ووفقا لتصريح المدعية العامة جيسيكا فونديرشر للوكالة، فإنه “تمت ملاحظة علامات وخز في مهرجانات أو أمسيات أو نوادي ليلية أخرى”.

وأوضحت فونديرشر أن “3 أشخاص فقط ذهبوا إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى لإجراء فحوص، لتحديد ما إذا كان قد تم حقنهم بمادة معينة، وإذا كان الأمر كذلك فما نوع المادة”.

وحتى الآن، اعتقل شخصان في أماكن أخرى من فرنسا من بينهما مشتبه فيه يبلغ من العمر 20 عاما يقيم في مدينة تولون، كجزء من تحقيق قضائي مفتوح بتهمة “العنف المشدد بالسلاح (الحقنة) وعن طريق سبق الإصرار والترصد”، وذلك بعد أن قدم 14 شخصا أيضا شكوى للسبب نفسه مساء الجمعة في المدينة نفسها.

لكن الواقعة لم تكن حكرا على فرنسا، بل أبلغ عن حالات مشابهة في كل من بريطانيا وبلجيكا وهولندا.

وكانت بريطانيا بدأت تشهد هذه الظاهرة منذ العام الماضي حيث رصدت مئات الحالات، لكن تقريرا برلمانيا قال إن هناك نقصا في البيانات للحكم على مدى خطورة الأمر، وفقا لشبكة “سكاي نيوز”.

ما الأعراض التي يصفها الضحايا؟

يتصدر الغثيان والدوخة الأعراض التي تظهر بانتظام في روايات الضحايا لوسائل الإعلام الفرنسية، سواء كانوا رجالا أو نساء مع اضطرابات بصرية وارتفاع درجات حرارة الجسم. فيما لم يشعر الآخرون بأي أعراض، إلا أنهم لاحظوا وجود وخز على الجلد أو ورم دموي صغير.

وتدخل الحوادث الأخيرة ضمن سلسلة وقائع سجلت قبل أشهر في أنحاء فرنسا الأربعة، وحاول المحققون كشف غموضها خصوصا في ظل غياب أي أثر للسرقة أو شكاوى من اعتداء جنسي بعد الحقن، لكن من دون جدوى.

وتضاعفت الحالات منذ منتصف أبريل الماضي، ورصدن مئات الحوادث في مدن رين ونانت وباريس وغرونوبل وبيزييه ومونبلييه وتولوز من دون أن تتمكن مختبرات التحليل من تحديد ما إذا كان قد تم حقن الضحايا بمادة معينة.

وهذا ما يؤكده رئيس قسم السموم في مستشفى كارش بإقليم “أو دو سين” في منطقة “إيل دو فرانس”، البروفيسور جان كلود ألفاريز في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”.

وقال ألفاريز: “حللنا الدم والبول للضحايا، كما قمنا بفحص الشعر. وفي كل هذه العينات لم نجد شيئا”.

ويضيف: “هذا أمر مريب ومحير. لقد أوكل إلى المختبر الذي أشرف عليه تحليل عشرات العينيات، بصفتي خبير علم الأدوية والسموم بمحكمة استئناف فرساي. وبالتنسيق مع باقي المختبرات التي أجرت نفس التحليل، لم يُكشف عن أي أثر لمواد سامة أو مخدرات في أجسام الضحايا. ربما تكون حقنا فارغة”.

دعوة إلى اليقظة

وفي ظل صعوبة الحكم في هذه المرحلة من التحقيق، دعت وزارة الداخلية الفرنسية إلى توخي اليقظة.

ونبهت الضحايا المحتملين إلى سهر الشرطة على سلامتهم وتشجيعهم على تقديم شكوى والقيام بالتحليلات المناسبة في أقرب مستشفى قبل مرور 12 ساعة على الحادث، وذلك من خلال فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي.