ونظمت السليمانية في حديقة آزادي (الحرية) العامة، وسط المدينة، مهرجان جيان، بهدف تشجيع الناس على شراء المنتجات المحلية بما يسهم في إنعاش الاقتصاد والإنتاج المحليين وتطويرهما، وتقليل الاعتماد تاليا على المنتوجات المستوردة، لا سيما وأن معظم ما يتوفر في أسواق الإقليم من سلع أساسية وكمالية مستوردة هي من تركيا وإيران، نظرا لضعف القاعدة الإنتاجية.

وحضر افتتاح المعرض محافظ السليمانية وممثلون عن مديرية الزراعة في المحافظة وعن غرف التجارة والصناعة واتحادات وهيئات الاستيراد والتصدير، فضلا عن العديد من الفلاحين وممثلي النقابات المهنية والحرفية والشركات والمصانع والمعامل على اختلاف مضامير اختصاصها وانتاجها.

واللافت أن المشهد بدا كاحتفالية قومية حيث أزياء الفتيات والنساء الكرديات التقليدية المزركشة كانت تملأ المكان وسط أجواء خريفية خلابة وعبق المحاصيل الطازجة الفواح.

وقد شملت المعروضات في جلها منتوجات زراعية من فواكه وخضار كالرمان والعنب، إضافة إلى التوابل والبهارات والمخللات والعسل والمربيات والمكسرات، وخاصة تلك التي تشتهر بها منطقة هورمان، بالإضافة للمشغولات اليدوية التراثية والتحفيات، فضلا عن معروضات لمعامل مشتقات الحليب والمياه المعدنية، فيما يشبه لوحة بانورامية جسدت وعرضت مختلف القطاعات الصناعية والزراعية.

وشهدت الأعوام الماضية حملات شعبية لمقاطعة المنتجات والسلع التركية في كردستان العراق، خاصة بعد هجمات “نبع السلام” أواخر العام المنصرم على الأكراد في سوريا، لكن غياب البديل المحلي وعدم توفر سلع منافسة ومشابهة في السوق اضطر المواطنين لشراء المنتج التركي.

ويأمل مهرجان جيان في توفير البديل عن تلك المنتجات التركية، وتحفيز الصناعة الوطنية وغرس ثقافة الافتخار والثقة بالمنتج المحلي لدى المستهلك، بدلا من اللجوء إلى الخارج.

تجدر الإشارة إلى إقامة عدة مهرجانات من هذا القبيل في كردستان العراق سنويا، كمهرجان الرمان الذي يقام في محافظة حلبجة، ومهرجان العسل الطبيعي، وتظهر هذه المبادرات تعاظم الوعي رسميا وشعبيا في إقليم كردستان العراق، لجهة ضرورة الارتقاء بالصناعة والإنتاج المحليين.