في مواقف كثيرة نجد بعض الآباء و الأمهات عاجزين عن منع الأطفال من إزعاجهم أو حتى إزعاج غيرهم , و ربما يرجع هذا لقلة خبرة الوالدين التربوية , فيجدوا أنفسهم بدون تفكير يعاقبوا الطفل الذي ربما يلجأ للإزعاج لأنه لا يجد شئ يفعله و لهذا تعرفوا معنا على هذه الحيل.
ألعاب الطوارئ:
في كثير من الأوقات يكون الملل هو بطل القصة لأنه هو الذي يدفع الأطفال للتصرف بغرابة و فعل أشياء خطأ مما يزعج الوالدين و باقي أفراد الأسرة , فعقول الأطفال مازالت غير كاملة النضج فإن لم يجد الطفل ما يفعله و يشغل وقته سيطلق لتفكيره و تصوره العنان ليجد أي شئ يملاء به وقت فراغه , و ربما يفكر في أشياء كارثية و ليست فقط مزعجة , لذا على الأسرة أن تحاول إحتواء الموقف و تجهز ألعاب أو أفكار للطوارئ لا تستخدم كل يوم و هذا يجعلها مشوقة للطفل أكثر , ففي أي وقت تشعر الأسرة إن الطفل لم يجد ما يفعله أو سيبدأ في إزعاج غيره عليها توجيهه فورا لألعاب الطوارئ.
هل جربتم هذا الشعور؟
فنحن كبالغين إن عشنا أي موقف شعرنا خلاله بالملل يكون شعور لا نحسد عليه أبدا , فإحساس الملل و عدم وجود شئ لنفعله بالفعل إحساس غير جيد بالمرة , لذا فإلتمسوا لهم بعض الأعزار و لا تعاقبوهم بشدة على الأشياء التي يفعلوها لإزعاج غيرهم من باب الإحساس بالملل بل عليكم أخذ شعورهم السئ بالملل و الفراغ بعين الإعتبار.
حل مناسب:
الحل المناسب في مثل هذه المواقف و التي يحدث فيها تصرف مزعج من الطفل لأنه يشعر بالملل و الفراغ يكون إيجاد شئ للطفل ليتفحصه , أي شئ لم تره عين الطفل من قبل سيكون جذاب له حتى لو ورقة أو كرتونة لجهاز قديم , فالأطفال بطبيعتهم لديهم حب إستطلاع و شغف لأي شئ جديد فلو عودناهم على شغل وقت فراغهم في إستكشاف أي شئ جديد لم يعرفوه من قبل سنفيدهم , و أيضا سنقضي على التصرفات المزعجة قبل أن تبدأ , و بالتأكيد لابد من مراعاة سن الطفل الذي سنقدم له شئ لشغل وقت فراغه , فمثلا طفل العامين يمكن أن يجذب إنتباهه قصة ملونة أو لعبة جديدة , لكن طفل الخمس سنوات مثلا ينجذب لما هو أكبر و أعمق في الجانب المعرفي و ليس مجرد ورقة ملونة , وأيضا نراعي إهتمامات الطفل , فالطفل الذي يهتم مثلا بتصليح الأشياء يمكن أن نعطيه مفك حقيقي صغير و لعبة مكسورة , أما الطفل الذي يهتم بالقصص و الكلمات المتقاطعة يمكن أن نقدم له قصة جديدة , و هكذا كلا حسب إهتماماته حتى نكون متأكدين من أن ما نقدمه للطفل سيجذب إنتباهه فعلا و لن يعود و يزعجنا مرة أخرى.
و في النهاية نتمنى من كل أسرة أن تحتوى طفلها أكثر من أنها تحاول التخلص من إزعاجه , و تذكروا دائما أن أطفالنا هم نتاج ما نربيهم عليه , فهم منذ صغرهم لم يروا أو يتعلموا من أحد أخر غير الأب و الأم فلا تزرعوا الشوك و تريدوا في النهاية أن تحصدوا الورد , نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات و النصائح التربوية , و أنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان: “هل لديك طفل عنيد؟” , و للمزيد من المقالات التربوية تابعونا في قسم تربية الأبناء و نسعد دائما بتعليقاتكم و أسئلتكم.