تفاصيل الهجوم
قائمقام قضاء الخالص بمحافظة ديالى، عدي الخدران، كشف تفاصيل الهجوم الإرهابي على قرية البو بالي، الذي راح ضحيته 11 مدنيا ما بين قتيل وجريح .
التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء العراقية، جاء فيها:
- “مجموعة إرهابيين يستقلون دراجات نارية هاجموا قرية البو بالي، التي تقع في أطراف قضاء الخالص، من 3 محاور، في الساعة الثامنة والنصف مساء.
- “القرية تعد من القرى الزراعية ويقطنها مزارعون. العشرات من الأهالي هبوا للتصدي للهجوم الإرهابي، وكان بعضهم غير مسلح”.
- “العملية الإرهابية التي استمرت لمدة نصف ساعة، أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 3، من بينهم شخص بجروح بليغة”.
- “القوات الأمنية تجري عمليات تفتيش بحثا عن الإرهابيين”.
- “هناك أشخاص مشتبه بهم يمكن التحقق معهم لمعرفة الجناة، وهناك بؤر إرهابية قريبة من القرية لم تتم معالجتها سابقا”.
ماذا يقول مراقبون؟
رأى مراقبون أن “وقوع هجومين كبيرين في كركوك وديالى على التوالي خلال يومي الأحد والإثنين، وراح ضحيتهما عشرات القتلى والجرحى، هو مؤشر خطير على أن التنظيم الإرهابي يسعى لتوسيع نطاق عملياته مجددا في العراق، والتي تستهدف العسكريين كما حصل في هجوم كركوك والمدنيين كما حصل في هجوم ديالى”.
وحذروا من أن “داعش يسعى للعودة وبقوة في محافظات العراق التي كان ينشط فيها سابقا، إبان سيطرته على مناطق واسعة من البلاد بين عامي 2014 و2017”.
ما المطلوب؟.. لتدارك هذا الخطر الداهم، قال مراقبون إنه لا بد من “تكثيف ومراجعة الخطط الأمنية، وتوسيع رقعة العمليات الاستباقية الاستخبارية والعسكرية ضد أوكار التنظيم وخلاياه النائمة في المناطق التي تتواجد فيها تلك الفلول، من ديالى شرقا مرورا بصلاح الدين وكركوك، وصولا إلى نينوى والأنبار غربا، وعبر الحدود العراقية السورية” .
لماذا يعود داعش؟
الكاتب والباحث السياسي العراقي، علي البيدر، قال في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”:
- “الحكومات العراقية المتعاقبة لم تعالج الأسباب التي تمكن الحركات الإرهابية كتنظيم داعش من الظهور والتواجد بالبلاد، والذي وإن كان فاقدا للحواضن الاجتماعية عامة، فإنه قادر على استقطاب عناصر ومتعاونين، علانية في صفوفه أو كخلايا نائمة”.
- “ما يحصل من خروقات أمنية ومن تزايد للعمليات الإرهابية لداعش، هو نتاج طبيعي لعدم قدرة الحكومة العراقية على طي صفحة التنظيم تماما، وغلق هذا الملف النازف“.
- “رغم أن عدد القوات العسكرية والأمنية العراقية بمختلف تشكيلاتها، يبلغ نحو مليون وربع المليون، فإن هناك مناطق عديدة في البلاد لا تزال عصية على تلك القوات، وتشكل مرتعا للدواعش، كما هو الحال في جبال مخمور وقاطع حمرين وصحاري الأنبار وبساتين الطارمية بمحافظة بغداد”.
- “النتيجة هي أن العراقيين، مدنيين وعسكريين، يذهبون ضحية هذه العصابات الإرهابية، كما حدث في كركوك الأحد وفي ديالى الإثنين”.
“من يدري ربما هناك قوى كبرى أقوى من الدولة حتى تريد بقاء داعش كورقة لمنع استقرار العراق وتعافيه”.. علي البيدر.
نظرية المؤامرة
الكاتب والباحث السياسي العراقي، استطرد في حواره مع موقع “سكاي نيوز عربية”، بالقول:
- “ما يحدث من إرهاصات عودة داعش، يدفعنا للركون لنظرية المؤامرة، فمن يدري ربما هناك قوى كبرى أقوى من الدولة حتى، تريد بقاء داعش كورقة لمنع استقرار العراق وتعافيه، وعرقلة جهود القضاء التام عليه” .
- “يبقى القضاء على الإرهاب عملية معقدة تتطلب جهودا كبيرة ودؤوبة لتجفيف منابعه، والتصدي فكريا وقيميا له، وليس فقط عسكريا وأمنيا”.
- “صحيح أن الدولة أنفقت مليارات الدولارات لمحاربة الإرهاب في الجوانب العسكرية البحتة، لكنها لم تنفق دينارا واحدا لمقارعته على الصعيد الفكري، والنتيجة ما نشهده من انتعاش الدواعش وتزايد وتيرة جرائمهم“.
اعتبارات التضاريس والمناخ
واختتم البيدر حديثه بالتطرق إلى “اعتبارات التضاريس”، قائلا: “داعش يستغل جملة عوامل لإعادة تنظيم صفوفه والتحرك في مناطق عراقية بعينها، تبعا بالدرجة الأولى لاعتبارات التضاريس الجغرافية الصعبة، حيث تؤمن الجبال والبساتين والأحراش وأعماق الصحاري بيئات ملائمة لعناصره للتحصن فيها والتمويه”.
وتابع: “كما يوظف التنظيم الطبيعة المناخية في تلك المناطق لخدمة أهدافه، حيث كثيرا ما يستغل تقلبات الطقس وظواهره، من ضباب وغيار وأمطار، للتغطية على تحركاته وتسهيلها”.