حوار مع فضيلة الشيخ أحمد عبد القادر الفرجابي

حوار مع فضيلة الشيخ أحمد عبد القادر الفرجابيانتهزت المحرر فرصة وجوده بالسودان وأرادت أن تعرف القارئ بجوانب أخرى في حياة هذا الرجل الموسوعة متعدد المواهب والضارب بسهم ماض في كل علم من العلوم الإسلامية فقد درس وهو بالسنة الأولى بجامعة القرءان الكريم ثمانية وعشرين فنا وكان من الدفعة الأولى التي طبق عليها..

حوار مع فضيلة الشيخ أحمد عبد القادر الفرجابي

   انتهزت المحرر فرصة وجوده بالسودان، وأرادت أن تعرف القارئ بجوانب أخرى في حياة هذا الرجل الموسوعة، متعدد المواهب، والضارب بسهم ماضٍ في كل علم من العلوم الإسلامية، فقد درس وهو بالسنة الأولى بجامعة القرءان الكريم ثمانية وعشرين فنا، وكان من الدفعة الأولى التي طبق عليها هذا النظام. وصلناه في وقت متأخر بعد صلاة المغرب حيث كان الموعد فوجدنا الشيخ أحمد عبد القادر الفرجابي ضيف المحرر ينتظرنا لدى الباب، وبحرارة أهل السودان، وتواضع أهل العلم استقبلنا ورحب بنا، ثم أدخلنا داره العامرة، وهناك وجدنا من الراحة النفسية ما أعاننا على إتمام هذا الحوار على الوجه الذي نحب؛ غير أننا ما نزال في شوق لمعرفة المزيد من الخيرات، والتوجيهات، والآراء التي ترد المحتار إلى جادة الطريق.

·دكتور أحمد .. ما هو دور النشأة في تكوين الشخصية وأثرها على حياة الإنسان؟size=3>size=3>

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى ورضي الله عن أصحابه الذين ارتضى، في البداية نتوجه بالشكر لصحيفة المحرر، وأقول مستعينا بالله:

لا شك أن الاهتمام بالنشىء هو أساس كل إصلاح وخير، وكما قيل من أحسن تربية ولده فقد أغاظ عدوه؛ لأنه بذلك يضمن لأمته مستقبلاً أفضل من يومها، والأطفال هم نصف الحاضر لكنهم كل المستقبل، فبعد ربع قرن من الزمان ستكون كل الأمور بأيديهم بعد الله عز وجل فإن أردنا لأمتنا غدًا أفضل من يومها فلابد لنا من أن نصدق ونحسن في تربيتنا لهذا الجيل، ولن يكون إحسان التربية إلا بربط هذا الجيل بالله تعالى، وبرده لتلك القواعد التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وللإسلام في ذلك منهج عظيم جدًّا، فهو يبدأ هذه المسألة قبل أن يوجد الطفل؛ ولذلك قال أبو الأسود الدؤلي لأبنائه: لقد أحسنت إليكم كبارًا وأحسنت إليكم صغاراً وأحسنت إليكم قبل أن تولدوا .. فقالوا له: أما إحسانك لنا كبارًا فقد عرفنا، وأما إحسانك لنا صغارًا فما أنكرناه فكيف إحسانك لنا قبل أن نولد؟! فقال لهم: لأني تخيرت لكم أمًّا لا تُعيَّرون بها!! .. فالإسلام دينٌ يختار البذرة الطيبة، وينتقي لها التربية الصالحة؛ لتخرج الثمرة من شجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء؛ تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

·  من خلال تجربتك في مجال الدعوة ما هي عوامل نجاح الداعية، وما هو مقدار رصيده الواجب من العلم ورصيده من الثقة في نفس المتلقي؟!size=3>size=3>

إن الدعوة إلى الله هي مهمة الأنبياء وهي مهمة شريفة؛ ميدانها أوسع مما نتصور، وكل مسلم يجب أن يستخدم مواهبه وقدراته في نصرة هذا الإسلام؛ حتى يكتمل العمل الدعوي؛ الذي ينبغي أن تشترك فيه جهات كثيرة؛ من ضمنها وسائل الإعلام، وطلاب العلم في كل مكان، وكذلك القائمون على إدارة الأعمال الدعوية؛ كل هؤلاء لهم دور كبير في الدعوة..

أما بالنسبة للداعية فرصيده الحقيقي أن يبدأ بكتاب الله تعالى، ثم بالتعمق في سيرة وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ثم بعد ذلك يطور رصيده بمتابعة المستجدات؛ لأن تفاعل النصوص مع الواقع هو الذي يولد الفقه الذي يحتاجه الناس.

والداعية إلى الله يجب أن يهتم بنفسه؛ فيؤكد على معاني الإخلاص لله تعالى، ويركز على معنى العطاء والبذل؛ فإننا نخطئ حين نترك للدعوة فضول أوقاتنا، بل يجب أن تجري الدعوة إلى الله في دمائنا.. وعلى الداعية أن يستفيد من سير الدعاة إلى الله تعالى؛ مثل قصة نبي الله نوح عليه السلام؛ وألا يترك وقتًا من ليل أو نهار ولا وسيلة من جهر وإعلان وإسرار إلا واستفاد منها في دعوته، فإن نبي الله يوسف عليه السلام جعل من السجن ميدانًا للدعوة.

ونحن من خلال إجاباتنا على الاستشارات نحاول الدخول لقلب هذا الإنسان؛ لندعوه إلى الله تبارك وتعالى، وهذا جانب ينبغي أن يهتم به المفتي، والمستشار ومفسر الأحلام، فيقدم لهم دعوته قبل أن يحل للسائل مشكلته، وأرجو أن يكون الدعاة قبلة يقصدها الناس لحوائجهم ومعضلاتهم كما قال السجناء لنبي الله يوسف دون غيره” نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين”.

size=3>

·الدعوة في ظل هذا الخضم وغياب الهوية الإسلامية والصعوبات التي تعترض الداعية .. كيف تراها؟size=3>size=3>

الدعوة إلى الله تعالى يأبى الله إلا أن تكون مهمة شاقة، لأنها مهر للجنة؛ والجنة حفت بالمكاره والأشواك.. هذا معنى يجب أن يدركه الدعاة؛ لكن الداعية مصباح؛ لا يقول: “ما بال الدنيا مظلمة” ولكن حسبه أن يقول: “ها أنا ذا مضيء”.

والدعوة إلى الله هي كضوء الشمس، فإذا خرجت الشمس فلا مكان للجراثيم، وما راجت هذه الأفكار، وظهرت هذه الانحرافات إلا بتقصير الدعاة إلى الله تعالى، وبعدم تنسيق الجهود بين الدعاة إلى الله تعالى، فإنه مثلاً إذا واجهنا الأعداء بشبهة أخرجنا مئات الردود.. فما نكاد نفرغ من هذا الرد إلا وجاءتنا شبهة أخرى؛ فنظل محصورين؛ ندافع عن أنفسنا فنحرم الناس من طرح هذا الإسلام وهذا الخير.. أرى أن يكون هناك تنسيق في الجهود بين الدعاة إلى الله للرد على تلك الشبهات؛ كأن تكلف مجموعة ويتفرغ الباقون للدعوة إلى الله تعالى. فالناس يجهلون أصول الدين؛ لذلك هم يتأثرون بتلك الشبهات؛ فعلينا أن نعمل لتحصينهم بإيصال العقيدة الصحيحة، وغرس قيم الإيمان الراسخة؛ لأن الأطباء يقولون: الجراثيم موجودة في كل مكان لكن لا يصاب بالمرض إلا من فقد مناعته. وكذلك لا يسقط في المعاصي والآثام إلا من فقد مناعة الإيمان بالله تعالى. فالإيمان للإنسان كالمناعة للأبدان.

وكذلك على الدعاة أن يحصروا الخلافات التي تحدث بين العلماء؛ فليس من الصواب نشرها بين الجماهير المسلمة التي ربما يكون فيها من لا يحسن الفاتحة؛ لكنه يحفظ الخلاف!! ولعل بعض السلف عندما جاء أحد يحدثه عن الخلاف فسأله عن الفاتحة وتفسيرها، فلما علم أنه لا يحسنها أمره بحفظها.. وقد ورد في الأثر رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه.. فمن مصلحة الدعوة أن يكون الخلاف محصورًا بين العلماء؛ كل يجلس للآخر، ويسمع ما عنده؛ فقد كان سفيان بن عيينة رحمه الله يدرس الطلاب؛ فقال بعضهم: إن الإمام الثوري أخذ عطية السلطان، ودخل عليه.. فغضب الإمام سفيان بن عيينة؛ وقال: ما أخذ إلا حقه فالمال مال المسلمين وأولى الناس به حملة سنة نبينا الأمين!! فلما انصرف الطلاب دعا الثوري فحاوره وأنّبه حتى أبكاه!! ونحن بتجربتنا أدركنا خطأ انتشار الخلافات بين الناس (وما آفة الأخبار إلا رواتها) .. يجلس أحدهم عند شيخه ويقول: الشيخ فلان قال كذا.. فيغضب الشيخ ويرد عليه دون أن يتثبت .. وهذا يجعلنا نخسر مرتين .. أولاً: نعلم العوام سوء الأدب مع العلماء، ثم تسوء العلاقة بين المشايخ.. وليت الناس يراجعوا رسالة الليث بن سعد للإمام مالك رحمهما الله تعالى؛ فإنه تمنى له الخير، وأثنى عليه، وأرسل له الهدايا، ثم قال له: بلغنا عنك كذا؛ فما تقول في كذا؛ حتى نناقشك؟!

فعلينا أن نصرف طاقة الشباب للتفقه في الدين، فإنه إذا زاد الفقه قلّ الخلاف.

size=3>

·  القوى المعادية للإسلام والمسلمين تعمل على ضربهم، بعضهم ببعض؛ فكيف نفوّت عليهم هذه الفرصة؟size=3>size=3>

يستخدمون سياسة فرق تسد.. وهم أدركوا أن هذه الأمة لا يمكن أن تواجه إذا كانت مجتمعة؛ ولذلك حرصوا في البداية على أن يسقطوا الخلافة الإسلامية؛ لأن الخلافة هي رمز وحدة الأمة كما قال اليهودي .. ورغم أن تركيا كانت رجل أوروبا المريض إلا أن أوروبا كلها تخشى رجلها المريض رغم أنه مريض؛ لأن الخلافة الإسلامية هي التي تستطيع أن تجمع المسلمين؛ لأن السلطان في الأستانة إذا رفع راية الجهاد كان الناس في أطراف السودان يبيعون أبقارهم وأغنامهم لتلبية نداء السلطان.. والأعداء لما عرفوا هذا ضربوا الخلافة العثمانية؛ فقالوا للعرب: هؤلاء أتراك .. وقالوا للأتراك: هؤلاء عرب .. ثم جاؤوا للعرب ووزعوهم إلى فراعنة، ونوبة، وعرب، وأشوريين .. ثم جاؤوا للدولة الواحدة وقسموها إلى اتجاهات مختلفة .. وكما قال أشياخنا مازلنا نختلف في الخف ومسح القدم؛ حتى فقدنا في الأرض موضع قدم.. فالعدو بمكره استطاع أن يثبت هذه الخلافات بين الناس؛ حتى إذا رسم الحدود بين الدول جعل هناك منطقة نزاع، وقنبلة موقوتة، يفجرها متى ما شاء.

الذي يعيننا على تفويت الفرصة على الأعداء – بعد توكلنا على الله وثقتنا به – وعي العلماء والقائمين على قيادة العمل الدعوي الذين ينبغي أن يديروا طاقة الشباب؛ ويوجهوها إلى الأشياء المفيدة، ويعرفوا أن الخلاف مع أخي لا يبرر لي أن أكرهه؛ فإذا كنت أكرهه فكيف أصلحه!! لابد أن تكون هناك أرضية مشتركة، وأن يدل بعضنا بعضًا على مواطن الخلل برفق ولين ومحبة.

وهناك اختلاف تنوع يسعنا الاختلاف فيه؛ فعلى طالب العلم أن يأخذ من الأدلة أقواها، ومن الحجج أرجحها؛ عبر محاورته إخوانه مع توفر روح السماحة.

·  البشريات التي يمكن أن ترى من خلال الصحوة الإسلامية في أوساط الشباب الذين يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل.size=3>size=3>

لا شك أن المبشرات أكثر من أن تحصر.. ونحن إذا عملنا 1% فإن أكثر 99% عون إلهي، وتوفيق من الله تعالى للعاملين في حقل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى.. ومن المبشرات أن الإسلام أصبح الآن في الواجهه، بل أصبح حديث العالم.. فما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم محنة من تحتها منح كثيرة من الله تبارك وتعالى.. هذا الموقف اختصر للمسلمين وللدعاة سنوات طويلة من العمل والإعداد. وأدركوا أن المسلمين يجمعهم حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فلنعمق معرفتنا بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما أن تعرضهم للنبي صلى الله عليه وسلم بالسب من المبشرات بقرب النصر؛ لأن الله يتولى الدفاع عن رسوله صلى الله عليه وسلم: {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}، {إنا كفيناك المستهزئين}، {والله يعصمك من الناس}size=3>، و”من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب”فكيف بمن يعادي نبياً. فعلينا أن نعلم أن المبشرات كثيرة وأن أجيال الشباب؛ بل وأجيال الناس خارج البلاد الإسلامية تزداد يومًا بعد يوم، وأن هذا الغضب والتوتر الذي أصاب أعداء الله تعالى دليل على أن الأرض الإسلامية بدأت تمور وتتحرك؛ وما علينا إلا أن نرتب الجهود ونوزع الأدوار وننظم صفوفنابعد التوكل على ربنا.

size=3>

·  إن أمريكا تبدو كالضبع الجريح الذي يحس بالخطر من كل مكان؛ فهي الآن تقوم بما يسمى بالحرب الاستباقية!! هل بالإمكان أن نقول: إنها بذلك تكتب حروف نهايتها؟!size=3>size=3>

إن الذي يفعله أعداء الله الأمريكان يدل فعلاً على أنهم فقدوا صوابهم، وأنهم يسعون بأنفهم لحتفهم!! إن هذه الأمة الإسلامية لا يوجد ما يجمعها مثل ا لعدوان على كرامتها؛ ولذلك عندما حوربت الأمة الإسلامية اجتمعت الكلمة، فنحن الآن نحارب بنوعين من الحروب: حرب صامتة من خلال وسائل الإعلام، والبضائع، ومن خلال تيارات الشهوات والشبهات والفساد التي تنسي الشباب قضاياه؛ وهي أخطر من الحرب الأخرى التي يضربون فيها بآلتهم العسكرية والتي يمكنهم بها أن يحطموا بها الجسور، ولكنهم لن ينتزعوا إيماننا بالغفور؛ بل عمقوا إيماننا بالله تعالى، وكأن هذه الضربات جاءت لتذكر الناس بربهم ليعودوا إليه؛ فقد عجز الدعاة من أن يوفروا الحجاب للمقبلات عليه، والمصحف من كثرة الداخلين في الإسلام.

فإن المخططين الاستراتيجيين يرون أن ملوكهم أخطئوا خطأً كبيرًا عندما أيقظوا هذا المارد من سباته؛ فضاعت هيبتهم وأودعوا في المسلمين همة الإعداد للمواجهة. وهذه طبيعة هذه الأمة { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}size=3> (22الأحزاب).

· متى بدأت العمل بالاستشارات؟ وما هي مؤهلات المستشار العلمية والعملية؟size=3>size=3>

بدأت العمل بالاستشارات في العام 2002م مع إخواننا في الشبكة الإسلامية؛ وإلى الآن ولله الحمد مستمرين؛ وأنا أعتقد أن هذه رسالة عظيمة استطاعت أن تؤديها هذه الشبكة المباركة التي نالت الموقع الأول كما هو معروف .. نحن نشعر أن هذه الاستشارات فتحت أبوابًا كثيرة للراغبين في السؤال، ووفرت لهم من يأخذ بأيديهم لينقذهم؛ فتأتي هذه الأسئلة خفية تتسلل عبر هذه الشبكة العنكبوتية التي تعطي السائل فرصة لأن يقول ما في نفسه.. ونحن استفدنا منهم ذلك بتوجيه رسائل دعوية لهؤلاء وتنبيههم على أن كل الذي يحصل لهم بسبب المعاصي والبعد عن الله.

والاستشارات تحتاج إلى علم ودربة ودراية ولابد أن تجتمع هذه الأشياء. كما أن التعمق في السيرة النبوية والعلوم الإسلامية من أهم ما يعين الإنسان على امتهان هذه الوظيفة؛ لأن الإسلام هو خير من يحل قضايانا ويردنا إلى صوابنا.. كذلك تحتاج إلى الإلمام بالواقع الذي يحيط بصاحب السؤال.

size=3>

·  من خلال عملك بالقوات المسلحة السودانية في فرع التوجيه المعنوي، وبالشرطة القطرية كيف وجدت هذه الشريحة؟!size=3>size=3>

أنا أعشق المؤسسات العسكرية، وأحب أهل قطر الذين تشرفت بالعمل في مساجد الشرطة عندهم؛ فقد وجدت في القوات النظامية هنا وهناك الخير الكثير؛ ويكفي أن يكونوا هم الذين يحملون راية العزة والمنعة، كما أنها تمتاز بالنظام والدقة، ونحن نحتاج إلى هذا؛ لأن العشوائية لا يمكن أن تنتصر.

وكذلك مما يميز المؤسسات العسكرية أن لها قيادة واحدة، وقائدًا واحدًا يأمر وينهى .. وهو معنى جميل إذا كان في طاعة الله .. وشهادتي للمؤسسات العسكرية أن فيها رجالاً أخيارًا، وفيها معاني جليلة للرجولة والكرم وحسن النظام، وأنا لازلت متعاونًا في هذا المجال مع إخواننا في مجلة الشرطة بقطر فأعد لهم مقالات شهرية، وكذلك القوات المسلحة السودانية.

size=3>

·  لماذا هذا التسارع نحو دخول القوات الأجنبية في دارفور؟ هل من أجل التوجه الفكري أم من أجل الإمكانيات الاقتصادية؟size=3>size=3>

لا شك أن دخول الأعداء في أراضي المسلمين له أهداف رسمت من زمن بعيد، فدارفور كانت في أعينهم، والعراق كان في أعينهم، وأفغانستان كانت في أعينهم، ومن قبل فلسطين، لكن يجب أن نعلم أن دخول الأعداء في هذه البلاد له صلة بعودة أهلها إلى الله تعالى؛ وعلى المسئولين أن ينتبهوا لخطورة مسألة دخول الأعداء في أراضي الأمة، وأن يبصروا الأمة بأعدائها، وأنهم لا يريدون بنا خيرًا؛ فهم يرسلون لنا فائض عمالتهم، ويرسلون لنا مرضاهم، ويرسلون لنا مجرمين عجزوا عن علاجهم؛ فيرسلونهم لنا ليتقوا شرهم!! وعلينا أن طرح مثل هذه القضايا بين أيدي أهل الاختصاص في العلوم الشرعية والإستراتيجية لمعرفة المصالح القريبة والبعيدة للأعداء؛ فإن أمريكا نادمة على إهمالها للسودان؛ وترك الفرصة فيه لدول أخرى كالصين؛ فهم لهم طمع في الثروات الهائلة التي مازالت تحت الأرض، وكذلك للموقع الاستراتيجي الهام الذي يتمتع به السودان؛ ومن خلاله سيتمكنون من خنق دول الإسلام.. وهم لهم أكثر من هدف ليس فيها هدف واحد نبيل، وهم ليسوا أهلاً لحماية حقوق الإنسان؛ لأنهم هم الذين يذبحون إخواننا في العراق، وفي فلسطين، وفي أمريكا نفسها..

size=3>

·كيفية يمكن أن نستفيد الاستفادة القصوى من الإنترنت خصوصًا وأنه يحمل الضار والنافع؟!size=3>size=3>

الإنترنت عالم عجيب والدخول إليه يتطلب التسلح بالإيمان بالله؛ فإن هذا الكفر والفساد إذا صادف قلبًا خاليًا من الإيمان  تمكن منه .. وعليه فيجب أن تستخدم هذه الآلة في إطارها المعقول للأغراض العلمية النافعة، وأن توضع في الأماكن والصالات المفتوحة.. فما ينبغي للإنترنت أن يتسلل للغرف الداخلية وتغلق دونه الأبواب؛ فإنه مليء بالقنوات الشيطانية.. والإنترنت مثل النافذة؛ قد تفتحها فتأتيك بالأتربة والغبار، وقد تفتحها فتأتيك بالنسيم الجميل؛ فعليه يجب إحسان الاختيار؛ وعلى الدولة أن ترعى الأماكن العامة، وتضع عليها الرقابة، وكذلك الأسر ينبغي أن تقوم بدورها.

·أريد معرفة استشارة أدهشتك وأخرى أبكتك، وأخرى أضحكتك!!size=3>size=3>

من الاستشارات التي أبكتني فرحًا استشارة ليتيمة فلسطينية؛ فأجبت عليها، فردت بعد فترة فقالت: الآن اكتشفت أن عندي أبًا غير أبي!! فقلت لها: نحن كلنا آباء لأبنائنا في فلسطين الذي يدافعون عن قضايانا، ويقومون بهذا الواجب نيابة عنا!!

وبهذه المناسبة أنا أناشد المسلمين أن يدعموا حكومة حماس والشعب الفلسطيني في ظل هذه المحنة.

أما الاستشارة التي أدهشتني فإن بعض الناس يكون له تقصير بحق والديه بدرجة لا يتصورها الإنسان، أو يكون له درجة في الاعتداء على الحرمات بدرجة لا يستطيع أن يذكرها الإنسان. فكيف يتلطخ بها عياذاً بالله.

__________________

المحرر 81السنة الثانية 17/7/2006م

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *