، حيث ذهب أهل العلم إلى جواز رسم الحواجب باستخدام الكحل، بشرط مسحه قبل الوضوء في حال كان يُغطي البشرة ويمنع الماء من الوصول إليها،[١١] وأما رسم الحواجب بما يُسمى بالمايكروبلدينج فهو نوع من أنواع الوشم المؤقت، حيث يدوم نحو عامين، وتتم العملية باستخدام شفرة دقيقة ترسم الحاجب ثم يُحقن الجلد بمدة كيميائية، وهذه التقنية تشبه إلى حد كبير الوشم، إلا أنها لا تدوم، وتختفي تدريجيًا بعد 18 شهر.[١٢]

قد تحتاج هذه التقنية إلى إزالة بعض الشعر، ولذلك فقد ذهب أهل العلم إلى حرمتها، لأنها تجمع بين الوشم الذي لُعن فاعله، وبين النمص المحرم شرعًا، لا سيما أن الوشم من تغيير خلق الله تعالى، ولا يُباح الوشم إلا لإزالة داء، كإخفاء أثر الحروق على سبيل المثال، مصداقًا لما روي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: “سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نهى عن النامِصةِ والواشِرةِ والواصِلةِ والواشِمةِ؛ إلَّا من داءٍ”،[١٣] وقد أشار الشوكاني -رحمه الله- إلى قوله :” إلا من داء” وبين أن المقصود تحريم ما كان بقصد التحسين، وأن ما كان بقصد العلاج من داء فهو مباح.[١٢]

المراجع[+]

  1. سورة النساء، آية: 118،119.
  2. “الضابط في تغيير خلق الله”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2019. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 195.
  4. رواه الألباني ، في التعليقات الرضية، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 476/2، قوي بالطرق.
  5. ^أب“تشقير الحواجب”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2019. بتصرّف.
  6. “حكم تشقير الحواجب”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2019. بتصرّف.
  7. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله مسعود ، الصفحة أو الرقم: 5505 ، صحيح.
  8. ” حُكمُ إزالةِ شَعرِ الحواجِبِ (النَّمْص)”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2019. بتصرّف.
  9. “حكم النمص في حق النساء والرجال”، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2019. بتصرّف.
  10. ^أب“حكم قص أطراف شعر الحاجبين”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2019. بتصرّف.
  11. “هل يجوز رسم الحاجب بالكحل”، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2019. بتصرّف.
  12. ^أب“حكم رسم الحواجب بتقنية مايكروبلدينج”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2019. بتصرّف.
  13. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبداللهِ بن مسعودٍ، الصفحة أو الرقم: 6/160، إسناده قوي.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!