
حكم صيام يوم السبت فالإسلام رغم أنه أوضح للمسلمين كل الأحكام وكل ما يخص العبادات ألا أن التطور المجتمعي واختلاف طريقة تفكير العقل الجمع جعلت هناك تساؤلات مستمرة من قبل كل مسلم يجتهد علماء الدين للبحث لها عن أجوبة بما أتى من الشرع وفي القرآن الكريم والسنة النبوية وبين أسئلة وأحكام مهما كانت واضحة لم نصل فيها لاستقرار بعد يقدم لكم موقع موسوعة اجتهادات العلماء في حكم صيام هذا اليوم.
حكم صيام يوم السبت
يعتبر صيام يوم السبت واحد من الأحكام التي لم يصل فيها العلماء إلى قول محدد وحكم ثابت بل هناك اختلاف ما بين الكراهية وحد التحريم وهناك العلماء الذين لا يجدون فيها شيء على الإطلاق ويمكن للمسلم صيامه دون كراهية حيث ينقسم العلماء بصورة تفصيلية إلى:
جواز صوم يوم السبت
- القسم الأول من علماء المسلم يرى أن صيام يوم السبت هو أمر جائز كونه واحد من الأيام التي لم يحرم الله سبحانه وتعالى الصوم فيها صراحةً وهذه الأيام هي:
- يوم الشك.
- اليوم الذي يلي النصف من شعبان.
- يوم الجمعة منفردًا دون أن يسبق يوم قبله أو بعده.
- أيام التشريق وهم 3 أيام من بعد اليوم الذي يتم فيه النحر.
- صيام أيام العيد.
- وقالوا أن الأحاديث الخاصة بكراهية أيام يوم السبت سواء كان معه الجمعة أو يليه صوم يوم الأحد، أو الصيام منفردًا هي أحاديث ضعيفة ولا يمكن اعتماد منها على حكم شرعي.
تحريم صوم يوم السبت
- في هذا القسم أقر العلماء أن صيام يوم السبت محرمًا أي لا يحجوز للمسلم أن يقوم بهذا الفعل لو لم يكن يوم السبت مصادفًا أحد الأيام الخاصة بصيام الفروض ألا وهي شهر رمضان المبارك، وأيام شهر شوال الست ويوم عرفة وغيرها من الأيام التي وجب على المسلم صومها بأمر من الله سبحانه وتعالى.
- وهنا اعتمد علماء هذا القسم على الحديث النبوي الشريف الذي يقول {لا يصومن أحد يوم السبت إلا فيما افترض عليه، فإن لم يجد إلا لحاء عنب أو عود شجرة فليمضغ} وهو ذلك الحديث الذي أقر بضعف صحته القسم الأول لكن اعتمد عليه القسم الثاني من العلماء.
- ويقصد الحديث أن يوم السبت لو لم يكن هناك طعام ألا لحاء العنب الخارجي فليأكله ولا يصوم هذا اليوم وأكد علماء هذا القسم أن هذا الحديث صحيح في صحيح البخاري ولهذا اعتمدوا عليه في الحكم الشرعي.
جمع السبت بيوم يسبقه أو يوم يلحقه
- في هذا القسم يقول العلماء أن الحكم على صيام يوم السبت يأتي بالتوسط بين جميع الأحاديث والأقاويل مؤكدين أن يجوز صيام السبت إذا صام المسلم معه يوم الجمعة أو صام معه يوم الأحد حتى وإن لم يكن ذلك ضمن الفرائض.
- وأكدوا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى نهيًا عظيمًا عن صوم يوم الجمعة منفردًا لأن هذه عادات أهل الشكر وقد أكد النبي أن المسلمين يزدادوا عنهم فضلًا فهم يصومون الجمعة ونحن نصومه أيضًا بيوم قبله أو يوم بعده لكن لا نصوم الجمعة منفردًا حتى لا نتشبه بهم بل نزيد لنكن أكثرهم فضلًا كون المسلم هو أهل الحق.
أقوال العلماء في صيام يوم السبت
انقسم العلماء في هذه المسألة التي أصبح عليها خلاف كبير بين التحريم والجواز وعدم الانفراد وهو ما يجعل المسلم في حيرة من مره أي قسم يقوم باتباعه ومن المسلمين من يفضل أن يتبع إمامًا بعينه من خلال ما قام بإصداره من أحكام وفي هذا الصدد نجد:
- قول ين تميمة في صيام يوم السبت: يقول ابن تميمة أن صيام السبت يجوز مع الإلحاق بيوم بعده أو يوم قبله مستدلًا على الأحاديث الخاصة بإجماع الجمعة مع يوم السبت.
- قول ابن قاسم في صيام السبت: “إن صام مسلمًا السبت ومعه يوم أخر فلا يدخل في باب الكراهية ولا التحريم”.
- قول الألباني في المسألة: يقول الألباني أن صيام يوم السبت منفردًا أو معه أيام هو أمر محرم في حالة النوافل ولكن لا يدخل في التحريم عند أداء الفرائض كصيام شهر رمضان.
- وقد قال الألباني أن الحديث الخاص بتحريم صيام السبت وبدلًا منه أن يمضغ الإنسان لحاء العنب هو حديث صحيح كونه نصًا يحمل في معانيه المباشرة.
حكم صيام يوم السبت عند المالكية
يتبع المسلمين في الأحكام علماء المذاهب الأربعة والذي قد يكون بينهم خلاف على مسألة وقتها يتخذ المسلم ما يتناسب مع حياته وظروفه وما يكون ليه أقل إرهاقًا ولا يسبب له أي مشقة وعلى هذا فإن:
- حكم صيام يوم السبت في المذاهب الحنيفية والحنابلة والشافعية هو الكراهية فكرهوا من يخصص يوم السبت للصيام أو يلاحقه بيوم الجمعة وتفضيل صوم الخميس مع الجمعة وليس الجمعة مع السبت.
- أما المالكية فقد أحكمت بجواز الصوم مع ضمه ليوم أخر في النوافل وصيامه في الفروض وقد استدلوا في ذلك عندما سأل أحد الصحابة أم سلمة ما هي الأيام التي كان يكثر فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصيام وقالت أن النبي كان يصوم يوم السبت ويلحقه بيوم الأحد وقالت هذه الأيام هي أيام أعياد عند المشركين وكانوا يفطرون فيها لذلك كان النبي يخالفهم ويكثر فيهم الصيام عن أي أيام أخرى.
- وأيضًا يقول الصحابة الكرام أن النبي كان يصوم أيام كثيرة من الشهر حتى يعتقدون أنه لن يفطر أي يوم من أيام الشهر لكن بعد ذلك يفطر ومن ثم يعود بالصيام وهذا يدل على أن النبي كان في شدة صومه يصوم كل أيام الأسبوع والتي يأتي منها يوم السبت الذي لا يكون من ضمن الفرائض بل نافلة من النوافل.
هل يجوز صيام يوم السبت والاحد قضاء
- اتفق العلماء على أن صيام يومي السبت والأحد على أنهم أحد أيام القضاء هو أمر يجوز شرعًا ولا حكم بالكراهية والتحريم فيه.
- يرجع ذلك إلى أن أيام القضاء هي الأيام التي ينطبق عليها نفس أحكام أيام الفروض أي لا يجوز للمسلم أن يفطر فيها وتتم في أي وقت والغرض من ذلك أن يقوم الإنسان بسرعة الانتهاء من تلك الأيام التي يحاسب عليها في حال إن لم يقم بتقضيتها.
- وفي هذا الأمر نجد أيضًا أن الصحابة الكرام قالوا أن النبي الكريم قال أن من أحد الصيام إلى الله صيام نبي الله داود الذي كان يصوم يومًا ويفطر اليوم الذي يليه وفي هذا الشأن لم يميز النبي أيام محددة من أيام الأسبوع ولا من أيام الشهر عدا الأيام التي حرم فيها الصيام بأمر مباشر.
- وعلى هذا يجوز للمسلم أن يقوم بقضاء صيام رمضان وغيره من الأيام في يومي السبت والأحد وليس عليه شيء بل ولو كان في السبت والأحد أيام من الأيام البيضاء في الشهر 13 أو 14 أو 15 يمكن للمسلم أن يقوم بصيامهم ولا حرج في ذلك.
قدم لكم موقع الموسوعة العربية الشاملةحكم صيام يوم السبت نرجو أن نكون قد وفرنا لكم المعلومات التي تدلكم على الطريق الصحيح وأن يثابنا الله وإياكم بكرمه العظيم وهباته التي لا تنتهي.
