حوار مع المفكر الراحل أنور الجندي

حوار مع المفكر الراحل أنور الجندي - ما دام أدباؤنا ومثقفونا متمسكين باللغة العربية فلا خوف عليهم - باكثير ضحية الشيوعية والفراهيدي ضحية أعداء لغة الضاد- طه حسين لم يغير فكره وأقول ذلك رفعا للغشاوة عن أعين الناس- الحداثة محاولة مكشوفة لهدم اللغة و إقليمية الأدب دعوة إلى التمزق الثقافي__________________ما نزال لا..

– ما دام أدباؤنا ومثقفونا متمسكين باللغة العربية فلا خوف عليهم
– باكثير ضحية الشيوعية ، والفراهيدي ضحية أعداء لغة الضاد
– طه حسين لم يغير فكره وأقول ذلك رفعا للغشاوة عن أعين الناس
– الحداثة محاولة مكشوفة لهدم اللغة و” إقليمية الأدب ” دعوة إلى التمزق الثقافي
size=3>
__________________
ما نزال لا نعرف قيمة هذا الرجل ولا أظن أننا عرفناها حتى بعد وفاته.
إنه العلامة والمفكر الإسلامي الراحل الأستاذ أنور الجندي الموسوعة البشرية الإسلامية ، رجل نذر عمره لله ، وجاهد فيه حق جهاده ، فمات بشهادة طبيبه الخاص وهو يصلي مضطجعا على شقه الأيمن ، فقد مرض مرضا شديدا قبيل وفاته، وكان آخر ما قاله: ” يا رسول الله أنا أنور الجندي، قادم إليك من أقاصي الصعيد” حيث كان المفكر الراحل من مواليد مدينة ديروط بصعيد مصر عام 1917.
كان العلامة الراحل في أخريات أيامه لا يستطيع الحديث فترة طويلة ، ولكن قبل أن يشتد عليه المرض أجريت معه هذا الحوار ، وكان حوارا قصيرا لا يتناسب مع عمق وامتداد فكر العلامة أنور الجندي ، ولكن ظروفه الصحية حالت دون أن يكون الحوار في مستوى فكر الموسوعة الراحل ولا مستوى طموحي .
إنه حوار لم ينشر مع الأستاذ أنور الجندي ، لعله يفسح الطريق لمعرفة قدر هذا الرجل بعد موته .
اللقاء متميز جدا ، ومهم جدا ؛ لأنه مع شخصية متميزة ومهمة جدا ، مع شخصية ثرية الفكر ، غاية الثراء ، عميقة غاية العمق ، إنها شخصية مفكر وعالم وكاتب وأديب وباحث متجرد لفكره ، يعيش حياته كلها من أجلها ، وما أطولها من حياة ، وما أجلها من فكرة ، بعيدا في ذلك كله غاية البعد عن مجالات الشهرة والبحث عن النجومية ، أو إحداث الدوي كأنما هو زاهد أو راهب في صومعة لا يتطلع إلى أي شيء في هذه الحياة ، سوي أمر واحد هو أن يقول كلمته ، إنه من النماذج النادرة التي قلما تجود بها الحياة ، أو تظهر في تاريخ الفكر الإنساني ، بين آن وآخر ، لتكون مهيأة بالعقل والقلم على أداء دور كبير، ليس على مسرح الحياة وإنما في أعماقها، من أولئك القادرين على استيعاب مفاهيم عصرهم من أجل الدفاع عن دعوة عالمية، ورسالة سماوية، وغاية سامية، يحملون لواءها مدي حياتهم ، ولا يضرهم من خالفهم ، ولا يصيبهم اليأس ولا التحول ، ولا تزيدهم الأحداث أو الأزمات إلا قوة وصلابة في مواصلة البذل والعطاء ، فكأنما هذه الحياة عندهم مجري طويل ممتد ، يبدأ في أول أمره عاديا غير لافت للنظر ، ثم لا يلبث أن يزداد عمقا، ولا يزال يمتد ويتسع أكثر فأكثر، حتى إذا أوفي على الغاية اكتمل وتضخم وأحال كل ما حوله خصبا وبهجة وحياة .
نعم- هكذا – هي حياة المفكرالأديب والكاتب الكبيروالمدافع العتيد أنور الجندي الذي بدأت رحلته مع التأليف والتصنيف وهو دون الثامنة عشرة من عمره ، ورغم ذلك بدأ ناضجا فكريا ومكتمل الرؤية ، لم يمر بأطوار مختلفة كبقية الكتاب والباحثين ، فقد بدأ وظل واثقا من أدواته البحثية وعدته العلمية ، وترسانته الفكرية ، ومرتويا بثقافته العربية والإسلامية الأصيلة التي قوامها مزيج من دراسات الأدب والعلوم والفقه والتاريخ والسنة والشرائع والقرآن الكريم، موجها قلمه صوب قضايا عصره، ومواجها تحديات الغزو الفكري ورياح المذاهب والنظريات والفلسفات المادية، موقنا – في النهاية – بانتصار كتيبة الحق على كتائب الباطل.
الحوار حاولت أن أجعله عميقا ولكن الشخصية أعمق ، والقضايا جوهرية تتلمس موضع الداء في جسد الأمة العربية، فتضمد بمهارة وحذق وكياسة.

اجعلوا اللغة العربية قضيتكم :
قلت له في البداية : ماهي أهم القضايا الثقافية التي ينبغي أن تكون هي الشغل الشاغل لأدبائنا ومثقفينا في الوقت الراهن ؟
size=3>
فقال : على الأدباء والمثقفين عامة أن يدركوا أنهم على بر الأمان ، ولا خوف عليكم ، ما تمسكوا بالعربية ” لغة القرآن ” لغة أكثر من ألف مليون مسلم، وليس مائة مليون هم الغرب وحدهم؛ لأنه ما تزال قوي التخريب وفلول الاستعمار والأحقاد والغزو الثقافي تطارد اللغة العربية الفصحي مطاردة شديدة ، وهناك اتجاه تغريبي يرمي إلى هدم الفصحي وعزلها، والمبالغة في أهمية اللهجات العامية والعناية بدراستها باعتبارهااللغة المستعملة ، ولقداعتقد المسلمون على مدي القرون – واعتقادهم حق – أن لغتهم جزء من حقيقة الإسلام؛ لأنها كانت ترجمانا لوحي الله ولغة لكتابته، ومعجزة لرسوله ولسانا لدعوته ، ثم هذبها الدين بانتشاره وخلدها القرآن بخلوده ، والقرآن لا يسمى قرآنا إلا بها، والصلاة لا تكون إلا بها، فلكل لغة منهجها الفكري القائم على معانيها ومضامينها.

– هناك دعوى إلى إقليمية الأدب أي تقسيم الأدب حسب الإقليم المكاني ، فنقول : أدب مصري ، وأدب سوري ، وأدب عراقي ، فما رأيكم في ذلك ؟size=3>
– لا شك أن هذه الدعوى غير عربية الفكر أصلا ، ولا منبعثة من صميم تفكيرنا الذي يجري في طريقه الواسع العميق مرتبطا بالثقافة العربية التي تشكلت خلال أكثر من خمسة عشر قرنا ، ونحن نعلم أن الدعوات التغريبية حريصة على أن تمزق وحدة هذا الفكر بأن تؤجج دعوات إقليمية ضيقة النظرة تتصل بالإقليم أو العنصر أو النحلة القديمة القطر ، وقد حاول المغرضون إبراز هذه النظرية في إقليمية الأدب على أساس أن لكل إقليم طابعه الخاص، وأن الأمة العربية هي خلق غير تام التجانس ، لكن هذه الدعاوى دائما تبوء بالفشل والاندثار ؛ لأنها دعاوى مستوردة ودخيلة وليست نابعة من الوجدان العربي ، كما أن وحدة الأدب العربي متمثلة في المشاعر والأهداف والمعاني ومواجهة الأحداث ، وأنه ليست هناك فروق أساس بين الأقطار العربية ، وإن كانت هناك فروق في الفروع ، والأدب العربي قد حافظ على وحدته، وطابعه الشامل في مختلف العصور في أحلك فترات الضعف .

سقوط الحداثة
بماذا تفسرون تراجع أو سقوط نظرية الحداثة برغم الصخب والضجيج الهائل الذي صاحبها منذ ولادتها، برغم كتائب الحداثيين المدججة بالمال والرواج الإعلامي؟
size=3>
لعل أخطر ما لجأ إليه دعاة التغريب في بلادنا هذه المحاولة اليائسة والمكشوفة – أيضا – إنهم يريدون هدم اللغة العربية بدعوتهم إلى الحداثة ، وما يتصل بها من نظريات كالبنيوية والدادية والتفكيكية وغيرها من النظريات التي ترمي إلى القضاء على الجذور والثوابت اللغوية ، في محاولة لهدم قوانين النظم العربي ، وذلك بالدعوة إلى أساليب مدمرة تستوحي آثار الفلسفة اليونانية القديمة في شعر شعراء ذلك العصر مثل بشار وأبي نواس وغيرهم من الشعوبيين .
وكان للصحوة الإسلامية الواعدة دور كبير في كشف نظرية الحداثة وتعقب أصحابها، وكشف زيفهم ومغالطاتهم، حيث قامت هذه المؤامرة (الحداثة) على أكتاف عصابة من أدعياء الأدب حاولوا تضمين الشعر الحر والقصص بتلك الأساطير الزائفة ونشرها وإعطاءها مكانة الأصل الغائب المهجور ، فمثلا فيما يسمونه إحياء التراث من خروج على الأسلوب العربي الأصيل، وهدم لقيم البلاغة العربية وأصولها، وتغليب لجانب الفلكلور الذي يمثل طفولة الثقافة البشرية على البيان العربي الأصيل ، في محاولة لإعطاء الفن القصصي حرية غير محسوبة تحت اسم حرية الإبداع لتقديم إباحيات جديدة تحت صور قديمة من التاريخ .

الكبار يتعرضون للتشويه
لماذا كانت شخصية ” الخليل بن أحمد الفراهيدي ” عالم اللغة المسلم هدفا للتشويه والتدمير، خاصة من جانب أصحاب المذاهب الغربية عامة؟
size=3>
لأن الخليل الفراهيدي أعطى الشعر وأعطي النحو وأعطى الموسيقي قانونا عجيبا ما يزال موضع كراهية وحقد من خصوم اللغة العربية الذين يدعون إلى ما يسمونه “كسر النص” !فهم من أجل ذلك يحملون عليه ويسخرون منه، وهو سامق المكانة ؛ لا تهزه هذه الكتابات المنحرفة ، وليس هذا شأن الخليل بن أحمد وحده، ولكن سهام التغريب والغزو الثقافي لم تدع أديبا صحيحا ، أو شخصية ممتازة في الفكر الإسلامي والأدب العربي إلا حاولت النيل منه ، فعلت ذلك في المتنبي والغزالي وابن تيمية ، في ذات الوقت الذي حاولت فيه أن تعلي من شأن الشعوبيين والمارقين أمثال بشار والحلاج وأبي نواس وابن الراوندي ، وكذلك فهي قد نسبت إلى عمر الخيام العلامة التجريبي الكبير شعرا يحض على الفساد والخمر ، ومن أجل هذا فإن علينا أن نكون حريصين أشد الحرص على حماية هذه الشخصيات الكريمة من هذا الاتهام ، وأن نحرر فكرها وحياتها ونكشف عن وجه الحق فيها.

تجاهل باكثير
لا تتفق معنا في أن الأديب الكبير على أحمد باكثير تجاهله الأدباء والنقاد عمدا، وأنه ظلم حيا وميتا، فما تزال بعض أعماله لم تطبع بعد، ومنها ما تعرض بالفعل للضياع ؟
size=3>
الحق أن باكثير عايش أزمات أمته وتحدياتها المختلفة سواء الاستعمار أو الغزو الفكري أو الصهيونية، واستطاع أن يعالج القضايا العربية كلها، وأن يتفاعل معها، خاصة قضية فلسطين ؛ لأنها القضية الكبرى، فكتب “شعب الله المختار- إله إسرائيل” وبعد نكسة يونيو كتب “التوراة الضائعة” وفي آخر حياته اتجه بقوة إلى تاريخ الإسلام، وأنشأ “ملحمة عمر” وحارب الماركسية ، وهاجم الماركسيين في مسرحياته ، مثل مسرحية “حبل الغسيل” لذلك عامله الماركسيون والشيوعيون معاملة سيئة للغاية، خاصة عندما سيطروا على مجال المسرح والقصة ، ومنعوا إنتاجه ومسرحياته، إذن لا ريب أن باكثير ذهب ضحية هذا الجو الخانق ، ونسأل الله أن يقيض من ينشر إنتاجه المتنوع من الشعر والقصة والمسرحية .

فقاعات طه حسين
أستاذنا الكاتب الكبير : ألا تعتقد أن حملاتك المتتابعة على الدكتور طه حسين أثارت ، وأدهشت كثيرا من المثقفين المعجبين به ، كما أن تعقبك لجميع مواقفه ومؤلفاته لقى بلبلة وفتورا واسعا على المستويات الأدبية نظرا لما حققه الدكتور طه حسين من الشهرة الواسعة؟
size=3>
إن هؤلاء الذين لم يشهدوا هذا التاريخ ولم يعايشوا هذه الوقائع معذورون ، فقد سمعوا باسم رنان وشهرة مدوية وطبل قوي الرنين ، دون أن يعرفوا ما وراء ذلك ، فأردت أن أكشف لهم هذه الخلفيات ، وهذه المواقف بالحق، ليتعرفوا على من أطلق عليه “عميد الأدب العربي” ولهم في ضوء هذه الوقائع أن يحكموا ، إنني مؤمن تماما أنه من أشق الأمور أن يقبل الناس الرأي الآخر في إنسان ، عاشوا السنوات الطويلة يسمعون اسمه مقترنا بالإكبار والإجلال والدوي ، دون أن يكون من شأن عملهم وظروفهم أو دراساتهم الكشف عن خلفيات هذه الشخصية ، ومعرفة الخيوط الاستعمارية التي تحرك بعض الممثلين في المسرح الكبير ، وتلقي عليكم الأضواء ، وتستطيع بالجهد والإلحاح المستمر أن تثبت في النفوس والعقول مسلمات كاذبة ، إنني أعذر الذين يزعجهم كشف خبيئة الرجل ، ولكني كنت أرجو منهم إذا كانوا يطلبون الحقيقة أن يسألوا عن البراهين والأدلة والوثائق على ما يظنون أننا ندعيه ، فإذا ثبت لهم ذلك كان عليكم الإقرار بالحق والإذعان لأمر الله ( يأيها الذين آمنوا لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) [المائدة:8] ، ولقد هوجم طه حسين منذ اليوم الأول إلى آخر يوم في حياته ، لم تتوقف حركة اليقظة عن متابعته وكشف شبهاته ودحر مخططه، وجاءت هذه الردود الصاعقة على ألسنة أناس – لا يزال منهم أحياء – لهم مكانتهم في عالم الفكر والأدب ، فضلا عن معاصريه أمثال الرافعي ومحمود شاكر وزكي مبارك وغيرهم ، فهل يمكن أن يكون طه حسين عميدا للأدب ، وهو يزدري الأدب والأدباء ، أو قائدا لثقافة أمة ، وهو منكر لمفاهيمها، ولا يدين لها بالولاء ، أو مفكر لا يثبت أي شيء ويثير من حوله الشكوك والسخريات والأحقاد ؟ كيف يمكن أن يكون موضع القيادة وموضع الثقة من يقول : “إن الإنسان يستطيع أن يكون مؤمنا وكافرا في وقت واحد، مؤمنا بضميره وكافرا بعقله “؟ هذا مفهوم كنسي غربي مسيحي يرفضه الإسلام وينفر منه ، ذلك أن الإسلام هو دعوة التوازن بين الروح والمادة ، والعقل والقلب ، دين الطمأنينة والسكينة الروحية، والالتقاء بين القيم على هدى وبصيرة .

الحقيقة والوهم
لكن هناك من يقول إن طه حسين غير آراءه وأفكاره أو تاب عن هذه المعتقدات مثل التشكيك في القرآن والسنة وقبل أن يموت فما هي مصداقية هذا الرأي ؟
size=3>
هؤلاء المدافعون عن طه حسين يقولون: إنه كتب كتابه “على هامش السيرة” وبه كفر ورجع عن كتاب “الشعر الجاهلي” وكتب كتابه “الشيخان” وبه كفر عن كتاب “مستقبل الثقافة” وذلك كله خداع وباطل ، فإن الدكتور طه حسين لم يغير آراءه مطلقا، فقد كان هناك حارس وديدبان يحول بينه وبين ذلك ، هذا الحارث كان مقيما في بيته، يلفت نظره دائما إلى الخط المتفق عليه ، ولكن الدكتور طه غير أساليبه ووسائله في سبيل أن يصل إلى قلب القارئ المسلم ، وبعد أن كانت أساليبه هي الهجوم على الإسلام أصبحت تقوم على ترضي الإسلام داخليا ، ودس السم على مراحل خلال البحث ، ولا يقل السم المدسوس في كتاب “الشيخان” عن السم المدسوس في “هامش السيرة” أو “مستقبل الثقافة” فقال لهم : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما كتبت الشعر الجاهلي ، أو قوله: اكتم عني ، أو قوله للسفير المسلم أحمد رمزي عن كتاب “مستقبل الثقافة” إنني متفق معك على أن في الكتاب أخطاء كثيرة ، ذلك هو أسلوب طه حسين المرن الماكر الخادع الذي لا يواجه صاحبه بالمعارضة ، ولكن يلين ، حيث يرى أن صاحبه واع لسمومه ، فإذا وجد من يجهل لم يمتنع عن خداعه ، وقصته مع اللواء محمود شيت خطاب معروفة ، إذ أفضى إليه برأي له في القراءات ، فواجهه اللواء خطاب قائلا : هذا كلام أعداء الإسلام ، أما القول بالتراجع فإن هناك من الأدلة الكثيرة التي تكذبه :
أولا : إن أسلوب التراجع معروف ، وهو أن يعلن الكاتب أنه كان يقول كذا، ثم تبين له سوي ذلك، وأن يوقف على الفور ماله من مؤلفات في هذا الصدد، مثلما فعل الإمام الأشعري في تراجعه عن آرائه .
ثانيا: أن يعلن أنه اتخذ هذا الأسلوب كوسيلة للعمل ، ثم تبين له أنه لا ينتج ، وأنه تحول عنه ، مثلما فعل الدكتور محمد حسين هيكل الذي غير اتجاهه من الثقافة الغربية إلى التراث الإسلامي والثقافة الإسلامية ، فهل تراجع طه حسين حقا عن رأي من آرائه وهو حي ، وأعلن ذلك ؟ “إن هذا لم يحدث” ولا يكفي أن يتراجع طه حسين عن رأي أو آخر في مرة خاصة مع صديق ، دون أن يعلن ذلك على الملأ ، بل إن هذا الأسلوب يدل على إصرار الدكتور طه حسين على الرأي وحرصه أن يذيعه في الناس فيفسد به مزيدا من العقول والقلوب ، وقد أشار كثيرون إلى وقائع له مع الدكتور أحمد الحوفي ، ومحمد بهجت الأثري ، وسعيد الأفغاني ، ولكن هل توقف طه حسين عن آرائه ؟
هل حدث تلاميذه بشيء من هذا التراجع ؟
إن ذلك الأمر ظل قاصرا على مسمع عدد قليل من أصدقائه ، وليس على الملأ العام من قرائه ومحب

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *