حوار مع مؤلف كتاب العادات الذرية

في هذا المقال سنتحدث عن كتاب المؤلف جيمس كلير (James Clear)، "العادات الذرية: أسلوب بسيط ومُجرَّب لاكتساب عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة" (Atomic Habits: An Easy and Proven Way to Build Good Habits & Break Bad Ones)؛ حيث أجاب جيمس عن بعض الأسئلة التي طرحها عليه موظفو شركة كويت ريفلوشن (Quiet Revolution).

Share your love

لماذا قررت أن تكتب عن العادات؟

العادات من بين أهم الموضوعات التي يجب فهمها في الحياة لأسباب عدة.

أولاً، يمكن أن ينتج عن العادات نتائج خارجية؛ حيث يمكن أن تساعدك على فقدان الوزن وزيادة الدخل والإنتاجية وتقليل التوتر وغيرها من الأمور، وفي الحقيقة، تعد معظم النتائج في حياتك مقياساً متأخراً لعاداتك، فمثلاً، صافي ثروتك هو مقياس متأخر لعاداتك المالية، ومعرفتك هي مقياس متأخر لعادات التعلم الخاصة بك، كما تعد الفوضى مقياساً متأخراً لعادات النظافة لديك، وما تكرره في حياتك ستحصل عليه.

من الجدير بالذكر أنَّ نتائج العادات لا تقتصر على النتائج الخارجية المذكورة آنفاً فحسب؛ وإنَّما تساعد العادات على تشكيل هويتنا ومعتقداتنا الداخلية، وهذه الفكرة أناقشها بالتفصيل في الفصل الثاني من كتاب العادات الذرية.

كما يوجد سبب آخر قررت لأجله أن أكتب عن العادات، وهو شعوري بأنَّه يوجد العديد من الكتب التي تناقش طريقة عمل العادات من الناحية العلمية أو الفلسفية، ولكن لم يكن يوجد حتى الآن كتاب يزوِّد القراء بدليل عملي مُفصَّل لطريقة عمل العادات، وتغيير عادة ما، وآمل أن يكون هذا الكتاب هو الدليل المناسب.

ما هي العادة الذرية بالضبط؟

اخترت عبارة “العادات الذرية” لثلاثة أسباب:

أولاً؛ يمكن أن تعني كلمة ذري صغيراً جداً مثل الذرة، وأحد الجوانب الأساسية لفلسفتي هو أنَّ العادات يجب أن تكون بسيطة وسهلة التنفيذ.

ثانياً؛ هو أنَّ كلمة الذرة يمكن أن تعني أيضاً “الوحدة الأساسية في نظام أكبر؛ حيث تشكِّل الذرات الجزيئات، وتشكل الجزيئات المركبات، وهكذا؛ أي أنَّ العادات هي مثل ذرات حياتنا، فهي إجراءات بسيطة تتجمع ضمن النظام العام لحياتنا.

وأخيراً؛ يمكن أن تعني الذرة “مصدر الطاقة أو قوة هائلة”، ومن خلال الجمع بين الأسباب الثلاثة؛ فإنَّك تدرك محتوى الكتاب، وهو إذا قمت بإجراء تغييرات بسيطة وسهلة وجمعها مع بعضها مثل الوحدات في نظام أكبر، يمكنك الحصول على نتائج فعَّالة.

بمعنىً آخر، العادات الذرية بسيطة وعظيمة في الوقت نفسه، فهي لا تعد ممارسة منتظمة أو روتينية يسهل القيام بها فحسب؛ وإنَّما مصدر قوة مدهش. 

شاهد بالفديو: 10 طرق لتمارس العادات الجيّدة يوميّاً

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/ZMWOxkUt4CM?rel=0&hd=0″]

ماذا تقصد عندما تقول إنَّ الناس يمتلكون نظاماً خاطئاً عن التغيير؟

تدَّعي الحكمة السائدة أنَّ أفضل طريقة لتحقيق ما نريده في الحياة، كأن نكون في أفضل حال، ونبني عملاً تجارياً ناجحاً، ونشعر باسترخاء أكثر وقلق أقل، ونقضي المزيد من الوقت مع الأصدقاء والعائلة، هي تحديد أهداف محددة وقابلة للتنفيذ.

لكن لا يوجد علاقة بين النتائج والأهداف التي حددتها، وإنَّما يتعلق الأمر بالأنظمة التي تتبعها، فأنت لا ترتقي إلى مستوى أهدافك؛ وإنَّما تنزل إلى مستوى أنظمتك، على سبيل المثال:

  • إذا كنت رائد أعمال، فقد يكون هدفك هو بناء مشروع تجاري يحقق لك أرباحاً كثيرة، نظامك في هذه الحالة هو كيف تختبر أفكار المنتجات وتوظِّف الناس وتدير حملات التسويق.
  • إذا كنت موسيقياً، فقد يكون هدفك عزف مقطوعة جديدة، ونظامك في هذه الحالة هو عدد المرات التي تتدرب فيها، وكيف تقسم الخطوات الصعبة وتتعامل معها، وكيف ستتلقى التغذية الراجعة من مدربك.

إذا كنت تريد الحصول على أفضل النتائج، فيجب عليك أن تنسى تحديد الأهداف، وتركِّز على نظامك بدلاً من ذلك.

أحد الأسباب الرئيسة التي دفعتني إلى تأليف كتاب العادات الذرية، هو منح الناس نظاماً يمكنهم استخدامه – سواءً فشلوا في الماضي أم لا – وذلك لبناء عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة، وهذه هي الفكرة الأساسية المتعلقة بالقوانين الأربعة لتغيير السلوك التي تحدَّثت عنها في الكتاب، فهي تمنح الناس نظاماً محدداً يمكنهم استخدامه لتحسين عاداتهم.

ما هي العادات الأكثر شيوعاً التي يرغب الناس في تغييرها وكيف يساعدهم هذا الكتاب على تغييرها؟

يعتمد الأمر على الشخص بالطبع، ولكنَّ معظم العادات التي أسمع عنها تتعلق بالصحة والمال والإنتاجية، ولحسن الحظ، فإنَّ الاستراتيجيات التي تحدثت عنها في كتاب العادات الذرية تلائم أية عادة وأي شخص يبحث عن نظام تدريجي للتحسين.

لقد بدأت بتقسيم العادة إلى أربعة أجزاء أساسية: الإشارة إليها، والرغبة في تغييرها، والاستجابة، والمكافأة، ومن خلال تقسيم العادة إلى هذه المراحل، يمكنك الحصول على فكرة أفضل تتعلق بالأمور التي يجب أن تركز عليها أو تعديل عادة معينة.

لقد تحدَّثت عن هذه المراحل الأربع بالتفصيل في الكتاب، لكنَّني سأذكر خطوة هامة وهي: التأكيد على أهمية إيجاد عادات قائمة على أساس الهوية.

يبدأ معظم الناس عملية التغيير بالتفكير في النتائج التي يريدون تحقيقها، مثلاً: ما مقدار الوزن الذي أريد فقدانه؟ كم من المال أريد أن أكسب؟، لكنَّني أعتقد أنَّه من المفيد غالباً التركيز على نوع الشخصية التي ترغب في اكتسابها؛ أي هويتك.

إنَّ تغيير السلوك الحقيقي هو تغيير الهوية؛ حيث يمكن لأي شخص إقناع نفسه بزيارة صالة الألعاب الرياضية، أو تناول الطعام الصحي مرة أو مرتين، ولكن إذا لم تغيِّر الفكرة الكامنة وراء سلوكك، فمن الصعب عليك الالتزام بالتغييرات طويلة الأمد، ويوضح لك إطار العمل الخاص بي ضمن هذا الكتاب طريقة بناء عادات تساعدك على أن تصبح الشخص الذي ترغب أن تكونه.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!