وكان ميسي قد أبلغ برشلونة رسميا، برغبته بالرحيل عن الفريق هذا الصيف، إلا أنه عدل عن قراره الجمعة، مشيرا إلى أنه سيبقى مع الفريق، لكنه غير راض بشأن كل ما يدور في أروقة النادي.

ومن خلال حديث ميسي في المقابلة التي امتدت لأكثر من 18 دقيقة، كشف اللاعب الأرجنتيني عن أمور كثيرة، وكانت هناك أمور بين السطور، كشفت لنا بعض من الخفايا التي لم يتناولها “البرغوث” بشكل مباشر.

مشاكل في غرفة الملابس

من المعروف أن الأجواء الداخلية في برشلونة جيدة، خاصة بين اللاعبين، وأن المشكلة الرئيسية هي بين ميسي وزملائه وبين الإدارة، إلا أن حديث ميسي قد يشير لمشاكل “خفية” في غرفة الملابس.

وقال ميسي خلال المقابلة: “أخبرت الرئيس بأنني أريد الرحيل، الحقيقة هي كانت سنة صعبة جدا، عانيت كثيرا في التدريب وخلال المباريات، وفي غرفة تغيير الملابس. كل شيء أصبح صعبا بالنسبة لي”.

هذا التصريح “السريع” من ميسي قد يكشف عن مشاكل داخل غرف الملابس، ساهمت في خلق الفوضى.

العائلة متعلقة ببرشلونة

تصريحات ميسي عن ردة فعل عائلته عندما أخبرهم برغبته في الرحيل، تشير إلى التعلّق الكبير لعائلة ميسي بالمدينة الإسبانية، التي قضى فيها أبناءه حياتهم كلها فيها.

وذكر ميسي في المقابلة: “عندما أخبرت عائلتي بأنني أريد مغادرة برشلونة بدأ الجميع في البكاء. ابني تياغو طلب مني عدم الرحيل والبقاء في برشلونة”.

تعلّق العائلة ببرشلونة، وارتباط ميسي الكبير بعائلته، قد يكون الورقة الأقوى لإدارة برشلونة، لضمان بقاء ميسي في الفريق.

ميسي ليس “الإمبراطور”

صوّرت العديد من وسائل الإعلام ميسي على أنه الشخص المهيمن بالكامل على الفريق، وأنه صاحب القرارات المصيرية في النادي، حتى وصل الأمر باتهام البعض له بالتدخل في اختيار المدربين وانتقالات اللاعبين.

ولكن حديث ميسي عن طريقة تعامل رئيس النادي غوسيب ماريا بارتوميو معه، قد تدل على عكس ذلك، وأن الأخير هو المتحكم بالفريق.

ولفت ميسي في المقابلة إلى أنه طلب الحديث مرارا مع بارتوميو حول رغبته بالانتقال، وكان رد الأخير عليه دائما “ليس الآن ليو. سنتحدث لاحقا”، كما أشار النجم الأرجنتيني إلى أن بارتوميو وعده كثيرا بالسماح له بالرحيل وحرية تقرير مصيره بعد نهاية الموسم، وكل هذا لم يحصل أبدا.

وصف ميسي لعلاقته ببارتوميو، الذي استهان بالنجم الكبير، ولم يتح له حتى فرض رغبته في تحديد مصيره، قد توضح أن ميسي ليس بالسيطرة التي وصفها به الإعلام.

الصحافة البرشلونية

من الواضح أن ميسي وضع الصحافة الإسبانية والبرشلونية في خانة “الأعداء”، وأن علاقته مع الإعلام لن تعود كما كانت أبدا.

البداية من اختيار موقع “جول” البريطاني، للحديث عن الأزمة، بدلا عن أي وكالة أنباء إسبانية، ثم حديثه الصريح بأن الأزمة كشفت له العديد من الوجوه المزيفة، وعلى رأسهم الإعلاميين.

وحول ذلك قال ميسي: “أمور كثيرة تحدثوا عنها آلمتني كثيرا. طوال حياتي أضع النادي أولا قبل أي شيء. لقد آلمني الصحفيون الذي شككوا بولائي لبرشلونة، لقد قالوا أشياء لا أستحقها. لكن هذه الأمور ساعدتني على رؤية الناس على حقيقتهم”.

لم ينسى الريمونتادا

مرت أعوام على هزيمتي برشلونة الشهيرتين بدوري أبطال أوروبا، أمام روما في 2018، وليفربول في 2019، والتي عاد فيها الخصم بعد هزيمة كبيرة من برشلونة في الذهاب، لتعرف لاحقا “بهزائم الريمونتادا”، بسبب العودة المفاجئة التي قامت فيها الخصوم على برشلونة.

وبالرغم من مرور أعوام عن هذه الهزائم، إلا أنها لا تزال تمثل عقدة لميسي، وكابوسا مزعجا يرغب بالتخلص منه، تماما مثل ما تمثله هذه الهزائم لجمهور الفريق.

هذا الأمر بدا واضحا من حديث ميسي حين قال: “في دوري الأبطال بإمكانك أن تلعب جيدا وتخسر، لا ضمان للفوز، لأنها بطولة صعبة جدا، لكن يجب عليك أن تنافس بقوة على الأقل، وأن لا تسقط وتتفكك كما حصل لنا في روما وليفربول ولشبونة”.