ويرى هؤلاء أن علاء يمكن أن يلعب دورا في عودة شعبية العدالة والتنمية في المحافظات الكردية، بعد ارتفاع شعبية أحزاب أحمد داوودأوغلو وعلي باباجان في تلك المناطق.

وأفيكان علاء هو عضو برلماني عن حزب العدالة والتنمية، سبق له تولي منصب وزير الداخلية بين عامي 2013 و2016، قبل أن يقدم استقالته بعد 6 أسابيع من مسرحية الانقلاب الفاشل في يوليو 2016.

وسبق له أيضا شغل منصب الحاكم في محافظتين تتمتعان بأغلبية كردية، هما باتمان وديار بكر. وكان شخصية رئيسية في عملية السلام التركية مع حزب العمال الكردستاني (جماعة مسلحة صنفتها تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية)، في الفترة بين عامي 2013 و2015.

وأعلن الرئيس التركي الأربعاء الماضي، تعيين وزير الداخلية السابق، علاء، في منصب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية للشؤون الخارجية، خلفا لجودت يلماز، الذي تم تعيينه عضوا في لجنة التخطيط التابعة لوزارة الخزينة والمالية، بقرار من الوزير الجديد لطفي علوان، في إطار التغييرات التي يشهدها الحزب والحكومة في الفترة الحالية.

البحث عن الشعبية

ويراهن أردوغان على وجود علاء، لوقف خسارة حزبه للمزيد من الأصوات الكردية، في أعقاب تحالفه مع حزب الحركة القومي اليميني، والتأثيرات الذي ستحدثها الأحزاب المنشقة عن العدالة والتنمية في المقاطعات الشرقية التركية.

وخلال الانتخابات الأخيرة، انقسمت الأصوات الكردية بالتساوي بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، الذي يتهمه الحزب الحاكم بالتعامل مع حزب العمال الكردستاني.

صراع داخلي 

وقال المحلل السياسي التركي، فائق بولوت، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن التغييرات الأخيرة التي شهدها حزب العدالة والتنمية تأتي ضمن “الصراع الداخلي بين تيار الصقور وتيار الحمائم”.

وأضاف: “فضل أردوغان إبعاد بعض الأسماء والإتيان بأشخاص جدد، والأمر ليس من أجل الإصلاح بل لتجميل سياساته، ومحاولة لترويج بضاعة سياسية بائرة للشعب. لا أعتقد أنه سيلجأ إلى إحداث تغيير جذري في المنظومة بل مجرد تبادل للأدوار“.

كما اعتبر أن التغييرات في العدالة والتنمية، “تعتبر جزءا من الصراع الداخلي في الحزب، وبسبب فشل السياسات الاقتصادية والمالية التي يتبعها“.

من جانبه، رأى رئيس مركز استطلاعات الرأي التركي “أوراسيا” كمال أوزكيراز، أن قرارات أردوغان الأخيرة “تهدف إلى تلافي الانقسامات التي تهدد حزب العدالة والتنمية، خاصة بعد صعود نجم حزب المستقبل الذي أسسه أحمد داودأوغلو”.

وحول تعيين علاء في منصب نائب رئيس الحزب، قال بولوت أن علاء “مطلع بشكل جيد على القضية الكردية، ويحظى بشعبية في أوساط الأكراد، والرئيس الأميركي المنتخب بايدن، يريد حل أزمات الأكراد في شمال سوريا وداخل تركيا، وقد يساعد علاء في هذا الإطار”.

وتابع: “لكن السياسة الأميركية مؤسساتية، ولا يمكن أن تضغط بشكل قوي على أردوغان لتجبره على حل المسألة الكردية رغما عنه“.

ويتفق أوزكيراز مع هذا الرأي، إذ قال في تصريحات لصحيفة “جون بويو” التركية، إن اختيار علاء، “بمثابة خطوة لوقف صعود حزب المستقبل في الشرق والجنوب الشرقي للبلاد”، موضحا أن مهمة علاء هي “إعادة الروابط بين الأكراد المتدينين وأردوغان”.

وأضاف موضحا: “من الواضح أن أردوغان يرى أن هناك صعودا مذهلا لحزب المستقبل بين الأكراد المتدينين الذين يعيشون في الجنوب الشرقي والشرق”.

وحذر بولوت، من أن تحركات علاء في الملف الكردي، ستواجه معارضة شديدة من وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو، الذي يمثل جناح الصقور في حزب العدالة والتنمية، والذي لا يروق له التقارب مع الأكراد، وفي نهاية الأمر سيظل القرار النهائي في هذا الملف مرهون بقرار شخصي من أردوغان، الذي في يبقى يده كل السلطات.

وفي تطور متزامن، أعلن زعيم قوات “سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، منذ أيام، استعداده لإجراء محادثات سلام مع تركيا “دون أي شروط مسبقة”، مشيرا إلى أنه “قد يفكر في التوسط بين تركيا وحزب العمال الكردستاني”.