وتسببت الحادثة المؤلمة التي باتت تعرف في مصر باسم “رضيعة الدقهلية” في حالة من الغضب، وتحركت السلطات سريعا للقبض على الجاني.
ووقعت الجريمة التي وثقتها الصور في إحدى قرى محافظة الدقهلية، شمالي مصر، عندما بدأ الأب الذي تجرد من إنسانيته في نزع ملابس رضيعته في الشارع، وكان ينوي حرقها، قبل تدخل الجيران.
وكشف أستاذ القانوني الجنائي بجامعة مدينة السادات المصرية، عماد الفقي، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” عن العقوبة المنتظرة حيال والد الرضيعة التي جردها من ملابسها، قائلا إنها قد تصل إلى السجن المؤبد.
وكانت النيابة العامة المصرية قررت ضبط المتهم، واستُجوبته فيما نُسب إليه من الشروع في قتل المجني عليها وتعريض حياتها للخطر، وأمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وقالت النيابة العامة في بيانها، الأربعاء، إن المتهم أقر بارتكابه الجريمة بسبب ما قال إنه نزاع بينه وبين زوجته ووالدها، معترفا بأنه ارتكب فعلته رغبةً منه في تهديدها.
وقال الفقي، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، إن تحقيقات النيابة العامة لا تزال مستمرة حتى الآن، بيد أن المتهم ارتكب جريمتين، ومن ثمَّ سُتنزل به العقوبة للجريمة الأشد وهي الشروع في القتل.
وأضاف: “عقوبة الجريمة التي ارتكبها الجاني بعد انتهاء التحقيقات لا تختلف عن أمرين، الأول الشروع في القتل العمد المقترن بظرف من الظروف المشددة مثل (سبق الإصرار، والترصد، والاقتران بجناية)، وفي هذه الحالة ستكون عقوبته السجن المؤبد التي تصل لـ25 عاما.
أما إذا انتهت التحقيقات إلى اتهامه بالشروع في القتل العمد، فقط ستكون عقوبته السجن المشدد الذي يتراوح بين 3 إلى 15 عاما، بحسب القانوني.
أقوال الأم
بدورها، قالت والدة الرضيعة، أمال البسيوني، إنها أدلت بشهادتها أمام النيابة، بعد أن قام زوجها بتجريد رضيعتها من ملابسها، وتعريتها أمام المارة وتركها دون ملابس لفترة طويلة، بجانب محاولته حرق الرضيعة بإشعال النيران فيها، قبل أن يتدخل الجيران.
وأضافت لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن زوجها اعتاد الاعتداء عليها خلال الشهور الماضية، مما دفعها إلى اللجوء إلى منزل والدها بسبب تعمده تشويه سمعتها، ووصل الأمر إلى حد دعوى قضائية للطلاق منه.
وأوضحت الفتاة المصرية في التحقيقات أن خلافات نشبت بين والدها وزوجها، قبل أن يحصل على الطفلة ويرتكب جريمته؟.
وأشارت إلى أن زوجها يرفض الاعتراف بابنته، ولم يُسجلها بشكل رسمي إلى الآن، كما يرفض دفع نفقاتها.
وحصل المقطع المصوّر على آلاف المشاهدات خلال اليومين الأخيرين، وسط مطالبات بمعاقبة الأب ومحاسبته قانونيا بشكل رادع.
ويظهر في مقطع الفيديو المتداول أحد الأشخاص يحاول إنقاذ الطفلة، إلا أن والدها يمنعه من الاقتراب منها، وسط صرخات عدد من النسوة واستغاثات من شرفات المنازل.
تحرك رسمي
ولفت مدير خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للأمومة والطفولة (حكومي)، صبري عثمان، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى تقديم المجلس بلاغ للنائب العام ضد والد الرضيعة، واتهامه بتعريض الطفلة للخطر، وهتك عرضها، والشروع في قتلها.
وقال عثمان إن وحدة التواصل الاجتماعي بخط نجدة الطفل رصدوا مقطعا مصورا في صباح الأربعاء على موقع “فيسبوك”، لأب يجرد ابنته من ملابسها في الشارع، ويحاول إشعال النيران فيها.
وعلى الفور توصل العاملون في الخط إلى والدة الطفلة التي تقطن في قرية بنوب بمحافظة الدقهلية، لتكشف عن نشوب خلافات مع زوجها، مما استدعى ترك منزل الزوجية والذهاب لمنزل أسرتها، ليذهب إليها وتحدث مشادة بينهما وينتزع منها الرضيعة ويرتكب الواقعة المصوّرة.
وأضاف مدير خط نجدة الطفل أن بعض الجيران وأهالي المنطقة تدخلوا لإنقاذ الرضيعة وحاول تخليصها من يد والدها، لكنهم فشلوا أكثر من مرة، خاصة أنه يشتهر في قريته بأعمال العنف والبلطجة، لكنهم في النهاية حصلوا على الطفلة وأعادوها إلى والدتها.
ولفت إلى أن الأم لم تتخذ أي إجراء قانوني بشكل منفرد خشية من تعرضها للأذى على يد زوجها، لكن المجلس تقدم بالفعل ببلاغ للنائب العام وأحاله بدوره إلى نيابة طلخا بمحافظة الدقهلية، والتي فتحت تحقيقات في الواقعة، واستمعت إلى أقوال والدة الطفلة وتم ضبط زوجها وحبسه احتياطياً.
وقال عثمان إن “الواقعة تتضمن تعريض الطفلة ذات العامين للخطر بعد نزع ملابسها وسط موجة الصقيع الحالية التي تضرب البلاد، إضافة إلى هتك عرضها لأنه قام بتعريتها في الشارع أمام المارة، بجانب أن الجريمة تشكل شروعًا في قتل لأنه وفق حديث الأم، بدأ بإشعال النيران فيها وهناك آثار اشتعال بجزء من ملابسها”.
وأضاف أن “الأب لا يريد إنجاب البنات، كما رفض تسجيلها كنوع من الضغط على والدتها بسبب خلافاتهما الدائمة، وسنساعدها والدتها في تسجيلها واستخراج الأوراق الرسمية مدوّن فيها اسم الزوج”.
وأوضح أن لجنة الحماية العامة تتواصل مع الأم لتقديم الدعم النفسي والصحي لها ولابنتها، إذ تعاني الرضيعة من آلام وحالة صحية سيئة.
وبشكل عام، لفت عثمان إلى ارتفاع معدل الشكاوى من الاعتداء المتكررة من الآباء تجاه ابنائهم، إذ استقبل خط نجدة الطفل نحو 20 ألف بلاغ العام الماضي، ثلثها لجرائم عنف جسدي أو لفظي أو جنسي.