والصاروخ الأميركي الملقب بـ”النينجا”، هو صاروخ موجه ذاتيا ودقيق، يقتل أهدافه مثل شفرات السيوف بشكل صامت، ولا يحدث ضجيجا حال إطلاقه، كما يصفه الخبراء العسكريون بـ”القاتل الصامت”.

 

قدرات الصاروخ السري

الصاروخ المستخدم في عملية اغتيال الظواهري، وفقا لوسائل إعلام أميركية، تم تطويره بشكل سري في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، حيث يقتل أهدافه دون الحاجة لإحداث تفجير، بل يقلص مخاطر وقوع إصابات بين المدنيين.

وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن هذا الصاروخ يبدو كنسخة محدثة من الصاروخ “هيل فاير” الذي يثبت على مروحيات “أباتشي” الأميركية القتالية.

وضمن خصائصه أيضا عدم إحداث موجة تفجيرية تصيب على بشكل محدود الهدف، دون إحداث ضرر بالمدنيين أو الممتلكات القريبة من موقع الهجوم، وفقا للصحيفة.

كما أنه يحمل نحو 50 طنا من الشفرات المعدنية الحادة التي تشبه إلى حد كبير “شفرات السيوف” وتخترق السيارات والمباني، وهو ما يجعله قادرا على سحق وتمزيق الأجساد البشرية.

كما تصفه الصحيفة الأميركية، بـ”سلاح سري” تستخدمه وكالة المخابرات المركزية الأميركية والبنتاغون ضد أهداف فردية، وهو من إنتاج شركة “لوكهيد مارتن”، واستخدمت مرتين على الأقل من قبل المخابرات المركزية والبنتاغون خلال السنوات الثلاث الماضية، وكشف النقاب عن تلك الصواريخ في مايو 2019.

وعن خصائصه تقول صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إن صاروخ “AGM-114R9X”، هو “سلاح نينجا السري”، يعتمد على 6 شفرات تشبه السيف، بدلا من الرؤوس الحربية المتفجرة التي تكون بالصواريخ العادية.

وأضافت أن “أميركا استخدمت هذا السلاح في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال، حيث لا يوقع خسائر بين المدنيين عند تنفيذ عمليات تستهدف مطلوبين يحتمون في أماكن سكنية مكتظة”.

من جهته، يقول موقع “ذا وار زون” إن صاروخ “R9X” مصمم للحد من الخسائر غير المقصودة بين المدنيين التي تُحدثها الصواريخ التقليدية الأخرى، التي تدمر أهدافها والبيئة المحيطة بها.

ويضيف: “هذا الصاروخ المدمر، يُطلق عليه “غينيو الطائر” تم استخدامه في قتل نائب زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، أبو الخير المصري، في فبراير 2017، في إدلب السورية”.

كما يُعدّ هذا الصاروخ الذكي حلا سحريا بشكل كبير في أيدي قوات مكافحة الإرهاب، خاصة ضد العناصر التي تستخدم النساء والأطفال كدروع بشرية بحيث يمكن إطلاقه وتوجيهه من طائرة درون.

 

استهدف إرهابيين

صاروخ النينجا، وفق وصف تقارير غربية، يستطيع قتل هدفه بدقة متناهية، ويعد أحد أحدث الأسلحة الأميركية السرية، كما يستطع التسلل والمناورة وإصابة أهدافها من دون أي صوت، ومن هنا أطلق عليه البعض اسم “سلاح النينجا”.

ففي 3 ديسمبر 2019، استهدفت واشنطن عنصريين إرهابيين بطائرة مسيرة على أطراف مدينة الباب بريف حلب الشرقي بسوريا، إذ كان أحدهما هو “فايز العكال” الملقب بـ”أبو سعد الشمالي”، الذي عرف بـ”والي الرقة” في تنظيم “داعش”، والشخص الآخر كان شقيقه ويدعى عزو، وفقا لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.

كما أن الصاروخ تم اختباره واستخدامه بالفعل في استهداف والقضاء على أحد العناصر المتورطة في قتل بحارة أميركيين عام 2000.

ففي اليمن خلال ديسمبر 2019، ظهر الصاروخ، حين قُتل جمال البدوي، أحد قادة تنظيم القاعدة والذي تتّهمه الولايات المتحدة بالوقوف خلف الهجوم على البحارة الأميركيين.

وصواريخ “هيلفاير” دخلت الخدمة العسكرية عام 1994 كصواريخ “أرض-أرض” و”جو-أرض”، وجرى تطويرها في البداية كصواريخ مضادّةٍ للدروع، يتمّ إطلاقها من الطائرات المروحية وتوجيهها باستخدام الليزر الموجّه، خصوصا نظام “Fire and Forget” أي “أطلق النار وانسَ”، وهو نظام توجيهٍ يُستخدم فيه الليزر لتحديد الهدف.

كما يعمل الصاروخ على توجيه نفسه بنفسه بدون أيّ تدخلٍ بشريّ بعد الإطلاق، كما تم تعديلات تلك الصواريخ لتصبح متعدّدة الاستخدامات ليتمّ اعتمادها رسميًّا لاستخدامات الطائرات بدون طيار، مثل طائرات “بريديتور” و”الريبر”.

يقول المحلل العسكري الأميركي بيتر آليكس، إن الجيش الأميركي اعتمد صاروخ “AGM-114 – Hellfire” بشكل واسع لتنفيذ الاغتيالات واستهداف القيادات في تنظيم القاعدة وطالبان، ولاحقا “داعش” وتنظيم الشباب في الصومال.

ويضيف لموقع سكاي نيوز عربية أن “هذا الصاروخ محاط بالسرية، ولا توجد معلومات كثيرة عنه، فالمخابرات الأميركية، تجعله طي الكتمان ولا تفصح كثيرًا بأي معلومات رسمية عنه”.

ويتابع: “طبقا لتقارير غربية، فإنه يهدف إلى تنفيذ اغتيال دون التسبّب بأي خسائر ثانوية بالأرواح أو الممتلكات التي يحدثها انفجار الصاروخ التقليدي، لكن ذلك يتطلب توفر معلوماتٍ دقيقةٍ عن الهدف ومحيطه”، مشيرًا إلى أنه “يقتل أهدافه بشفرات كالسيف بدلًا من الرؤوس الحربية تمزق أجساد الأشخاص المستهدفة”.