خبراء: عواقب وخيمة لهجمات 11 سبتمبر على المسلمين الأفارقة

كشف خبراء أن الحرب العالمية على الإرهاب، التي قادها الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، كانت لها عواقب وخيمة على المسلمين الأفارقة.

A man suspected of being member of Somalia's Al-Qaeda linked Shebab insurgents holds his baby as he sits with others before their trial at the Shanzu Law courts in the Shimo La Tewa prison in Mombasa on February 3, 2014. Over 100 people arrested after deadly rioting following a police raid on a Kenyan mosque were charged on February 3, 2014 for being members of the Shebab insurgents. "We received information that there was a jihad convention in the mosque and that's when we moved in," said local police chief Robert Kitur. The men in the mosque then "turned violent and attacked our officers". Judge James Ombura ordered the 129 men be held in prison until Friday to allow prosecutors to finish their investigations, when the accused are expected to enter a plea. AFP PHOTO/IVAN LIEMAN
العديد من أفراد الأقليات المسلمة بأفريقيا مورست بحقهم انتهاكات واتهموا بالتطرف في إطار الحرب على الإرهاب (الفرنسية)

كشف خبراء أن الحرب العالمية على الإرهاب، التي قادها الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، كانت لها عواقب وخيمة على المسلمين الأفارقة.

وقال نعيم جينة، المدير التنفيذي لمركز إفريقيا والشرق الأوسط، الذي يتخذ من جوهانسبرغ (أكبر مدن جنوب أفريقيا) مقرا له، إن حقوق المسلمين الأفارقة تعرضت لانتهاكات بعدما شرعت الولايات المتحدة في الحرب العالمية على الإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي في نيويورك.

وأضاف في حديث لوكالة الأناضول أن “المسلمين الأفارقة تعرضوا لنفس النوع من الإسلاموفوبيا كما شوهد في الدول الغربية، مما أدى إلى انتهاكات لحقوق الإنسان”.

وأشار جينة إلى أن “الولايات المتحدة استخدمت الحرب على الإرهاب لممارسة ضغوط هائلة على الحكومات الأفريقية للامتثال لبروتوكولاتها الأمنية وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز العلاقات العسكرية أو تطويرها”.

واستشهد بمثال عن القيادة الأميركية الأفريقية “أفريكوم” التي يقول إنها تشكلت في أعقاب “الحرب العالمية على الإرهاب”. وقال إن هذه القيادة “تعمل الآن في معظم دول القارة، مع القليل من الاهتمام بسيادة الدول الأفريقية”.

وقال إن “أفريكوم وأجهزة المخابرات الأميركية تساعد أيضًا الحكومات في الدول الأفريقية ضد المعارضة السياسية”.

القتل خارج نطاق القضاء

واتهمت جماعات حقوقية في القارة عناصر أمنية باعتقال أشخاص عن طريق الخطأ بتهم ملفقة تتعلق بالإرهاب وقتلهم أو احتجازهم في أماكن مجهولة.

وفي تقرير عام 2016، قالت منظمة هاكي أفريكا (Haki Africa) الحقوقية إن “شرطة مكافحة الإرهاب الكينية نفذت ما لا يقل عن 81 عملية قتل خارج نطاق القضاء في المنطقة الساحلية ذات الأغلبية المسلمة في البلاد منذ عام 2012”.

وأشارت الجماعات الحقوقية إلى أن العدد قد يكون أعلى من ذلك، لأن بعض العائلات لم تتحدث عن الانتهاكات خشية التعرض للإيذاء.

وذكر التقرير أن “معظم القتلى هم من الشباب المتهمين بارتكاب أعمال إرهابية خلال عمليات القمع التي شنتها الشرطة”.

وبهذا الخصوص، قالت هيئة الرقابة المستقلة على الشرطة في كينيا إنه “في ذلك الوقت تم توجيه تهم إلى 52 ضابط شرطة، وإن مئات آخرين يخضعون للتحقيق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان”.

ربط الإسلام بالإرهاب

يوافق الدكتور مصطفى محيتا، الباحث البارز في مكتب أفريقيا التابع لمركز الأبحاث “ميديا ريفيو نتوورك”، الذي يتخذ من جوهانسبرغ مقراً له، على أن “المسلمين في القارة شعروا بتأثير هجمات 11 سبتمبر”.

وقال للأناضول إن “هجمات 11 سبتمبر لم تؤثر في المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة أو أوروبا أو في الدول الإسلامية فحسب، لكنها أثرت علينا أيضا هنا في أفريقيا”.

وأوضح أنه “بعد الهجمات المذكورة، بدأت وسائل الإعلام الغربية نشر الكراهية ضد الإسلام واصفة إياه بالعدو، مما أدى إلى تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا”.

وأضاف “حاولوا جعل الإسلام يبدو كأنه مرادف للإرهاب، وهو أمر غير صحيح”، مشيرا إلى أنه “تقع على عاتق المسلمين الآن مسؤولية تبديد هذه الخرافات من خلال أي منصة لديهم”.

وقال آخرون للأناضول إن “الحصول على تأشيرات للسفر إلى الدول الغربية أصبح صعباً بعد الهجمات”، بينما قال البعض إنه “تم جرهم أحيانا للاستجواب في المطارات”.

وفي 11 سبتمبر/أيلول 2001، قامت مجموعات صغيرة من الخاطفين بالاستيلاء على 4 طائرات ركاب أقلعت من نيويورك وبوسطن وواشنطن إلى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، واستخدمتها لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن.

وضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” في واشنطن.

أما الطائرة الرابعة، فتحطمت في حقل في ولاية بنسلفانيا، ويُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكونغرس في واشنطن العاصمة، وأسفرت الهجمات عن مقتل 2977 شخصا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *