فقد أطلقت كوريا الشمالية، الأحد، 8 صواريخ باليستية قصيرة المدى صوب البحر قبالة ساحلها الشرقي، غداة اختتام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أول تدريبات مشتركة بينهما تشمل حاملة طائرات أميركية منذ أكثر من 4 سنوات.

فيما اتهمت أستراليا، الأحد، الجيش الصيني بتعريض سلامة طاقم طائرة عسكرية تابعة لها، للخطر بعدما اعترضتها مقاتلة صينية في أواخر الشهر الماضي فوق بحر الصين الجنوبي. وكشف وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز، أن مقاتلة صينية عمدت في 26 مايو إلى اعتراض طائرة استطلاع أسترالية من طراز بي-8 وقد حلقت على مسافة قريبة وأطلقت بالونات حرارية ثم زادت سرعتها واعترضت مسار الطائرة الأسترالية.

وتابع: “من البديهي أن هذا الأمر بالغ الخطورة”.

ويرى مراقبون أن المناخ الدولي المضطرب بشدة على وقع الأزمة الأوكرانية، يهدد بفتح ملفات وأعشاش دبابير مشابهة في العديد من مناطق وبؤر التوتر والصراع العالمية، وأبرزها، وفقهم، منطقة الإندوباسيفيك ( المحيطين الهندي والهادئ) حيث التنافس على أشده بين اللاعبين الإقليميين والدوليين الكبار، وخاصة واشنطن وبكين.

وحول ذلك، يقول حسن المومني، أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات، في لقاء مع “سكاي نيوز عربية”: “منطقة المحيطين الهادئ والهندي هي منطقة تنافس محموم تاريخيا بين واشنطن وحلفائها الإقليميين هناك وبين بكين وحلفائها، وهي منافسة زادت وتيرتها في ظل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ومع تفجر الحرب الروسية الأوكرانية، رغم أن التوتر في هذا الجزء المتأزم من العالم لطالما كان موجودا وطاغيا، فمشكلة الكوريتين مثلا مشتعلة منذ خمسينيات القرن الماضي”.

ويضيف المومني: “وهكذا فمنذ وصول بايدن للبيت الأبيض دخلت العلاقات الصينية الأميركية مرحلة من التوتر الواضح، ونتذكر هنا المباحثات ضمن سياق الحوار الاستراتيجي بين البلدين في آلاسكا وكيف أنها لم تسفر عن تحقيق اختراق وانفراج في البرودة التي تعصف بعلاقاتهما، ومن ثم طفت على السطح الخلافات أكثر على خلفية تشكيل تحالف أوكوس بين كل من الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، والذي بموجبه تم إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية واستبدالها بغواصات نووية غربية لأستراليا، وهو ما مثل جرس إنذار تنبهت له الصين جيدا، والتي أعتبرت ذلك تطورا خطيرا يهدد أمنها القومي”.

متابعا: “كما وأن تجارب كوريا الشمالية هذه هي حلقة أخرى في سلسلة دبلوماسية التذكير بالحال التي تنتهجها من خلال تجاربها الصاروخية، والتي هي عبارة عن رسائل للأطراف المعنية ومفادها نحن هنا، وهي حتما ليست بمعزل عن تصعيد التوتر الصيني الأميركي في المنطقة عامة”.

ويستدرك أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات: “كما أنه لا يمكن إغفال أن زيارة بايدن الأخيرة لكل من كوريا الجنوبية واليابان، أسهمت بشكل واضح في توتير الأجواء عبر ما تضمنته من مواقف صقورية حيال بكين، وكذلك دور المناورات العسكرية التي قامت بها القوات الأميركية في المنطقة وهذا كله يدفع منطقة المحيطين الهادئ والهندي نحو المزيد من التأزم، والذي لا يمكن فصله عن تجاذبات الأزمة الأوكرانية والضغوط الغربية على الصين لحضها على عدم مساندة روسيا وعدم الوقوف معها”.

ويختم المومني: “صحيح أننا حيال منطقة تنافس استراتيجي قديم، لكن مستويات التصعيد الحالية بين الأطراف المتصارعة فيها وعليها تبلغ مديات ومستويات غير مسبوقة، وهو ما يمثل وجه الخطورة هنا، ولا سيما في ظل اكتظاظها بقوى ولاعبين نوويين”.