ويحذر الخبراء من لجوء عدد كبير من المرضى إلى التداوي بالأعشاب دون تشخيص المرض، كما ينبهون إلى خطورة تلك المواد التي تحتوي على مواد سامة ربما تودي بحياة من يتناولها.

ويحث الخبراء المرضى على عدم التداوي بالأعشاب دون الخضوع للتشخيص لمعرفة نوع المرض، لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع الضغط ومرضى السرطان والالتهاب الكبدي.

وكشف تقرير أعدته لجنة الأمن الصحي بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان) اطلع “موقع سكاي نيوز عربية” على نسخة منه، أن الأدوية الأكثر استهلاكا تتسم بالغلاء مقارنة مع دول الجوار، خاصة الأدوية التي تستعمل في علاج الأمراض المزمنة.

وتحدث التقرير عن مشاكل كثيرة في السياسة الدوائية بالبلاد، منها غلاء تكلفة العلاج مقارنة بالقدرة الشرائية، مما يدفع بعض الأسر إلى التوجه مباشرة إلى الصيدليات دون وصفة طبية، أو استعمال الأعشاب والمستحضرات الطبيعية بديلا للدواء.

وسجل التقرير الإقبال الضعيف على وصف الدواء الجنيس من طرف الأطباء والتشكيك في جودته، فضلا عن فرض الضرائب على بعض الأدوية التي تستعمل بكثرة والباهظة التكلفة.

والمقصود بالدواء الجنيس هو الدواء الذي يحمل نفس مواصفات دواء أصلي محمي بموجب حقوق الملكية الفكرية، لكنه يؤدي مفعولا علاجيا مشابها أو مطابقا، فيما يمتاز بسعره المنخفض.

عادة قديمة

وفيما يتعلق باقتناء بعض المرضى في المغرب للأعشاب بدل الأدوية لارتفاع أثمنتها، قال حمزة اكديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة في حديث لـ “موقع سكاي نيوز عربية”، ” منذ القدم يلجأ المواطنون إلى الأعشاب، وأظن أن العدد بدأ ينخفض”.

ونبه اكديرة من خطورة تناول الأعشاب لما لها من نتائج سلبية على الإنسان، حيث يمكن أن تؤدي أحيانا إلى الوفاة، مشددا على ضرورة اقتناء الأدوية من الصيادلة مع تسليم وصفة الطبيب إلى الصيدلاني.

أما بخصوص الدواء الجنيس، فأكد رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، أن الدواء الجنيس يشبه الدواء الأصلي، مشيرا إلى أن وزارة الصحة تنظم حملة في هذا الصدد توضح من خلالها للمواطنين فعالية الدواء الجنيس.

ولفت الصيدلاني ذاته، أن المغرب اليوم اكتسب تجربة عالية في صناعة الدواء، وأصبح يصنع ما بين 60 إلى 70 في المائة محليا، ويصدر نسبة 10 في المائة من الصناعة المحلية إلى أوروبا وإفريقيا.

من جهته، أكد الطيب حمضي طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية في اتصال مع “موقع سكاي نيوز عربية”، أنه أن عند تناول المريض الأعشاب دون تشخيص المرض، فيعرض حياته للخطر.

وأفاد الخبير الصحي، بأن الأشخاص الذين يلجؤون للتداوي بالأعشاب، يمكن أن يتطور مرضهم الذي تتم معالجته بشكل خاطئ.

وأردف الخبير في النظم الصحية، أنه من الوارد أن يكون المريض مصابا بالسرطان، وعند تناول الأعشاب يستفحل المرض وينتشر في باقي أعضاء الجسم، ويمكن أن يتعرض لجلطة دماغية نتيجة إصابته بداء السكري أو ارتفاع في الضغط الدموي، وهو يجهل إصابته بهذه الأمراض المزمنة.

وعلى صعيد آخر، عزا حمضي أسباب لجوء بعض المرضى إلى التداوي بالأعشاب إلى عدم القدرة على شراء الأدوية وزيارة الطبيب وإجراء التحاليل والفحص بالأشعة وغيرها، وأيضا عدم توفره على الإمكانيات من أجل الذهاب إلى المستشفيات والمصحات، بسبب عدم الاستفادة من الضمان الصحي.

ولهذه الأسباب، يدعو الباحث في السياسات، إلى تسهيل استفادة المرضى في المغرب من العلاج سواء عن طريق التطبيب أو المصحة أو الصيدلية أو الفحوص الطبية، “فهذا سيساهم في القطع مع ظاهرة التداوي بالأعشاب”.

مخاطر التداوي الذتي

أما ضعف اقتناء المغاربة للأدوية الجنيسة، فيعزوه حمضي إلى عدم طلب المريض لتلك الأدوية، حيث يتوجه إلى الصيدلية بناء على وصفة الطبيب التي تضم أدوية أصلية فقط، وفي غالب الأحيان يطلب المواطن من الصيدلي دواء معينا دون الاستعانة بوصفة طبية، وذلك عن طريق ما يسمى بالعلاج أو التداوي الذاتي، الذي يعتبر أمرا خطيرا.

وأوضح المتحدث، أم الأدوية الجنيسة لها الفعالية نفسها التي توجد في الأدوية الأصلية، كما لها أيضا درجة الأمان نفسها.

وحمل حمضي، مسؤولية عدم اقتناء المرضى في المغرب للأدوية الجنيسة إلى الأطباء، لأنهم يقدمون وصفات طبية تتضمن أدوية أصلية أكثر من الجنيسة، والشيء نفسه بالنسبة إلى الصيادلة الذين يعرضون الأدوية الأصلية أكثر من الجنيسة.