وأعلن اتحاد كرة القدم في بيان رسمي نشره السبت الماضي أنه قرر تجميد عضوية هلال الشابة وإنزاله إلى الدرجة الرابعة لعدم تسوية ملف انخراطه وعدم دفع مبالغ الخطايا المالية الصادرة بحقه في الآجال التي انتهت يوم 30 سبتمبر الماضي.

وفي وقت لاحق نشر الاتحاد بيانا ثانيا أكد فيه أنه سيتم سد الشغور الحاصل في عدد أندية دوري الدرجة الأولى (14 فريقا) من خلال إقامة دورة مصغرة تجمع بين أربعة أندية في أواخر شهر أكتوبر الجاري على أن يصعد في أعقابها الفريق صاحب المركز الأول إلى الدوري الممتاز لتعويض هلال الشابة.

وفجر قرار اتحاد الكرة أزمة غير مسبوقة في الساحة الرياضية قبل أن يتسبب في اندلاع أعمال عنف وفوضى واحتجاجات عارمة هزت مدينة الشابة وعدد من المناطق المجاورة مطالبة اتحاد الكرة بالتراجع عن قراراته.

وعمد المئات من مشجعي النادي ومتساكني المدينة إلى غلق الطريق التي تربط المدينة بالمناطق المجاورة واشعلوا إطارات السيارات، تنديدا بالقرار الذي اعتبروه جائرا في حق ناديهم ومحاولة من اتحاد الكرة لإرغامه على الانصياع لقراراته والولاء له.

استقالة رئيس البلدية

وفي سياق متصل أعلن رئيس بلدية الشابة حسين النصري استقالته من منصبه، احتجاجا على القرارات التي وصفها بالصادمة والجائرة في حق النادي ولاعبيه الشبان.

وقال النصري لإذاعة شمس آف آم: “قرار إنزال هلال الشابة للدرجة السفلى هو محاولة لتحطيم هذا النادي وإجهاض أحلام الشباب هنا من المولعين بكرة القدم والمنتشين بالنتائج المتميزة التي حققها ناديهم في أول موسم له في الدوري الممتاز”.

وتابع أن “منطقة الشابة تعيش حاليا في عزلة تامة وخطر محدق، وأن قرار اتحاد الكرة منع المجلس البلدي من إدارة الشأن المحلي وشل كل الأنشطة الإدارية والاقتصادية والخدماتية في المدينة”.

وكان عدد من المستشارين في بلدية الشابة لوحوا بالاستقالة مطالبين بالعدول عن قرار تجميد عضوية النادي وإنزاله لدوري الدرجة الرابعة للهواة.

رئيس النادي:”ثمن رفض الخضوع”

بدوره اعتبر رئيس هلال الشابة توفيق المكشر أن “فريقه دفع باهضا ثمن عدم إعلان ولائه وخضوعه لسلطة رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء وأن معاقبة الهلال بإنزاله للدرجة الرابعة يعد عقوبة تاريخية وغير مسبوقة ومؤشرا خطيرا على سعي الاتحاد إلى وأد أحلام ما يناهز 500 شاب من المدينة ممن يمارسون الرياضة وكرة القدم بالخصوص.

وقال المكشر في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”: “الاتحاد تذرع بأن نادينا لم يدفع معاليم انخراطه للمشاركة في المسابقات التي ينظمها للموسم القادم ولكنه كان بإمكانه الاستجابة لطلبنا القائم على جدولة الديون واقتطاع معاليم الانخراط من حصة عائداتنا من النقل التلفزيوني للمباريات”.

وتابع رئيس الهلال” نعلم جيدا أن القرار انتقامي وشخصي فعديد الأندية الأخرى لم تسو ملفات انخراطها ورغم ذلك لم يتم التعرض لها بأية عقوبة، سندافع عن حق فريقنا في المحكمة الرياضية الدولية وسنكسب هذه المعركة مع اتحاد الكرة”.

“تطبيق القانون”

في المقابل، اعتبر عضو مجلس اتحاد الكرة هشام الذيب أن الاتحاد طبق القانون بحذافيره قبل اتخاذ قرار تجميد مشاركة هلال الشابة وإنزاله للقسم الأسفل.

وقال الذيب في تصريحات إذاعية: “منحنا النادي مهلة كافية لتسوية وضعيته الإدارية ولكننا لم نجد تجاوبا من مجلس إدارته، قرار العقوبة كان أمرا لا بد منه، لم نظلم أي ناد والقانون فوق الجميع.”

وكان رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي صرح على هامش حديث أدلى به للتلفزيون العمومي مساء الأحد أنه يتفهم غضب واحتجاج جماهير نادي هلال الشابة ولكنه يأسف لحدوث أعمال عنف وتخريب وفوضى في المدينة.

وحول ما إذا كانت الحكومة التونسية ستتدخل في شأن العقوبات الأخيرة أم لا، قال المشيشي: “لا يمكن أن نتدخل في قرارات الهياكل الرياضية، هناك مسارات قانونية للطعن في هذه العقوبة دون تدخل حكومي”.

من جهتها، عبرت اللجنة التونسية الأولمبية عن قلقها إزاء ما آلت إليه الأوضاع في كرة القدم وما شهدته العلاقة بين الاتحاد وهلال الشابة من لي ذراع وتوتر لن يفيد أيا من الطرفين بل هو مؤشر لتصعيد خطير بينهما.