وفي تقدير محلل سياسي باكستاني تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن الحكومة قد تضطر لقبول شروط “قاسية” من صندوق النقد الدولي خلال مفاوضاتها معه للحصول على قرض لاستيراد احتياجات البلاد من الطاقة؛ ما قد يؤدي لزيادة التضخم والاحتقان السياسي.

لجنة تحقيق

أعلنت وزارة الطاقة الاتحادية في بيان أن عطلا كبيرا في شبكة الكهرباء تسبب في انقطاع الكهرباء على مستوى البلاد “لفقد الترددات؛ ما تسبب في حدوث عطل كبير. وهناك عمل سريع لإصلاح الشبكة”.

وسريعا، أمر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بتشكيل لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في سبب انهيار الشبكة، ووجَّه بإعادة التيار الكهربائي على الفور.

أزمة متكررة

• عانت شبكة التوليد والتوزيع من 8 أعطال كبرى على مستوى باكستان السنوات التسع الماضية.

• في عامي 2014 و2017 كان سبب انقطاع التيار في جميع أنحاء البلاد هو عطل في محطة كهرباء تاربيلا، بينما تم إلقاء اللوم على الضباب وتغير التردد في الأعطال في 2015 و2018 و2019 و2021 و2022 و2023.

• في أكتوبر الماضي، تعرضت كراتشي وحيدر أباد وسكور وكويتا وفيصل أباد لانقطاع التيار الكهربائي.

وتعاني باكستان نقصا في الطاقة منذ زمن طويل، لكن مشاكلها في هذا المجال تفاقمت بسبب ارتفاع أسعار الطاقة العالمية على خلفية الحرب في أوكرانيا.

نقص النفط والاستقرار

المحلل السياسي الباكستاني، جواد رانا، يصف ما حدث بأنه “مشكلة فنية” في وقت تعاني منه باكستان من نقص إمدادات النفط اللازمة لتوليد الطاقة الكهربائية، وهو أمر قد يتسبب في زعزعة استقرار البلاد.

ويضرب رانا أمثلة، بأن الحكومة قد تضطر لقبول شروط صندوق النقد الدولي القاسية من أجل الحصول على القرض الذي تطلبه لتدفع ثمن واردات الطاقة؛ ما يعني مزيدا من التضخم والضغوط على الميزانية.

وتشهد باكستان أزمة اقتصادية حادة، منها تراجع الاحتياطيات الأجنبية التي بلغت حالة الطوارئ، بحسب رانا، والذي يتوقع أن “الأمور يبدو أنها تسير نحو الأسوأ، ولا نعرف ما هو شكل الأحداث الأسابيع المقبلة”.

المحلل السياسي يطالب الحكومة بالدعوة لانتخابات مبكرة لإنهاء التوتر السياسي؛ وبالتالي جذب المستثمرين، قائلا إن “حالة عدم اليقين السياسي هي أرض خصبة للمشاكل الاقتصادية التي تشهدها البد منذ العام الماضي”، في إشارة إلى الخلافات الحادة بين الحكومة وبين المعارضة التي يقودها رئيس الوزراء السابق عمران خان.

تحرك حكومي

من ناحيتها، اتخذت الحكومة خطوة للأمام، بالاتفاق مع روسيا على استيراد النفط والغاز.

وجاء في بيان باكستاني روسي مشترك، الجمعة، أن إسلام أباد ستبدأ استيراد النفط والغاز من موسكو مارس المقبل بشروط تضمن “منفعة اقتصادية متبادلة” لكلا الطرفين.

وسبق أن أعلنت حكومة باكستان أوائل ديسمبر أن روسيا وافقت على تصدير النفط إليها بسعر مخفض.

انقطاع الإنترنت والهاتف

  • ذكرت وزارة الطاقة في باكستان أن انقطاعات الكهرباء تضررت منها مصانع ومدارس ومستشفيات في كل المدن الكبرى.
  • كما تأثرت خدمات الهاتف المحمول والإنترنت، ووجهت هيئة الاتصالات الباكستانية (PTA) في بيان الشركات لضمان الخدمات من خلال تزويد المولدات بالوقود في أقصى عدد من المواقع المتضررة.
  • وعلى مستوى الإنترنت، ذكرت شبكة NetBlocks أن بيانات شبكتها أظهرت انخفاضًا كبيرًا في الوصول إلى الإنترنت.