الخرطوم ـ (أ ف ب) – الأناضول: أعلن رئيس الحكومة السودانية الانتقالية عبدالله حمدوك الثلاثاء إثر محادثات مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الخرطوم، أن حكومته “لا تملك تفويضا” لاتخاذ قرار في شأن التطبيع مع إسرائيل، وأن مهمتها “محددة” باستكمال العملية الانتقالية وصولا إلى إجراء انتخابات.
ونقل الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام فيصل محمد صالح عن حمدوك قوله ردا على “الطلب الأميركي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل”، “المرحلة الانتقالية في السودان يقودها تحالف عريض بأجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد وصولا الى قيام انتخابات حرة”.
وأضاف “لا تملك الحكومة الانتقالية تفويضا يتعدى هذه المهام للتقرير بشأن التطبيع مع إسرائيل”.
وتحكم السودان منذ أكثر من سنة حكومة انتقالية هي ثمرة اتفاق بين العسكريين الذين أطاحوا في نيسان/أبريل 2019 بالرئيس السابق عمر البشير، وقادة الاحتجاج الشعبي ضده الذي تواصل لأشهر بعد سقوطه للمطالبة لحكم مدني. وحُدّدت المرحلة الانتقالية بثلاث سنوات تنتهي بتنظيم انتخابات حرة.
ودعا رئيس الوزراء السوداني الإدارة الأميركية “الى ضرورة الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة التطبيع مع إسرائيل”.
وفي وقت سابق أكد تحالف “قوى الحرية والتغيير” في السودان، والذي قاد الاحتجاج الذي أطاح بالرئيس عمر البشير من الحكم العام الماضي، في بيان الثلاثاء أن الحكومة الانتقالية غير مفوضة قي قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وجاء في البيان أن الاجتماع المشتـرك الذي عقد مساء الاثنين بين المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ورئيس الوزراء “جّـدد الموقف من قضية التطبيع مع إسـرائيل باعتبارها ليس من قضايا حكومة الفترة الانتقالية المحكومة بالوثيـقة الدستـورية”.
كما أكد البيان على “حـق الشعب الفلسطينـي في أراضيه وحـق الحياة الحـرة الكريمة”.
ويتزامن بيان الحرية والتغيير مع وصول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الخرطوم الثلاثاء على متن رحلة طيران مباشرة من تل أبيب.
وتعد زيارة بومبيو جزءا من جولة إقليمية تهدف إلى إقناع دول أخرى بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل بعد أن أعلن في 13 آب/أغسطس عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل.
وأطاح الجيش السوداني بالبشير في نيسان/ابريل 2019 عقب احتجاجات شعبية استمرت اشهرا عدة.
وتتولى الحكم في السودان حاليا سلطة انتقالية ستستمر لمدة ثلاث سنوات تجري بعدها انتخابات عامة.
ولا توجد علاقات دبلوماسية بين السودان وإسرائيل. ولكن في شباط/فبراير الماضي التقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو في كمبالا عاصمة أوغندا.
لكن البرهان أكد لاحقا أن اجتماعه مع نتانياهو كان بهدف “صيانة الأمن الوطني السوداني”.
وفي 19 آب/أغسطس أعفى وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمرالدين الناطق باسم الوزارة السفير حيدر بدوي الصادق من مهام منصبه بعد 24 ساعة من تصريح لم ينف فيه وجود اتصالات مع اسرائيل وقال الوزير إنه خلق “التباساً”.
وكان بدوي قد أدلى بتصريحات لقناة “سكاي نيوز عربية” أكد فيها أنه “ما من سبب لاستمرار العداء بين السودان وإسرائيل”.
ومن جهته رحب نتانياهو بتصريحات بدوي وقال “ستستفيد إسرائيل والسودان والمنطقة بأسرها من اتفاق السلام وسيعملون معًا على بناء مستقبل أفضل لجميع شعوب المنطقة”.
وفي عام 1967، التقى القادة العرب في الخرطوم لإعلان ما أطلق عليه “اللاءات الثلاث” وهي “لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض” مع الدولة العبرية.
وتظاهر عشرات من أنصار “حزب التحرير الإسلامي”، الثلاثاء، رفضا للتطبيع مع إسرائيل، وضد زيارة وزير الخارجية الأمريكي الأولى من نوعها إلى السودان.
جاء ذلك في مظاهرة دعا إليها ونظمها الحزب (تأسس عام 1953)، أمام القصر الرئاسي بالخرطوم، تزامنا مع زيارة بومبيو إلى العاصمة السودانية التي بدأها في وقت سابق اليوم.
وأفاد مراسل الأناضول أن المحتجين رفعوا أعلام الحزب، ولافتات من قبيل: “لا لخيانة الأمة بالتطبيع”، وشعارات أخرى تندد به.
وتزامنت الوقفة، التي تعد الثاني من نوعها خلال ساعات، مع محادثات بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالقصر الرئاسي.
وفي وقت سابق اليوم، تظاهر سودانيون، أمام سفارة أبوظبي لدى الخرطوم، احتجاجا على اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
