نشرت الحكومة منتهية الولاية، بيانا بشأن اللقاء بين المنفي ووزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، الإثنين، والذي جاء فيه أن رئيس المجلس الرئاسي رفض “أي تمييز تجاه حقوق ليبيا وواجباتها المشروعة”، و”رفض انحياز الجامعة العربية لطرف أو جهة ما”، و”دعاها إلى تعزيز التماسك والوحدة بين الدول الأعضاء”.

تصريحات مغلوطة

نفى مصدر بالمكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي تلك التصريحات جملة وتفصيلا، حيث قال إنّ الكلام المنسوب على لسان المنفي “غير صحيح بالمرة”، وإنه لم يتحدث عن أي شيء في هذا الإطار خلال اللقاء، الذي حضرته أيضًا وزيرة الخارجية بالحكومة منتهية الولاية، نجلاء المنقوش.

تسعى خارجية الحكومة منتهية الولاية إلى توجيه رسائل خاصة ضد الجامعة العربية، وتريد أن تستخدم المنفي بصفته في تحقيق أجندة خاصة، كما أشار المصدر، حيث يحرص المجلس الرئاسي على النأي بنفسه عن التجاذبات والمشاحنات، ويأخذ طريقا وسطا لتحقيق النجاح في ملفات مهمة مثل مشروع المصالحة الوطنية التي يرعاه.

الهجوم على الجامعة العربية

ألقت المنقوش باللوم على الأمانة العامة للجامعة العربية في إخفاق عقد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في طرابلس يوم الأحد الماضي، بل واتهمتها بـ”تعطيل الاجتماع، والانحياز لإحدى الدول الأعضاء، وابتداع شرط غير موجود في ميثاق الجامعة لانعقاد الاجتماع”.

على المستوى الوزاري، لم يحضر هذا الاجتماع سوى الجرندي ووزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، بينما غاب وزراء الخارجية العرب الآخرون، واختارت بعض الدول العربية المشاركة بمندوبين.

تابعت الوزيرة بالحكومة منتهية الولاية حملتها ضد الجامعة العربية قائلة عبر “تويتر” إن فشل اجتماع طرابلس “أعاد تذكرتها بعدم تحقق الحلم العربي”، واصفة الجامعة بـ”العجز” عن تحقيق التضامن العربي.

موقف الجامعة العربية سليم

لكن الميثاق الخاص بجامعة الدول العربية ينص في مادته الحادية عشرة بباب “صحة الانعقاد وقواعد التصويت”، على أن النصاب القانوني لانعقاد اجتماع المجلس الوزاري يستلزم “حضور ثلثي الدول الأعضاء”، كما يوضّح وكيل وزارة الخارجية الليبية الأسبق حسن الصغير، الذي أشار إلى أنه لم يحضر سوى ممثلين عن 7 دول فقط.

يرجع عزوف الدول العربية عن المشاركة في اجتماع طرابلس إلى رؤية الكثير منها الحكومة منتهية الولاية على أنها “لا تمثل الشعب ولا الدولة”، وفق ما يرى الصغير، الذي تعجّب من حديث المنقوش، وتساءل عن ماهية “الحلم العربي” الذي ترى أنها تمثله.

عقد “اللقاء” الذي جرى في طرابلس دون أجندة موضوعات أو قضايا أو جدول أعمال للتشاور، أو حتى بيان ختامي في نهايته، وفق الصغير. وبذلك أخفقت جهود الحكومة منتهية الولاية في إظهار وجود اعتراف عربي بها من قلب العاصمة.