في المقال التالي نقدم لكم إجابة على سؤال متى يفطر مريض السكري في رمضان وما حكم صيام مريض السكر النوع الأول والثاني ؟ ، فقد فرض المولى عز وجل الصيام على عباده، وألزمهم بالقيام به، ومن رحمة من المولى سبحانه وتعالى بالعباد، أنه قام بتشريع بعض الاستثناءات التي يجوز للصائم أنه يُفطر بها، فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم ( أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
والسكري من الأمراض المزمنة التي يعاني أصحابها من الأعراض السلبية والمزعجة والتي تؤثر على صحتهم، وتجعلهم غير قادرين على القيام بالكثير من العبادات، كما أن المريض يحتاج إلى تناول العديد من الوجبات الصغيرة على مدار اليوم، وشرب المياه بكميات كبيرة، وتناول الأدوية بانتظام، وذلك حتى لا يتعرض لمشاكل صحية كبيرة، وفي الفقرات التالية من موسوعة سنوضح لكم حُكم إفطار مصابي السكري.
متى يفطر مريض السكري في رمضان
- يجب على الأشخاص المُصابين بمرض السكري الحرص على تناول جرعات الأدوية والحبوب التي يصفها الطبيب المعالج لهم، فقد يصف الأطباء الأدوية والأنسولين التي تحافظ على مستوى السكر في الدم، والوقاية من هبوطه، وبخاصة في وقت الصيام، فيتم أخذ تلك الأدوية قبل شهر رمضان المبارك بفترة، وذلك لتنظيم مستوى السكر في الصيام.
- وإذا شعر المريض بالتعب الشديد في فترة الصيام، فيجب عليه مراجعة الطبيب المعالج، وذلك حتى يقوم الطبيب بوصف دواء أخر أو عقار طبي يساهم في ضبط مستوى السكر، حتى لا يتعرض المريض لغيبوبة أثناء صيامه بسبب نقص مستوى السكر في الدم.
حكم صيام مريض السكر النوع الأول والثاني
إذا عانى المريض من الأعراض المزمنة المصاحبة لهبوط مستوى السكر في الدم، مثل الشعور بالدوخة وعدم القدرة على الاتزان، مع زيادة عدد نبضات القلب، وزيادة التعرق، مع الشعور بعدم القدرة على الرؤية بوضوح، فيجب على المريض الإسراع بالقيام بالفحص المنزلي، فإذا وجد أن مستوى السكر في الدم قد أصبح أقل من 70 ملليجرام، فعليه أن يقطع صيامه، وأن يُفطر على الفور، والإسراع بتناول كوب من العصير الذي يحتوي على السكر، أو قطعة من الحلوى، وذلك حتى لا يتعرض المريض لغيبوبة.
ويحذر الأطباء من التوجه إلى النوم عند الشعور بتلك الأعراض، ففي الكثير من الأحيان يلجأ المرضى إلى النوم حتى موعد الإفطار، ولكن هذا فعل خاطئ تماماً وقد يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للمريض ودخوله في غيبوبة خطيرة، فيجب أن يحرص المريض على أن يظل مستيقظاً، وأن يفطر في هذا اليوم حفاظاً على صحته.
حكم صيام مريض السكر النوع الأول
- يتساءل الكثير من الأشخاص ما هو حُكم صيام مريض السكر من النوع الأول، ويُقصد بهذا النوع من المرض هو معاناة الأشخاص من نقص الأنسولين في الدم، ويحتاجون إلى أخذ جرعات من الأنسولين طوال الحياة، وفي حالة نسيان الجرعة أو عدم أخذها، فإن المريض قد يدخل في غيبوبة، وقد تتدهور حالته الصحية.
- ويقول الفقهاء أنه إذا كان يجب على المريض تناول الحبوب لمرتين في اليوم، فيمكنه تناولها بعد تناول وجبة الفطور، وتناولها قبل السحور، وذلك إذا كان قادراً على الصيام، أما إذا كان يستخدم الحقن بدلاً من الحبوب، ويحتاج إلى الشراب أو الطعام بعد الحقن مباشرة، فيجب عليه أن يُفطر، وذلك حتى لا يُعرض حياته للخطر.
- فيمكن لمريض السكري من النوع الأول الإفطار، وقضاء تلك الآيام بعد شهر رمضان حين تتحسن حالته، ولكن إذا كانت حالته لا تتحسن ولا يستطيع قضاء تلك الأيام، فعليه أن يُخرج فدية كما قال المولى سبحانه وتعالى في سورة البقرة (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين).
صيام مريض السكر النوع الثاني
- يُقصد بمرض السكري من النوع الثاني هو مقاومة الإنسولين الموجود في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة نسبة الجلوكوز في الدم، فيصبح الفرد مُعرضاً للإصابة بمرض السكري، وتزداد خطورة الإصابة بالمرض في حالة ارتفاع ضغط الدم، أو الإصابة بالسمنة.
- وتكون أعراض السكري من النوع الثاني أقل من الأعراض السلبية التي تُصاحب المرض من النوع الأول، ويمكن علاج تلك الأعراض من خلال تناول الأقراص التي تقي من ارتفاع مستوى السكر في الدم، أو من خلال الالتزام بالتمارين الرياضية، وتناول الأطعمة الصحية والتي لا تحتوي على نسب عالية من السكر أو الدهون.
- فيتضح لنا أن مريض السكري من النوع الثاني يستطيع السيطرة على مرضه، لذلك فعليه أن يصوم شهر رمضان، ولا يوجد قلق عليه من الصيام، وذلك إذا التزم بتناول الحبوب والأدوية في فترة الإفطار، فمرضه من النوع الخفيف الذي لا يلحق الضرر بصاحبه عند الصيام لساعات طويلة.
كفارة مريض السكري في رمضان
- إذا كان مريض السكري غير قادراً على الصيام، فعليه الإفطار، وذلك للحفاظ على صحته، ثم قضاء تلك الأيام حين تتحسن حالته، ولكن إذا كان مرضه لا يُرجى الشفاء منه، وأنه لن يستطيع قضاء تلك الأيام، فعليه الكفارة، وتكون الكفارة بفدية طعام مسكين على كل يوم، وذلك لقوله عز وجل (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) .
- يتم تحديد الفدية وفقاً لنوع الطعام السائد في البلد، فقد تكون الفدية نصف صاع من الطعام، مثل إخراج كيلو ونصف من حبوب الأرز على كل يوم، أو تقديم وجبة من الطعام الذي يحتوي على الأرز والخبز واللحم إلى مسكين، أو تقدير هذا العام بالمال.



