وتحقق مقاطع الفيديو المليئة بالمتعة والإيجابية والمعرفة، التي ينتجها “ناس ديلي” ملايين المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أنه يجوب العالم لتصويرها، ومعظمها باللغة الإنجليزية، مما يعني أنها تصل إلى عدد أكبر من المتابعين.

إلا أن فيديو واحدا فقط نشره قبل حوالي 10 أيام، جذب العديد من المشاهدين وأثار الجدل، إذ خصصه للرد على حملة إعلام الإخوان والجزيرة، التي تستهدفه منذ أسابيع وتدعو لمقاطعته.

الحملة التي شنتها قناة الجزيرة استعرت بعد أن أعلن ياسين عن أكاديمية جديدة تحمل اسم “ناس ديلي أكاديمي”، التي تعمل على تدريب الشباب على كيفية رواية قصصهم وإنتاجها بطريقة احترافية على وسائل التواصل الاجتماعي.

فما كان من الإعلام القطري وأتباعه، سوى أن بدأوا حملة على مواقع التواصل، يتهمون فيها نصير بـ”معاداة العرب والعمل مع المخابرات الإسرائيلية ضدهم”، وهو أمر لم يعره نصير اهتماما في البداية.

لكن عندما شاهد فريقه أن الحملة مدفوعة الثمن تنتشر بشكل أسرع على فيسبوك، استوجب الأمر حينها أن يقوم بإنتاج هذا الفيديو الذي حاز على حوالي 8 ملايين مشاهدة حتى الآن.

ولدى سؤاله في حوار مع “سكاي نيوز عربية”، عن السبب الذي دفعه لإنتاج الفيديو الأخير، رغم أنه لا يرد عادة على الانتقادات، قال نصير: “للأسف الحقائق بمجتمعنا العربي غير مهمة، لكن لا بد أن يتغير هذا لأن الحقائق مهمة جدا. إنه أمر يضايقني أن يكون هناك شخص مثلي، يحاول أن يبني سمعة إيجابية ويقدم محتوى إيجابيا، ثم تأتي الجزيرة أو أمثالها بشكل مفاجئ، ويشوهوا سمعته دون أي حقائق. هذا أمر ممنوع ويجب أن يتم إيقافه“.

وعن سبب استهدافه بعد إعلانه خبر تأسيس الأكاديمية، قال مؤسس “ناس ديلي”: “المستهدف هنا هي الفكرة، أن يكون هناك شخص عربي لديه رسالة مختلفة عن رسالتهم، بالإضافة طبعا إلى الفيديوهات التي قدمناها من الإمارات وفلسطين وإسرائيل، التي أصبحت ناس دايلي بعدها هدفا أكبر بالنسبة لهم“.

وتابع: “لا أعتقد أن الأكاديمية أو أنا شخصيا المستهدفان. ناس ديلي أصبحت كبيرة، وهذا الحجم يخيف الجهات التي لديها رسالة مختلفة للمجتمع العربي”.

وعما إذا كانت قناة الجزيرة قد حاولت التواصل معه للتأكد مما إذا كانت المعلومات التي سينشرها صحيحة أم لا، قال نصير: “الصحفي الجيد هو الذي يحاول أن يبحث عن الحقائق، ويتأكد من الشخص الذي يكتب مقالا عنه، لكن مع الأسف لم يتواصل معي أي شخص على الإطلاق من الجزيرة للتأكد مما إذا كانت المعلومات صحيحة أم خاطئة“.

وشدد مؤسس “ناس ديلي” على أن المعلومات التي بثتها الجزيرة كانت “كلها خطأ”، مضيفا: “هذا ما دفعني للتأكد من أنه لا توجد صحافة عريقة في الجزيرة، وهذا شيء غير مقبول بالمجتمع الغربي أو الآسيوي، فلماذا هو مقبول بالمجتمع العربي؟”.

وأضاف: “بفضل التكنولوجيا، أصبح بإمكان شاب في قرية صغيرة أن يرفع صوته ليصبح مساويا لصوت الجزيرة وأمثالها. المستقبل مثير، لأنه لم يعد هناك شيء اسمه الجزيرة تحكي عن المجتمع العربي، أصبحت لدينا القدرة على رفع صوتنا والتعبير عن آرائنا“.

وتابع: “أنا رفعت صوتي ورويت ما حدث لنا مع الجزيرة، و10 ملايين شخص عرفوا الحقائق من ناس ديلي. إذا حتى لو كان من نواجهه هو قناة كالجزيرة التي تملك مئات ملايين الدولارات، فبالنهاية فيديو واحد على شاشة الهاتف الذكي قادر على الوصول إلى مئات ملايين الأشخاص”.

وفيما يتعلق بأكاديمية “ناس ديلي” والهدف منها، أوضح نصير أن 2 في المئة من المحتوى على الإنترنت هو باللغة العربية، فيما تشكل اللغات الإنجليزية والروسية والصينية 98 بالمئة، مضيفا: “مع الأسف في المجتمع العربي ليست لدينا صناعة محتوى بالشكل الكافي”.

وتابع: “الهدف من الأكاديمية مساعدة الشباب العربي على صناعة المحتوى ليكونوا قادرين على رفع أصواتهم. الأكاديمية لا علاقة لها بالسياسة ولا بإسرائيل أو فلسطين أو الإمارات أو سنغافورة أو غيرهم، الهدف هو أن نحسّن العالم”.