ووفق محللين سياسيين، فإنه بعد تراجع فرص السلام فإن “كل شيء ممكن”، راصدين لموقع “سكاي نيوز عربية” أسبابا تدفع روسيا لتوقع الهجوم في أي وقت على موسكو، وتدفع خصومها في الحرب لشن هذا الهجوم.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إجراء تدريبات في موسكو على استخدام منظومة S-300 المضادة للطائرات “لصد الهجمات الجوية على المنشآت العسكرية والإدارية المهمة”.

وشملت التدريبات الدفاعية نشر فرق البطاريات على المجمعات في تشكيلات قتالية، وعند اكتشاف أهداف تشبه الطائرات والصواريخ الباليستية، قامت المدفعية المضادة للطائرات بإطلاق صواريخ إلكترونية. إلا أن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رفض الإجابة على سؤال بشأن ما إذا كانت روسيا تخشى أن تكون موسكو مستهدفة، وأحال السؤال لوزارة الدفاع.

تحركات الخصوم

• تزامن التدريب الروسي مع تعهد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الجمعة، خلال اجتماع ضم ممثلي 50 دولة ومنظمة في ألمانيا بمواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا لمواجهة الجيش الروسي.

• شهدت روسيا في الأشهر الأخيرة هجمات عدة نُسبت إلى أوكرانيا.

• لفت محللون عسكريون إلى تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” يتحدث عن قلق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من استهداف موسكو بالصواريخ، مستدلين بنشر روسيا منظومة “بانتسير” على بعد 10 كيلومترات من مقر إقامته في نوفو أوجاريوفو قرب العاصمة.

• مشاركة بطارية من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز (S-300 (SAM، يفسر تحسبات الروس لتعرض عاصمتهم لضربات بعد الدعم الأميركي لكييف بصواريخ “باتريوت”.

سياسة “خطوة بخطوة”

لا يستعبد الباحث المتخصص في الشأن الدولي، أحمد سلطان، تعرض موسكو لضربات صاروخية، وإن كان ليس الآن، لافتا إلى أن كل شيء وارد في الحرب بعد تراجع فرص السلام.

ويُرجع توقعاته باستهداف موسكو إلى سياسة “الخطوة خطوة” التي تتبعها واشنطن منذ اندلاع الحرب فبراير الماضي.

ويضيف: “بدأت واشنطن بمحاصرة روسيا بعقوبات اقتصادية وحصار سياسي وإعلامي، ثم تغذية كييف بأسلحة ثقيلة، ومؤخرا إعلنت قرب فرض عقوبات على مجموعة “فاغنر” المسلحة الروسية التي تشارك مع الجيش الروسي في القتال، وحققت نجاحات في معركة سوليدار”.

ويسرد سلطان أسبابا يراها تدلل على تخوف روسيا من استهداف العاصمة:

• تعهد دول بحلف الناتو بتقديم أسلحة ثقيلة لكييف.

• مطالبة كييف لحلفاءها بتسليمها أسلحة بعيدة المدى لضرب عمق الخطوط الإمداد العسكري الروسية.

• نشر موسكو لأنظمة “بانتسير إس-1” المصممة لاعتراض صواريخ كروز والصواريخ الباليستية، ونصب المنظومة قرب مبنى تابع لوزارة الدفاع، وأخرى على سطح مبنى في وسط العاصمة.

• رسالة ضمنية من بوتين إلى القوميين الروس بأن وزارة الدفاع تتخذ الإجراءات المناسبة للحماية في حالة الحرب.

“صمود أوكراني”

“الوضع في روسيا متأزم”.. بتلك الكلمات فسَّر لمايكولا بيليسكوف، الزميل الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الإستراتيجية، تحركات موسكو لنشر صواريخ وتأمين العاصمة بعد استهداف كييف العمق الروسي والقرم عدة مرات، منها:

• استهداف قاعدة عسكرية روسية في العمق؛ ما يؤشر لقدرة كييف مستقبلا على شن ضربات بعيدة المدى.

• تعرضت روسيا لهجمات تخريب بنى تحتية وضربات بطائرات مسيرة وأخرى مدفعية على مناطق حدودية مع أوكرانيا.

وبحسب بيليسكوف، فإن أوكرانيا أعطت روسيا درسًا قاسيًا، وهو أنها صامدة أمام أسلحة موسكو حتى الآن، بخلاف التحضير لهجوم مضاد قريبًا.

واستشهد على هذا “الصمود” بانسحاب الجيش الروسي من خيرسون، جنوبي أوكرانيا، وعدم قدرته على استعادتها.