خسائر تاريخية في أسواق الأسهم العالمية مع انتشار فيروس كورونا

وسط عمليات بيع مكثفة مرتبطة بانتشار فيروس كورونا المستجد، أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم تعاني خسائر فصلية، بعضها الأسوأ منذ عام 1987.

Share your love

وول ستريتANGELA WEISS

تراجعات أسواق المال جاءت في وقت أمرت فيه السلطات بوقف معظم الأنشطة الاقتصادية في محاولة لإبطاء انتشار الوباء

عانت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم خسائر تاريخية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، وسط عمليات بيع مكثفة مرتبطة بانتشار فيروس كورونا المستجد.

فقد شهد مؤشرا داو جونز الصناعي ومؤشر فوتسي في لندن أكبر انخفاضات فصلية منذ عام 1987، حيث انخفضا بنسبة 23 في المئة و25 في المئة على الترتيب.

كما خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نسبة 20 في المئة خلال الربع الأول، وهو الأسوأ له منذ عام 2008.

وجاءت التراجعات في وقت أمرت السلطات بوقف معظم الأنشطة الاقتصادية في محاولة لإبطاء انتشار الوباء.

وحذر خبراء بمجال الاقتصاد من أن الضربة التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي ستكون على الأرجح أسوأ من الأزمة المالية العالمية. وعلى سبيل المثال، توقع خبراء مؤسسة “آي إتش إس ماركيت” أن ينكمش النمو بنسبة 2.8 في المئة هذا العام، مقارنة بانخفاض بلغ 1.7 في المئة عام 2009.

وطالت الأزمة الحالية جميع دول العالم. وتتوقع مؤسسة “آي إتش إس ماركيت” تراجع النمو في الصين إلى 2 في المئة، في حين قد تشهد بريطانيا انخفاضا في النمو بنسبة 4.5 في المئة. والتوقعات أسوأ لبلدان مثل إيطاليا وغيرها من الدول ذات الاقتصادات الأقل تطورا.

وقالت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستينا جورجيفا، أمس الثلاثاء “مازلنا قلقين للغاية بشأن التوقعات السلبية للنمو العالمي في عام 2020، وخاصة بشأن الضغط الذي سيتركه الانكماش الاقتصادي على الأسواق الناشئة والدول ذات الدخل المنخفض”.

في الولايات المتحدة، أشار أحد تحليلات البنك المركزي إلى أن معدل البطالة قد يرتفع إلى أكثر من 32 في المئة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مع فقدان أكثر من 47 مليون شخص وظائفهم.

على الصعيد العالمي، لا تزال العديد من مؤشرات الأسهم متراجعة بأكثر من 20 في المئة عما كانت عليه في بداية العام. وأدى التراجع الحاد في أسعار النفط، بسبب انخفاض الطلب وحرب الأسعار بين المنتجين، إلى تفاقم المشاكل في أسواق المال.

وتعهدت الحكومات بحزم إنقاذ مالي ضخمة، وهو ما ساعد على ارتفاع أسعار الأسهم في الأيام القليلة الماضية.

وارتفع مؤشر فوتسي يوم الثلاثاء بنسبة 2 في المئة تقريبا، بينما حقق مؤشرا داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي مكاسب متواضعة.

لكن المؤشرات الأمريكية الرئيسية تعثرت، حيث انخفض مؤشر داو بنسبة 1.8 في المئة، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.6 في المئة، وناسداك بنسبة 1 في المئة تقريبا.

وكانت شركات الطاقة والمؤسسات المالية بين أسوأ القطاعات أداء في الربع الأول من العام. وتعرض تجار التجزئة، الذين تضرروا من تبخر المبيعات مع إغلاق المتاجر، لبعض أكبر الخسائر أمس الثلاثاء، مع تراجع لمتاجر “مايسيز” الأمريكية بنسبة 9 في المئة تقريبا بعد يوم من إعلانها أنها ستمنح غالبية موظفيها إلى إجازة بدون أجر.

وكتب محللون بقسم إدارة الثروات بمصرف الولايات المتحدة “على الرغم من التحفيز النقدي والمالي، نتوقع أن تبقى تقلبات الأسهم مرتفعة طالما لا يزال من غير المعروف مدة وتأثير فيروس كوفيد-19، وكذلك ظلت أسعار النفط منخفضة، ورؤية الأرباح ضبابية”.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!